تركيا تسعى لمنع توافق نظام الأسد مع "قسد"... ماذا فعلت؟

تركيا تسعى لمنع توافق نظام الأسد مع "قسد"... ماذا فعلت؟


28/07/2022

لم تتحمل تركيا، على ما يبدو، احتمالات توافق قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ"قسد"، والجيش العربي السوري، لصد العملية التركية المحتملة على شمال سوريا، فسارع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى دق إسفين لوأد هذا التوافق عبر التودد للنظام السوري.

وعلى غير العادة، أبدى أوغلو، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، استعداد بلاده لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لطالما هاجمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بأنّه "غير شرعي"، في مواجهة الفصائل الكردية، التي تمثل العمود الفقري لـ"قسد"، وفي مقدمتها "وحدات حماية الشعب" التي تصنفها تركيا "إرهابية" بزعم ارتباطها بحزب العمال الكردستاني.

على غير العادة، أبدى أوغلو استعداد بلاده لدعم النظام السوري في مواجهة الفصائل الكردية التي تمثل العمود الفقري لـ"قسد"

وفي حين وصف أوغلو الفصائل الكردية و"قسد" بـ"الإرهابية"، نفى صفة الإرهاب عن "الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا وثبتت علاقته بجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة و"داعش"، فقد قال: "من الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل "التنظيم الإرهابي" من أراضيه، في إشارة إلى فصائل "قسد"، مضيفاً: "لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابية"، في إشارة إلى الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.

ومطلع الشهر الجاري، توصلت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ"قسد" والنظام السوري برئاسة بشار الأسد إلى "توافق" وُصف بـ"المهم" و"اللافت" في شكله وتوقيته ورسالته، لردع المحتل التركي.

وقال آرام حنّا، المتحدث باسم "قسد" في تصريحات لـ"النهار العربي": إنّ "ما تم التوصّل إليه بين الطرفين هو توافق وليس اتفاقاً، ومضمونه عسكري بحت، ينصّ أساساً على التوصّل إلى آلية ردع لتقدّم المحتل التركي على طول الأراضي السورية في الشمال، سواء على خط التماس أم على الشريط الحدودي، على أسس وطنية قائمة على هويّتنا السورية الجامعة".

في حين وصف أوغلو الفصائل الكردية و"قسد" بـ"الإرهابية"،نفى صفة الإرهاب عن "الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا وثبتت علاقته بالقاعدة وداعش

ومطلع حزيران (يونيو) الماضي أعلن أردوغان عزمه شنّ عملية عسكرية جديدة بعمق (30) كيلومتراً داخل الأراضي السورية بهدف احتلال مناطق جديدة شمال سوريا لإقامة ما يُطلق عليه النظام التركي "المنطقة الآمنة" لإعادة توطين اللاجئين السوريين في تركيا.     

وقد احتلت تركيا مدينة عفرين السورية في عملية أطلقت عليها "غصن الزيتون" في الأشهر الـ3 الأولى من عام 2018، وأسفرت عن مقتل مئات المدنيين، ونزوح ما يقرب من (300) ألف، تقريباً كل السكان الأكراد في عفرين. ومنذ ذلك الحين وسعت تركيا دائرة احتلالها للمدن السورية حيث اغتصبت، بمساعدة أذرعها الميليشياوية، شريطاً ممتداً من مدينة أعزاز في شمال حلب، وصولاً إلى بلدة تل تمر شمال غربي الحسكة بعمق يصل في بعض المناطق إلى (30) كيلومتراً، وكذلك الحال بالنسبة إلى مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وتقطع بلدة عين العرب (كوباني) الواقعة تحت سيطرة "قسد" الفعلية بالتوازي مع وجود عسكري لدمشق، الممر التركي المذكور في منتصفه.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية