تصنيف الحوثي جماعة إرهابية وكيفية تلقي الأطراف له.. هزيمة لفكرة

تصنيف الحوثي جماعة إرهابية وكيفية تلقي الأطراف له.. هزيمة لفكرة

تصنيف الحوثي جماعة إرهابية وكيفية تلقي الأطراف له.. هزيمة لفكرة


13/02/2024

حسين حنشي

يعد قرار الإدارة الأمريكية الديمقراطية بتصنيف الحوثي جماعة إرهابية تحت بند (جماعة إرهابية عالمية) تحولاً مهولاً اضطرارياً مفرحاً لكل يمني وعربي تضرر من الحوثي ومن الدور المدمر لإيران في المنطقة مهما كانت تفاصيل القرار والفرق بين (سقف التمني له وبين قاع أن لا يأتي أبداً).

هذه الإدارة الأكثر ليبرالية والتصاقا بأفكار ما بعد الحداثة التي ألغت أي معايير للمفاهيم والقائمة على فكر أنه لا أحد يملك الحقيقة وأن عليك ان تتقبل الآخر حتى وإن كان إرهابياً، لأن هده ثقافته وعليك أن تصفق لرسام رسم متاهة من الألوان وتتفهم شراء لوحته بملايين لأنه ما بعد حداثي ولا يلزم أن تفهم لوحته فلكل إنسان معياره وليس هناك معيار للجمال والمعنى وأن تتفهم نصوص ما بعد الحداثة الأدبية حتى وإن كانت جملة من قبيل (السماء تراب أحمر يتزوج الخنافس ويحتفلون) وتعتبرها أدبا عظيما لأن كل إنسان لديه معاييره وليس عليك أن تقول إن الأدب معار معنى وجمال تصوير ورسالة واضحة، ولهذا عليك أن تفهم أن من حق الإرهابيين الإرهاب والرجعيين الحكم لأن هذه ثقافتهم وحقهم في النظرة إلى الحياة، وهذا ما حدث منذ ابتليت أوروبا باليسار والليبرالية ما بعد الحداثية فأصبحت تدافع وتتفهم حتى جماعات الإرهاب الإسلاموي وتضع من أجلها قوانين الإسلاموفوبيا.

الإدارة الحالية التي يقودها تيار برني ساندرز وجماعة الدفاع عن مجتمع الميم والأقليات والتطرف الليبرالي ما بعد الحداثي والمتفهمة لفكر الحوثي والإخوان وجماعة الإرهاب بحجة أنها مجرد جماعات لها ثقافتها يجب تركها تعمل وتحكم بعد ان اخرجت الحوثي من قائمة الارهاب تعود لتضعه فيها ولو بخطوة اولية تكسر غرور اليسار وتجعله متراجعا عن فكره حين صعد بايدن وهاريس منصه التتويج واصبح ساندرز وجماعات الليبرالية المتطرفة يحكمون فكر الادارة، وهذا محرج جدا جدا لفكر ونهج ونهاية لتجربة فشلت في إعادة الاتفاق النووي وفي إنفاذ رؤيتها عن الحوثي والزمها الواقع بواقعية ان الارهاب ليس الا إرهابا وان يكون وجهة نظر أخرى يجب تفهمها، وأن شروره ستطال الاقتصاد العالمي وجنود أمريكا في البحار. 

المتلقين لهزيمة الإدارة الديمقراطية أمام الواقع هم أطراف عدة أهمهم:

1) الجمهوريون في أمريكا الذين سيدفعون بالادارة الحالية لاستكمال التصنيف ليكون مثل التصنيف السابق منظمة ارهابية اجنبية ودولية بانتقاد القرار واعتباره ناقصا لتعميق هزيمة فكر الديمقراطيين واليسار وجعلهم يكشفون بانهم اقنعوا اخيرا ان النهج الجمهوري هو الصح وان تهجمهم غلط ويعيدون نفس إجراءات ترمب حرفيا ضد الحوثي وإيران. 

2) جماعات الإسلام السياسي الإيرانية والإخوانية وكل من يريد سلاماً مع الحوثي ومنهم قوى شرعية وفي التحالف ستقلل من القرار وتعمل على بقائه كما هو وتنتقده وتعتبره بين فاقد التأثير وبين أنه لا يلزم احد يترك للحوثي دون الحديث معه والمحاولة وفي أفضل خياراتها ستعتبره ورقة ضغط للسلام.. بينما هي تدرك أنه بداية النهاية للنظرة الغربية للحوثي ونهاية للحديث عن الأقلية المظلومة المفضل ادماجها في سلام وتعايش مع الآخرين باليمن.

أما أنا فأنظر إليه كالتالي: هو اضطرار ديمقراطي تحت الإحراج بضغط من المؤسسات الأمريكية مثل البنتاجون والسي آي إيه، وبتوافق مع الأوروبيين، وهو تحول مهول يرفع غطاء النظرة العربية اليسارية الرومانسية تجاه الحوثي ويأتي تمهيدا اضطراريا في سنة سيكون فيها ساكن جمهوري جديد للبيت الأبيض سيضيف فوقه إجراءات أخرى بقلب قوي بعد أن مهد له اليسار الطريق لتصنيف الحوثي وهو نهاية لأعذار القوى التي تتحجج بالضغوط الغربية لحماية الحوثي وهو قاطرة قانونية ستجر توصيفات أوروبية أخرى تجعل الحوثي إرهابيا مكشوفا تحت الشمس وتعيد الاعتبار بنظر اليمنيين للحوثي التي لم تكن متفهمة من الغرب وتنهي أحلام السلاميين الجديد في المنطقة، وتفتح بابا واسعا لنضال يمني في بيئة أخرى بعد أن تقاربت نظرة العالم كله للحوثي مع نظرتهم. 

إذاً فهذه هي البداية الجميلة.. 

عن "نيوز يمن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية