بعد كورونا.. هل يشهد العالم هجمات "بيو-إرهابية"؟

بعد كورونا.. هل يشهد العالم هجمات "بيو-إرهابية"؟


28/05/2020

نشطت جائحة كورونا المستجد الكثير من التنظيمات الإرهابية في دول عديدة، وأتاحت لهم تنفيذ عمليات مسلّحة في ظل انشغال السلطات بمواجهة الوباء، لكن الأمر لم يتوقف عن هذا الحد بل أرشدت الجائحة تلك التنظيمات إلى سلاح جديد يرهب الناس أكثر من العمليات الإرهابية التقليدية.

وفي هذ السياق، حذّر خبراء في لجنة مكافحة الإرهاب في المجلس الأوروبي من إمكانية لجوء جماعات إرهابية إلى نشر فيروسات في المستقبل، كسلاح جديد، بعد أن أظهر فيروس كورونا "ضعف المجتمعات الحديثة" في التعاطي مع هذا النوع من الأوبئة.

لجنة مكافحة الإرهاب تحذر من إمكانية لجوء جماعات إرهابية إلى نشر فيروسات كسلاح جديد

وقال خبراء في المركز القومي لمعلومات التكنولوجيا البيولوجية الأمريكي (NCBI)، في تقرير نشروا ملخصاً له على الموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي: "ليس هناك سبب للاعتقاد بأنّ الجماعات الإرهابية ستضيع درساً كهذا"، حول قدرة الفيروسات على إحداث اضطرابات في المجتمعات، وفق ما أردت "دويتشة فيلة".

وأشاروا إلى أنّ جماعات إرهابية بدأت أصلاً تجرب مدى قدرتها على شنّ هجمات بيولوجية، وأنّ استخدام هذه الأسلحة الفيروسية قد يثبت "فعالية عالية، ويسبب أضراراً بشرية واقتصادية على نطاق أكبر بكثير من الهجمات الإرهابية التقليدية".

وشدد التقرير على أنّ مثل هذه الأسلحة "يمكنها أن تشل مجتمعات لفترات طويلة، وتنشر الخوف وعدم الثقة بشكل يتخطى المجتمعات المتأثرة بشكل مباشر باعتداءات كهذه، لو حصلت."

وحذّر التقرير من أنّ "كل الدول غير محصنة للتعاطي مع حرب بيو- إرهابية"، وأن "آثارها المدمرة سريعة، ويمكن أن تصبح عالمية".

وبحسب تقرير الخبراء، فإنّ الرد على التهديدات يجب أن يكون بتنسيق دولي أكبر، ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى "تحريك عدد كبير من الموارد البشرية والمادية" للتصدي لهذه التهديدات المحتملة. وأضافوا أنّ رداً كهذا سيستوجب أيضاً أن يكون هناك "نظام تواصل داخلي ضروري لإدارة مثل هذه الأزمات".

أشار التقرير إلى ضرورة تدريب كوادر بشرية على الصعيد الأوروبي تكون قادرة على التعاطي مع تهديدات "بيو- إرهابية" في المستقبل

وأشار التقرير إلى ضرورة تدريب كوادر بشرية على الصعيد الأوروبي، تكون قادرة على التعاطي مع تهديدات "بيو- إرهابية" كهذه في المستقبل. وتحدث أيضاً عن ضرورة استحداث نظام "مراقبة موحد، يمكنه اكتشاف حالات مشبوهة والتبليغ عن أي وضع غير طبيعي"، مشيراً إلى ضرورة وضع توجيهات أوروبية في هذا الخصوص.

وفي سياق متصل، حاول تونسي مرتبط بتنظيم داعش تنفيذ اعتداء بيولوجي في ألمانيا قبل عامين، إلا أنّ السلطات تمكنت من القبض عليه قبل تنفيذ مخططه، وأحبطت ما كان يمكن أن يكون أول هجوم بأسلحة بيولوجية في البلاد، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

وتنبهت السلطات إلى الرجل الذي يدعى "سيف الله هـ." بعد تلقيها بلاغاً من المخابرات الأمريكية التي بدورها تنبهت له بعد أن اشترى عبر الإنترنت عدداً كبيراً من بذور الخروع التي أنتج منها مادة الريسين شديدة السمية. وحُكم على "سيف الله" بالسجن 10 أعوام قبل قرابة شهر، لتحضيره عملاً إرهابياً كان يمكن أن يتسبب في قتل أكثر من 13 ألف شخص لو نجح في تنفيذه، بحسب القاضي الذي قرأ الحكم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية