تحذيرات من مراوغات إيرانية بعد زيارة غروسي لطهران

تحذيرات من مراوغات إيرانية بعد زيارة غروسي لطهران

تحذيرات من مراوغات إيرانية بعد زيارة غروسي لطهران


13/03/2023

تتزامن زيارة المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، لإيران مع تقارير استخبارية، أمريكية وإسرائيلية، تشير إلى اقتراب إيران من الوصول لـ"العتبة النووية"، بالإضافة إلى ما كشفت عنه الوكالة الدولية في آخر تقاريرها بشأن اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه في صنع الأسلحة النووية.

وكان الملف النووي الإيراني هيمن على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤخراً.

غروسي، أجرى مباحثات لافتة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وكذا وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وهي المباحثات التي وصفت بـ"البنّاءة"، بينما لا تثق المعارضة الإيرانية في نتائجها وتعتبرها ضمن مناورات الملالي.

إيران والمجتمع الدولي.. مناورة تكتيكية

يبدو أنّ هناك انفراجة بشأن القيود المتشددة التي فرضتها طهران على دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتهام الأخيرة، بشكل متكرر، بـ"تسييس" التقارير الفنية المتعلقة ببرنامج طهران النووي، حيث تم التوصل إلى اتفاق يسمح لمفتشي الوكالة بإجراء عمليات التفتيش، فضلاً عن إعادة إيران تشغيل كاميرات المراقبة.

وعاود الرئيس الإيراني، أثناء لقاء مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحديث عن ضرورة تعامل الأخيرة بـ"مهنية" و"حيادية"، وأن "لا تخضع لتأثيرات من القوى الغربية".

وصرح رئيسي أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل "تستغلان ملف إيران النووي ذريعة لممارسة الضغوط على الشعب الإيراني".

المعارض الإيراني حسين داعي الإسلام: لدى طهران مخطط لخداع المجتمع الدولي

واللافت أنّ زيارة غروسي تأتي في توقيت حساس ودقيق، حيث تتزايد العلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو، بل وتتجاوز الاصطفاف الميداني في الحرب الروسية الأوكرانية، إلى تبادل "صفقات سرية مع روسيا لضمان تسليم اليورانيوم التي حصلت عليه موسكو من طهران إبان الاتفاق النووي"، وفق ما نقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن مصادر استخبارية غربية.

وذكرت المصادر الاستخبارية، التي لم تكشف عن هويتها للشبكة التلفزيونية الأمريكية، أنّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على إعادة اليورانيوم المخصب الذي حصل عليه من إيران إذا انهار الاتفاق النووي المحتمل".

وتابعت: "الرئيس بوتين قام برحلة خاصة إلى إيران لمتابعة صفقات التسلح بين البلدين، ووافق على الطلب الايراني على ما يبدو بسبب اهتمامه بتعويض الإيرانيين ومساعدتهم".

وشددت المصادر الاستخبارية على الدور المتنامي لموسكو في الملف النووي والذي ينافس أو بالأحرى يشكل خطوة قصوى على المصالح الأمريكية، وقد أوضحت أنّ هذا المتغير المهم "من شأنه تقويض المصالح الأمريكية بشكل كبير وسيمنح روسيا سيطرة فعلية على الاتفاقية النووية في الحاضر والمستقبل".

خطط أمريكية وإسرائيلية ضد نووي إيران

وصرح ناطق رسمي بلسان الخارجية الأمريكية لشبكة "فوكس نيوز": "لن نعلق على تقارير المخابرات السرية المزعومة، ولكن على أيّ حال، فإنّ خطة العمل الشاملة المشتركة لم تكن على جدول الأعمال منذ شهور".

ومع اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل أيام، اصطفت موسكو مع الموقف الإيراني، حيث طالب ميخائيل أوليانوف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، الامتناع عن "التسييس غير المبرر" للملف النووي، على حد تعبيره.

كما يتعين على مجلس محافظي الوكالة الدولية الالتزام بـ"نهج مسؤول" تجاه برنامج طهران النووي، وفق أوليانوف في تغريدته على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكذا مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 بالمئة.

أنباء عن انفراجة بشأن القيود المتشددة التي فرضتها طهران على دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتهام الأخيرة، بشكل متكرر، بـ"تسييس" التقارير الفنية المتعلقة ببرنامج طهران النووي

وفي حديثه لـ"حفريات" يقول عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة، حسين داعي الإسلام، إنّ نظام الملالي لديه تناقضات جمّة بعد زيارة غروسي لإيران، مشيراً إلى "مخطط لخداع المجتمع الدولي عبر تجنب المخاطر المحتملة عشية اجتماع مجلس محافظي الطاقة الذرية ومنع مزيد من التقارير السلبية".

ورغم تأكيد مسؤولين كبار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنّ "الجمهورية الإسلامية" وافقت على "إعادة السلطات الرقابية" لهذه الهيئة الأممية، إلا أنّ المسؤولين بإيران نفوا لوسائل الإعلام المحلية السماح التام بعود دور مفتشي الوكالة لمحطات إيران النووية، وفق داعي الإسلام.

وزعم موقع "نور نيوز"، المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي بإيران، أنّ أنباء الوصول إلى الأشخاص الثلاثة والأماكن التي تطالب بها الوكالة أو "تركيب كاميرات جديدة" كاذبة. غير أنّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعطى أجوبة "إيجابية" عندما سئل عن إعادة تركيب الكاميرات في محطات إيران النووية. وانتقد رئيس تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري، المقربة من المرشد الإيراني، زيارة غروسي لإيران، واعتبر أن لا ضرورة لها. وكتب شريعتمداري: "ما هي ضرورة لقاء غروسي مع أساتذة وباحثين في إيران على صلة بالملف النووي؟" وعليه، نفى مسؤولون حكوميون إيرانيون، بمن فيهم الناطق الرسمي بلسان منظمة الطاقة الذرية للجمهورية الإسلامية، بهروز كمالوندي، أيّ اجتماعات جمعت بينه وبين غروسي.

تصريف الأزمات

إذاً، يتضح أنّ النظام الإيراني، الذي يقع تحت وطأة أزمة داخلية محتدمة تصل به لدرجة الانسداد السياسي، خاصة بعد الانتفاضة التي تطوق البلاد منذ مقتل الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني على يد دورية "شرطة الأخلاق"، يسعى لخداع المجتمع الدولي لتخفيف الضغوط المتراكمة، وللخروج من الأزمة الدولية والعزلة الدبلوماسية، وفق عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

مطلع الأسبوع، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع نظيره السلوفاكي، إدوارد هيغر، واتفق كل منهما على ضرورة منع إيران من حيازة السلاح النووي.

وبالتزامن مع هذا اللقاء، دشنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة مؤتمراً حضره السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ، والذي أكد أنّ توقيع الاتفاق النووي "ليس خياراً مطروحاً"، بينما عرج على التفاهمات بين بلاده وواشنطن بشأن نووي إيران واصفاً إياها بأنها "أقرب بكثير".

وأضاف السفير: "ما نراه في إيران اليوم هو لحظة حاسمة. نرى اهتزازاً في أسس النظام الإيراني. النظام فقد الشعب، وعلينا أن نأخذ هذا في الاعتبار في تفكيرنا الاستراتيجي بشأن إيران".

المعارض الإيراني حسين داعي الإسلام لـ"حفريات": أولوية الملالي هي قمع الانتفاضة وتزويد الجماعات الإرهابية بالسلاح، محلياً وإقليمياً، ثم استكمال البرنامج النووي من أجل بقاء وحماية النظام

عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حسين داعي الإسلام، أعرب أيضاً عن تثمينه أيّ خطوة من شأنها "منع النظام من الحصول على قنبلة ذرية، لكنّ جملة من المعطيات تشير في الوقت نفسه إلى أنّ احتمال حيازة إيران السلاح النووي باتت ممكنة. لكنّ النظام الإيراني في أضعف موقف له بعد الانتفاضة المندلعة منذ أيلول (سبتمبر) العام الماضي، وأنّ السياسات الإقليمية لإيران، هي محاولات للتستر على وضع النظام الهش، ولذلك؛ فأولوية الملالي هي قمع الانتفاضة وتزويد الجماعات الإرهابية بالسلاح، محلياً وإقليمياً، ثم استكمال البرنامج النووي من أجل بقاء وحماية النظام".

ونتيجة لهذه السياسات المريرة من قبل الملالي، يقع نحو 80٪ من الإيرانيين تحت خط الفقر، بينما وصلت حدة الصراع بين الشعب الإيراني والنظام إلى مستوى لا يمكن الرجوع عنه.

ويختتم داعي الإسلام حديثه قائلاً إنّ "التجربة التاريخية أثبتت أنّ أيّ تأخير في تطبيق العقوبات الشاملة سيمهد الطريق للنظام الإيراني للاستمرار في مشاريعه النووية والصاروخية المعادية، وكذا تصدير الإرهاب لدول المنطقة. ويفضح تاريخ النظام الإيراني نشاطه المحموم للحصول على أسلحة نووية، بل ويستمر في تدشين محطات نووية سرية".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية