بماذا تتميز العلاقات الإماراتية-الروسية وما هي أولوياتها؟

الإمارات

بماذا تتميز العلاقات الإماراتية-الروسية وما هي أولوياتها؟


03/06/2018

وقّعتْ دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية إعلان "الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين، وذلك خلال الزيارة التي قام بها لموسكو ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجمعة الماضي؛ حيث أجرى جولة محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دشّنت مرحلة نوعية جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين.

مستويان للعلاقة الإسترتيجية: أفقي وعمودي

وتتميز العلاقات الإماراتية-الروسية بأنها إلى جانب أبعادها الأفقية والشعبية التي تنسجها المؤسسات والشركات والاستثمارات والسائحون من كلا البلدين، فإنها تتميز بقوة العلاقات على المستوى العمودي/ القيادي، وهذا ما أشار إليه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في لقاء الجمعة الماضي مع قناة "روسيا اليوم"؛ حيث أكد أنّ "الشيخ محمد بن زايد أنشأ علاقة شخصية طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". أما الميزة الثانية فهي ما لفت قرقاش النظر إليه بقوله إنّ "العلاقات مع روسيا يجب أن تكون متنوعة وليست فقط علاقات سياسية"، ويعضد ذلك إشارة بيان الكرملين إلى أنّ مواقف البلدين "متطابقة أو قريبة جداً" في كل الملفات المطروحة والحيوية، الأمر الذي يؤسس لشراكة إستراتيجية بين البلدين، ويدفع بالعلاقات إلى مرحلة جديدة تتضمن مزيداً من التعاون العسكري، والتنسيق عالي المستوى في مجال مكافحة الإرهاب، ورفع مستوى الاستثمارات الإماراتية في روسيا، وهو ما أشار إليه الوزير الإماراتي بقوله: "استثماراتنا في روسيا في حدود 6 مليارات دولار، وهو رقم ليس كبيراً بالنسبة لإمكانيات البلدين... هناك حوار مستمر ومكثف بين أجهزتنا الاستثمارية والأجهزة الاستثمارية الروسية، ونطمح لأن تكون بعض الاستثمارات ذات طبيعية إستراتيجية".

لقاء وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش مع قناة "روسيا اليوم":

ثلاث أولويات

وفي كثير من الحالات، تتشارك دولة الإمارات وروسيا في تصورات متقاربة لمشاكل الشرق الأوسط. وهي تتراوح بين محاربة الإرهاب ومواجهة التطرف الديني، إلى التعاون الاقتصادي المتنامي، فضلاً عن أفكارٍ للتقارب بين العالمين الإسلامي وغير الإسلامي.

لقد تقاربت الأولويات الإماراتية والروسية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وفي صدارتها ثلاث أولويات:

أولها العمل على تأمين بيئة إقليمية آمنة ومستقرة عبر احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

الأزمة السورية هي بين السوريين أنفسهم وحلّها يجب أنْ يتمّ بعيداً عن الطائفية والمذهبية التي تغذيها إيران

وثانيها محاربة الإرهاب ونزع أسباب التطرف الديني.

وثالثها توسيع محفظة المصالح الاقتصادية والتجارية كمدخلٍ لتقليص دائرة الصراعات والتخفيف من حدة النزاعات بجميع أشكالها، والدفع بتلك المصالح نحو أفقٍ إستراتيجي من الشراكة المستدامة.

الوجود الإيراني في سوريا

لكن هذا التقارب الكبير بين البلدين لم يمنع اختلاف وجهتي نظرهما ورؤيتهما حيال بعض المسائل الإقليمية، وفي صدارتها الوجود الإيراني في سوريا، الذي تعارضه بقوة دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تدعو بوضوح إلى خروج جميع المليشيات والجماعات المسلحة من سوريا، وكذلك خروج الأطراف الأجنبية من سوريا، وتأكيد أنّ الأزمة في سوريا هي بين السوريين أنفسهم وحلّها ينبغي أنْ يتمّ في سياقٍ بعيد عن السياق الطائفي والمذهبي الذي تغذيه إيران وتدعمه وتموله. وربما من اللافت للنظر أنّ زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو تأتي في وقتٍ صدرت فيه تصريحات ومواقف من الكرملين تدعو إلى خروج جميع الأطراف الأجنبية من سوريا، واتجهت الأنظار، على نحو خاص، إلى مناطق جنوب سوريا والمناطق الحدودية السورية-الإسرائيلية-الأردنية. وقالت الحكومة الروسية الأسبوع الماضي إن قوات الجيش السوري فقط هي التي يجب أن تكون موجودة على الحدود الجنوبية للبلاد مع الأردن وإسرائيل.

استثمارات إماراتية في مختلف القطاعات الروسية

وقد استثمرت دولة الإمارات في قطاعات الغاز والنفط والعقارات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية الروسية، كما تسعى الإمارات إلى تعزيز وجودها في قطاع إنتاج الأغذية في روسيا. وتشترك الدولتان في استخراج الموارد الطبيعية، وهما من المراكز التجارية الناشئة في مجال الماس. ويشير المراقبون إلى أنّ المعرفة الروسية في المعادن الإستراتيجية، والموارد غير المُستَغلّة في سيبيريا، قد تستفيدان من استثمارات وتمويل دولة الإمارات. وفعلياً تستكشف شركة "دي بي وورلد" (D.P. World) الفرص المُحتملة في الشرق الأقصى الروسي.

استثمرت الإمارات في قطاعات الغاز والنفط والعقارات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية الروسية

وقد أعلن الكرملين في بيان أمس أن بوتين ومحمد بن زايد وقّعا إعلان شراكة إستراتيجية؛ في تتويجٍ لاتفاقات سابقة بتعزيز التعاون الثنائي. وكان الطرفان قد اتفقا في زيارة الشيخ محمد بن زايد السابقة إلى روسيا في نيسان (أبريل) 2017 على إعطاء العلاقات الروسية-الإماراتية طابع شراكة إستراتيجية وإعداد إعلان مشترك بهذا الشأن.

أول بلد عربي
وكانت العلاقة بين روسيا والإمارات تطورت، كما تنقل "الشرق الأوسط" (2/6/2018)، بشكل متسارع خلال العقدين الأخيرين، وغدتْ الإمارات أول بلد عربي يطور التعاون الواسع مع روسيا في مجالات الاستثمارات المتبادلة والتبادل التجاري والتصنيع المشترك لعدد من التقنيات بينها تقنيات عسكرية.
ومنذ أيلول (سبتمبر) 2007 تلقى التعاون دفعات متواصلة، وزاد حجم التبادل التجاري بين البلدين من مليار دولار عام 2010 إلى أكثر من 3.7 مليار دولار في العام 2015.

بين عامي2000و2014 تلقت الإمارات أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة714مليون دولار من روسيا

وتم الإعلان في 2013 عن إنشاء صندوق استثماري مشترك بين الإدارة المالية لأبوظبي وصندوق الاستثمار الروسي المباشر في مختلف قطاعات الاقتصاد الروسي. وتم منذ العام 1994 تأسيس لجنة حكومية للتعاون الدولي بين روسيا والإمارات في مجال التجارة والتعاون الاقتصادي والفني، ومنذ سبتمبر 2005، بدأ مجلس الأعمال الروسي-الإماراتي عمله.
كما أنّ التعاون العسكري التقني يتطور بين البلدين باطراد. ففي الفترة من العام 2000 إلى 2014، تلقت الإمارات العربية المتحدة أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 714 مليون دولار من منتجات وزارة الدفاع الروسية.
وفي نيسان (أبريل) 2017 نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن دنيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي قوله إنّ روسيا تجري محادثات لتزويد الإمارات العربية المتحدة "ببضع عشرات" من طائرات سوخوي-35 المقاتلة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية