بموجة إعدامات غير مسبوقة.. إيران تواصل قمعها

بموجة إعدامات غير مسبوقة.. إيران تواصل قمعها


02/08/2022

استمراراً لسياسة القمع الإيرانية في مواجهة الاحتجاجات الأخيرة على الأوضاع الاقتصادية، شنت إيران حملة أمنية مؤخراً، تخلّلها إعدامات بأعداد غير مسبوقة منذ أعوام، ‏واعتقالات واسعة لمعارضين للنظام، استهدف بعضها عدداً من أبرز ‏المخرجين السينمائيين، ومحاكمات لمواطنين أجانب ندّدت بها عائلاتهم ‏على اعتبارها صورية.‏

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فإنّه يبدو أنّ أيّاً من شرائح المجتمع لم يسلم من قبضة السلطات، بحسب ‏ناشطين، فقد طالت الحملة ناشطين في نقابات العمال وآخرين يعارضون ‏إرغام النساء على وضع الحجاب، فضلاً عن أتباع الأقليات الدينية.‏

شنت إيران حملة أمنية مؤخراً، تخلّلها إعدامات بأعداد غير مسبوقة منذ أعوام، ‏واعتقالات واسعة لمعارضين للنظام.

موجة إعدامات

موجة إعدامات غير مسبوقة طالت ما لا يقلّ عن (251) شخصاً بين مطلع كانون الثاني (يناير) و(30) حزيران (يونيو) الماضيين، وفقاً لبحث أجراه مركز عبد الرحمن بوروماند لحقوق الإنسان في إيران ومنظمة العفو الدولية.

ونقلت منظمة العفو الدولية عن منظمات محلية ودولية تحذيرها في 27 تموز (يوليو) الماضي من أنّه في حال استمرار عمليات الإعدام بهذه الوتيرة المرعبة، فإنّها ستتجاوز قريباً إجمالي (314) عملية إعدام مسجلة في عام 2021 بأكمله.

يأتي ذلك تزامناً مع مرور عام على تولي الرئيس إبراهيم رئيسي، رئيس ‏السلطة القضائية السابق الذي يُعدّ محافظاً متشدداً، الحكم خلفاً لحسن ‏روحاني الذي يُعدّ أكثر اعتدالاً. ‏

ويواجه رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي ‏خامنئي أزمة اقتصادية ترافقت مع سلسلة كوارث، بما في ذلك انهيار ‏مبنى أسفر عن سقوط قتلى في آبادان في أيار (مايو)، ممّا أشعل تظاهرات.

موجة إعدامات طالت ما لا يقلّ عن (251) بين مطلع كانون الثاني (يناير) و(30) حزيران (يونيو) الماضيين، وفقاً لبحث أجراه مركز إيراني ومنظمة "العفو الدولية".

وتعود المشاكل الاقتصادية في معظمها إلى العقوبات التي فرضت على ‏إيران لدفعها للحدّ من برنامجها النووي. لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن ‏تدلّ على إمكانية اقتراب القوى الدولية والسلطات الإيرانية من تحقيق ‏اختراق في المفاوضات الرامية لإحياء اتفاق العام 2015 النووي.‏

 بصمة الاحتجاجات

قال خبير الشؤون الإيرانية في "معهد عصام فارس للسياسات العامة ‏والشؤون الدولية" والجامعة الأمريكية في بيروت علي فتح الله نجاد: إنّ ‏‏"الحملة الأمنية الحالية مرتبطة بشكل وثيق بتصاعد الاحتجاجات في ‏إيران".‏

ونقلت "فرانس برس" عن نجاد قوله: إنّ الاحتجاجات التي خرجت في مختلف أنحاء البلاد في كانون ‏الأول (ديسمبر) 2017 وتشرين الثاني (نوفمبر) 2019 تركت بصمتها ‏على القيادة الإيرانية. وبينما كانت في أساسها مدفوعة بالأوضاع ‏الاجتماعية والاقتصادية، إلا أنّها "سرعان ما تحولّت إلى سياسية، ‏واستهدفت المؤسسة (الحاكمة) برمّتها"، مضيفاً: إنّ "التظاهرات الشعبية ما زالت تشكّل تهديداً ‏لاستقرار النظام". ‏

 وتيرة مروعة

قالت منظمة العفو الدولية: إنّ إيران تشهد "فورة إعدامات"، فقد باتت ‏عمليات الشنق حالياً تمضي بـ"وتيرة مروعة"، وأشارت منظمة "حقوق ‏الإنسان في إيران" إلى أنّ عمليات الإعدام شملت (10) نساء، شنقت (3) ‏منهنّ في يوم واحد في 27 تموز (يوليو)، بعد إدانتهن بتهمة قتل ‏أزواجهن. ‏

في هذه الأثناء، استأنفت إيران أيضاً قطع أصابع السجناء المدانين بالسرقة، وقد ‏تعرّض منذ أيار (مايو) شخصان على الأقل لهذه العقوبة المنفّذة بوساطة ‏مقصلة وُضعت خصيصاً لهذا الغرض في سجن إيوين في طهران، ‏بحسب منظمة العفو.‏

وفي 23 تموز (يوليو) الماضي، نفّذت إيران أول إعدام علني على أراضيها منذ ‏عامين، الأمر الذي علّق عليه مدير منظمة "حقوق الإنسان في إيران" محمود أميري مقدّم بالقول: إنّ "السلطات تستخدم الإعدامات واسعة النطاق لبث الخوف في المجتمع ‏لمنع أيّ تظاهرات جديدة مناهضة للحكومة".‏

وانتشر مؤخراً على موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاغ #إعدام_نكنيد، أي "أوقفوا الإعدام"، للمطالبة بوقف استخدام عقوبة ‏الإعدام في الجمهورية الإسلامية التي تعدم عدداً من الأشخاص سنوياً ‏أكثر من أيّ بلد في العالم، باستثناء الصين.‏

وكان المخرج محمد رسول آف من بين الشخصيات الأبرز الداعية لوقف ‏الإعدامات، فقد فاز فيلمه المؤثر المناهض لعقوبة الإعدام "لا وجود ‏للشيطان" بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 2020.

واعتقل بعد ذلك المخرج الحاصل على جوائز دولية عدة جعفر بناهي ‏الذي بقي عدة أعوام غير قادر على مغادرة إيران، عندما ذهب بعد يومين ‏للسؤال عن مكان تواجد رسول آف، وقيل له إنّ "عليه قضاء عقوبة ‏بالسجن مدتها (6) أعوام سبق أن صدرت في حقّه".‏

وينضم المخرجان إلى معارضين معروفين آخرين خلف القضبان، بينهم ‏الناشطة الحقوقية نرجس محمدي التي تخشى مجموعات حقوقية من أن ‏تكون في خطر بسبب مشاكل صحية أخفقت سلطات السجن في علاجها ‏بشكل مناسب.‏

كذلك شهدت الحملة الأمنية توقيف عدد من أقارب ضحايا قمع السلطات ‏العنيف لتظاهرات تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 الذين طالبوا بالعدالة ‏لأفراد عائلاتهم.‏



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية