بعد محاولة اغتياله.. ارتفاع الطلب على رواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدي

بعد محاولة اغتياله.. ارتفاع الطلب على رواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدي


14/08/2022

تصدّرت 3 طبعات من رواية "آيات شيطانية" للكاتب سلمان رشدي، مقياس مبيعات الكتب في موقع "أمازون" الذي يحصي المؤلفات التي سجّلت أعلى قفزة في المبيعات يوم أمس السبت. 

وارتفعت مبيعات الرواية التي أصدر على خلفيّتها مؤسس الجمهورية الإسلامية، الخميني، في العام 1989 فتوى بهدر دم رشدي، بعد ساعات من عملية الطعن التي تعرّض لها الكاتب.

ومنذ الاعتداء، الذي استهدف رشدي أول من أمس الجمعة في نيويورك وشكّل صدمة في أنحاء العالم واستدعى إدانات دولية، بيعت في مكتبة "ستراند بوكستور" الشهيرة في نيويورك نسخاً كثيرة من رواياته، ناهيك عن تلك التي بيعت عبر الإنترنت.

وقالت كايتي سيلفرنيل وهي مديرة قسم في المكتبة لبيع الكتب الجديدة والمستعملة في تصريح لوكالة "فرانس برس": "أتى أشخاص يبحثون عن أي من نتاجاته الأدبية، أرادوا أن يعرفوا ما المتوافر منها لدينا".

سلمان رشدي نقل عبر مروحية إلى مستشفى في بنسلفانيا حيث خضع لعملية جراحية

وأوضحت أنّ "بعضاً من موظفينا الأصغر سناً لم يسبق أن سمعوا عنه، وأمس كان من المثير للاهتمام التحدث معهم بعدما أتى زبائن يبحثون عن كتبه، حول هويته وتأثيره بالعالم الأدبي".

وقالت: "صدقاً، أعتقد أنّ كثراً أتوا أمس فقط للتحدث عما يختلجهم من أحاسيس وعما حصل".

وعلى "تويتر"، دعا مستخدمون إلى شراء كتب سلمان رشدي تعبيراً عن التضامن معه.

والسبت كان رشدي لا يزال يرقد في مستشفى في بنسلفانيا بحال خطرة بسبب تعرّضه للطعن في العنق والبطن، بعد الهجوم، الذي نشرت تفاصيله وسائل إعلام دولية وأمريكية، تشير إلى أنّ الفاعل هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره، وطعن رشدي في العنق، وقد تمّ نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة.

 

كايتي سيلفرنيل مديرة قسم في مكتبة "ستراند بوكستور: أتى أشخاص يبحثون عن أي من نتاجات رشدي الأدبية، أرادوا أن يعرفوا ما المتوافر منها لدينا

 

في حين نقلت وسائل الإعلام عن بيان لشرطة نيويورك قولها: إنّه لا معلومات حول وضع رشدي الحالي، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" عن أندرو ويلي وكيل أعمال رشدي قوله: إنّ الكاتب البريطاني، الذي رصد مرشد الثورة الإيرانية مكافأة مالية تتجاوز الـ (2) مليون دولار لقتله، في وضع حرج، و"من المرجح أن يفقد إحدى عينيه، وهو الآن على جهاز التنفس الصناعي" بعد أن تعرّض للهجوم على خشبة المسرح في حدث أدبي في شمال ولاية نيويورك.

ومهاجم رشدي، هو هادي مطر، البالغ من العمر (24) عاماً، من فيرفيو بولاية نيوجيرسي، تم اعتقاله في مكان الحادث من قبل جندي من الولاية تمّ تكليفه بالمحاضرة، وفقاً لـ"نيويورك بوست".

أمّا الدوافع، فقد قال متحدث باسم شرطة الولاية: إنّها "قيد التحقيق"، غير أنّ شبكة "إن بي سي نيوز" نقلت عن مصادر أمنية قولها: إنّ "التحقيقات الأولية تشير إلى أنّ الشخص الذي هاجم سلمان رشدي سبق له نشر مواد على مواقع التواصل الاجتماعي يدعم فيها النظام الإيراني والحرس الثوري والتطرف الشيعي".

يذكر أنّ اسم سلمان رشدي، قد برز منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعدما أصدر روايته "آيات شيطانية" عام 1988، التي أثارت احتجاجات وصلت إلى حدّ إصدار فتوى بإهدار دمه من المرشد الإيراني الراحل الخميني.

 نشر روايته الرابعة "آيات شيطانية" عام 1988 هو الذي طارده لأكثر من (3) عقود

 وسلمان رشدي، الروائي البالغ من العمر (75) عاماً، هو ابن رجل أعمال مسلم هندي، وتلقى تعليمه في إنجلترا، وحصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة كامبريدج. بعد التخرج في الكلية، بدأ العمل مؤلف إعلانات في لندن، قبل أن ينشر روايته الأولى "Grimus"  في عام 1975.

 معالجة رشدي للمواضيع السياسية والدينية الحساسة حوّلته إلى شخصية مثيرة للجدل، لكنّ نشر روايته الرابعة "آيات شيطانية" عام 1988 هو الذي طارده لأكثر من (3) عقود.

ونتيجة لفتوى الخميني، اضطر رشدي، المولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية، إلى التواري بعدما رُصدت جائزة مالية لمن يقتله، وما تزال سارية. ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة، وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل.

وبقي رشدي متوارياً عن الأنظار نحو عقد من الزمن، وقد غيّر مقر إقامته مراراً، وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته، ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنّها لا تؤيد اغتياله.

 وقد حُظرت رواية رشدي "آيات شيطانية" الصادرة عام 1988 في إيران، بعد فتوى للخميني تبيح هدر دم الكاتب، وأعلنت إيران حينها مكافأة بـ (3) ملايين دولار لأيّ شخص يقتله.

 ونأت الحكومة الإيرانية بنفسها طويلاً عن فتوى الخميني منذ ذلك الوقت، لكنّ المشاعر المعادية لرشدي ظلت موجودة. وفي عام 2012 رفعت منظمة دينية إيرانية شبه رسمية مبلغ المكافأة على رأس رشدي من (2.8) مليون دولار إلى (3.3) ملايين دولار.

 وقد استهان رشدي بذلك التهديد آنذاك، وقال إنّه ليس هناك "دليل" على اهتمام الناس بالجائزة، في ذلك العام نشر رشدي مذكرات بعنوان "جوزيف أنطون" تتناول الفتوى.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية