بوادر توتر بين إيران وتركيا وسباق نفوذ... ما علاقة العراق؟

بوادر توتر بين إيران وتركيا وسباق نفوذ... ما علاقة العراق؟


12/05/2022

في خضم الغضب العراقي من انتهاك تركيا وإيران لسيادته واختراق مجاله الجوي وأراضيه بشكل غير شرعي، تلوح في الأفق بوادر "صراع نفوذ" بين طهران وأنقرة، ولا سيّما على النفوذ في العراق.

وفي حين بدا جلياً أنّ تركيا وإيران حوّلتا العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات وتوسيع نفوذ إمبراطوريتهما البائدة، أفاد تقرير لموقع "المونيتور" أنّ الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية وميليشيا إيزيدية تُعرف باسم وحدات مقاومة شنكال قد تمثل واحدة من عدة جبهات في تصعيد التوترات بين إيران وتركيا في العراق.

الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية و"شنكال" قد تمثل واحدة من عدة جبهات في تصعيد التوترات بين إيران وتركيا في العراق

وقد كثفت تركيا من انتهاكاتها لسيادة العراق، وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في 17 نيسان (أبريل) الماضي أنّ طائرات حربية وهليكوبتر ومسيّرة تركية قصفت أهدافاً ومعسكرات وأنفاقاً وملاجئ ومخازن ذخيرة، زعم أنّها لمسلحين أكراد في شمال العراق، دون أدنى تنسيق مع السلطات العراقية.

وأشار أكار حينها إلى أنّ قوات تركية خاصة تسللت برّياً للأراضي العراقية، وشاركت في العملية التي أُطلقت أنقرة عليها اسم "قفل المخلب"، واستهدفت مناطق ميتين أوزاب وأفاشين-باسيان شمالي العراق، العملية الأحدث في سلسلة من العمليات العسكرية التي بدأتها تركيا منذ أعوام، بزعم سعيها لـ"إغلاق جميع طرق وصول حزب العمال الكردستاني من العراق إلى تركيا"، على حدّ قول أكار.

وأمس الأربعاء أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان استهداف عدة مواقع في مدينة أربيل شمال العراق في قصف مدفعي وهجمات بالطائرات المسيّرة، بعد نحو شهرين من انتهاك سيادة العراق واستهداف المواقع نفسها التي تضم مبنى القنصلية الأمريكية بوابل من الصواريخ في 1 آذار (مارس) الماضي.

وفي تصريحات لـ"المونيتور"، أوضح فهيم تاستكين مدى ارتباط هجمات تركيا في العراق بالعمليات في سوريا، التي تحتل أنقرة أجزاءً منها، فقد أشار إلى أنّ العمليات العسكرية التركية تُستكمل باتصالات رسمية مع سوريا بوساطة روسية لإتمام المصلحة المشتركة في التصدي لطموحات الأكراد في سوريا، على غرار اتفاقية أضنة لعام 1998 بين أنقرة ودمشق بشأن حزب العمال الكردستاني.

أشارت "المونيتور" إلى أنّ الهدف الرئيسي من تلك الهجمات هو محاولة إيران التأثير على تشكيل الحكومة في العراق

والأسبوع الماضي، صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ القوات الحكومية السورية كانت تقاتل "بجدية" في "الأيام الأخيرة" وحدات حماية الشعب، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تعتبرها أنقرة شبيهة بحزب العمال الكردستاني.

وفي إغفال متعمد لحقيقة الجرائم التي ترتكبها تركيا في حق سوريا وبالتحديد شمال سوريا، قال أوغلو: "نحن ندعم وحدة أراضي سوريا، ولدى وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني خطة لتقسيم سوريا"، في تصريح يخدم استماتة أنقرة للمصالحة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 تأثير سياسي

بعد تبنّي الحرس الثوري الإيراني لعدد من الهجمات على أربيل شمالي العراق، القليل منها استهدف منشآت أمريكية، أشارت "المونيتور" إلى أنّ الهدف الرئيسي من تلك الهجمات هو محاولة إيران التأثير على تشكيل الحكومة في العراق، فقد سعت إيران إلى ممارسة الضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتمتع بأغلبية المقاعد، حيث تفضل إيران تسوية بين التحالف وإطار التنسيق المنافس المكوّن من الأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران.

وفي الوقت نفسه، قد تكون الهجمات على أربيل أيضاً بمثابة رسالة إلى تركيا بشأن صادرات النفط والغاز للحزب الديمقراطي الكردستاني عبر تركيا، وهي جبهة أخرى في صراعهما على النفوذ في العراق، حيث لا ترغب إيران في تشجيع فرص تصدير الغاز البديلة للحزب الديمقراطي الكردستاني، لا سيّما أنّ صناعة النفط والغاز الإيرانية ما زالت تحت العقوبات، وما تزال نتيجة المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى العالمية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة أو الاتفاق النووي الإيراني، الذي بمقتضاه سيتم رفع العقوبات عن صناعة الطاقة الإيرانية، غير مؤكدة بعد، وفقاً لـ"المونيتور".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية