بعد تقلدها مناصب قيادية غير مسبوقة.. المرأة السعودية تجني ثمار رؤية 2030 الإصلاحية

بعد تقلدها مناصب قيادية غير مسبوقة.. المرأة السعودية تجني ثمار رؤية 2030 الإصلاحية


06/07/2022

تستمر المملكة العربية السعودية في تطبيق رؤية 2030 الإصلاحية الشاملة، والتي حرصت على تمكين المرأة السعودية وتفعيل دورها في تطوير المجتمع، عبر تقليدها المناصب المؤثرة في إدارة الشأن العام، والتي كان آخرها تعيين المحامية الشيهانة العزاز نائباً للأمين العام لمجلس الوزراء السعودي، والأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد آل عبدالرحمن نائباً لوزير السياحة بالمرتبة الممتازة.

وتعد التعيينات الجديدة، والتي جاءت ضمن مراسيم ملكية أقرها الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الأحد، وشملت تحويرات جديدة ضمن التشكيلة الحكومية والديوان الملكي، مكسباً جديداً يضاف إلى مكاسب عديدة حصدتها المرأة السعودية، ضمن البرنامج الإصلاحي الذي أعلن عنه ولي العهد الأمير السعودي في صيف 2016.

مناصب مُستحقة

وتعد العزاز، أول امرأة سعودية تزاول مهنة المحاماة، بعد حصولها على رخصة مزاولة المهنة من وزارة العدل في السعودية، وقبل ذلك كانت قد حصلت على رخصة مزاولة المحاماة من قبل المحكمة العليا بنيويورك.

وتدرجت العزاز منذ ذلك الوقت وطوال عقد كامل، في تحقيق الإنجازات ومراكمة الخبرات، من خلال العمل لدى الشركات الدولية، في مجال المحاماة والاستشارات القانونية.

وشاركت النائب الجديد للأمين العام لمجلس الوزراء، والحاصلة على شهادة البكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف من جامعة دورهام البريطانية، في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية.

تعيين المحامية الشيهانة العزاز نائباً للأمين العام لمجلس الوزراء السعودي

وأسست العزاز منظمة طموح لتدريب المهنيات الشابات في الخليج وتحفيزهن. وحازت على جوائز تقدير مختلفة، واختارتها مجلة "أريبيان بزنس" ضمن قائمة أكثر 50 امرأة تأثيراً في السعودية لعام 2021، ولقبت بصانعة الصفقات في عام 2016 من مجلة "فاينانس مونثلي" البريطانية.

أما الأميرة هيفاء التي تولت منصب نائب وزير السياحة، فقد تخرجت بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة نيو هافن في الولايات المتحدة، وحصلت على درجة الماجستير في الاختصاص ذاته من كلية لندن للأعمال في بريطانيا، وفق ما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية.

وتقلدت الأميرة منصب مساعد الوزير للشؤون التنفيذية والاستراتيجية في وزارة السياحة كما أنها عضو في مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، وشركة القدية للاستثمار، وصندوق التنمية السياحي، ومجلس التنمية السياحي.

حازت العزاز على جوائز تقدير مختلفة واختارتها مجلة "أريبيان بزنس" ضمن قائمة أكثر 50 امرأة تأثيراً في السعودية لعام 2021 ولقبت بصانعة الصفقات في عام 2016 من مجلة "فاينانس مونثلي" البريطانية

وذكر موقع وزارة السياحة أنّ لدى الأميرة السعودية نشاطاً في المجال الرياضي؛ إذ شغلت منصب الأمين العام لشركة الفورمولا إي القابضة، وتولت تنظيم أكبر حدث عالمي للفورمولا. كما شغلت منصب المدير العام للاقتصاد الرياضي في الهيئة العامة للرياضة، وقادت مشاريع دعمت تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنظومة الرياضية.

وساهمت الأميرة السعودية في تأسيس شركة "تمكين" غير الربحية عام 2014 والتي تعنى بصحة المرأة.

تمكين متواصل 

ومنذ تولّي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015، حققت المرأة السعودية مكاسب تاريخية؛ ففي العام الأول من حكمه، أجريت انتخابات بلدية شاركت فيها المرأة كناخبة ومرشحة لأول مرة في تاريخ المملكة، مما توج بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.

وأتت الأوامر الملكية الجديدة بعد نحو شهر من تعيين شيلا بنت عذيب الرويلي في حزيران (يونيو) الماضي عضواً في مجلس إدارة البنك المركزي السعودي، لتكون أول امرأة تتولى منصباً كهذا، بعد أن صدرت موافقة العاهل السعودي على تعيين أعضاء "ساما" من غير موظفي الحكومة.

تلك القرارات لم تكن التمكين الأول للسعوديات؛ فالمرأة تشارك بالفعل ضمن فريق المديرية العامة للجوازات في خدمة ضيوف الرحمن في مبادرة "طريق مكة"، التي أطلقتها وزارة الداخلية (أحد برامج رؤية المملكة 2030)، في خمس دول: باكستان وماليزيا وإندونيسيا والمغرب وبنغلاديش.

تعيين الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد آل عبدالرحمن نائباً لوزير السياحة بالمرتبة الممتازة

وترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، تولت المرأة عدداً من الوظائف كانت حكراً سابقاً على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص؛ أبرزها تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة في 23 شباط (فبراير) 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.

كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 حزيران (يونيو) 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 أيلول (سبتمبر) 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".

وفي 14 شباط (فبراير) 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.

وفي محاولة من حكومة العاهل السعودي لتوفير بيئة آمنة للمرأة، أصدر العاهل السعودي في 2018، قانوناً لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.

 تولت المرأة عدداً من الوظائف كانت حكراً سابقاً على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص؛ أبرزها تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة

وخلال تشرين الأول (أكتوبر) 2020، حققت المرأة السعودية 3 إنجازات ومكاسب تاريخية، بينها تقلد آمال يحيى المعلمي، منصب سفيرة لبلادها لدى النرويج لتصبح ثاني امرأة تشغل مثل هذا المنصب.

تعيين المعلمي جاء بعد يومين من إصدار الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمراً ملكياً بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعداً لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضاً أول امرأة تتولى المنصب.

وفي نيسان (إبريل) 2021، عينت إيناس الشهوان سفيرة المملكة لدى السويد وأيسلندا، لتكون أول سيدة تشغل منصب سفير من داخل السلك الدبلوماسي، وثالث سفيرة في تاريخ السعودية.

وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الشهور القليلة الماضية والتي كانت حكراً على الرجال في السابق، تم في نهاية حزيران (يونيو) 2021 الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.

وفي ظل الجهود القائمة لتمكين المرأة في شؤون الحرمين الشريفين، شهد شهر آب (أغسطس) 2021 تعيين أول سيدتين مساعدتين للرئيس العام لشؤون الحرمين.

كما اتخذت المملكة عدداً من التدابير الخاصة لتعجيل المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات؛ فأطلقت مبادرة "تمكين المرأة" و"المنصة الوطنية للقيادات النسائية السعودية" بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وبرنامج "قرّة" لدعم خدمة ضيافة الأطفال للمرأة العاملة، وبرنامج "وصول" لدعم نقل المرأة العاملة.

مشاركة المرأة في سوق العمل 

تلك المكاسب التي حققتها المرأة السعودية، من شأنها تشجيع المشاركة الكاملة للنساء في سوق العمل، والمزيد من تمكينهن، ودخولهن المزيد من الوظائف والمجالات التي كانت حكراً على الرجال، مما يرفع من نسبة النساء العاملات في المملكة، ويزيد من إسهاماتهن في تنمية مجتمعهن واقتصاد بلادهن، وإتاحة الفرص أمامهن ليكن شريكات حقيقيات فاعلات في بناء الوطن والتنمية، تحقيقاً لرؤية 2030.

تم في نهاية حزيران (يونيو) 2021 الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي

رؤية رأت النور سريعاً وفقاً للأرقام التي أعلنها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في نيسان (إبريل) 2021، كاشفاً عن أن مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل زادت في عام 2020، لتصل إلى 33.2%، بعد أن كانت 19.4% في عام 2017.

وفي كانون الثاني (يناير) 2021 كشفت هند الزاهد وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتمكين المرأة في السعودية، في مقابلة مع قناة "العربية" أنّ مشاركة السعوديات في سوق العمل تجاوزت التوقعات، إذ كان المستهدف وصولهن إلى نسبة 25% في عام 2025، ولكن نسبة مشاركتهن اليوم وصلت إلى 31%.

 وبينت الزاهد أنّ "نسبة السيدات في القطاع الحكومي كانت تقريباً 39 %، وأصبحن 41 %، أغلبهن في قطاعي التعليم والصحة، وبعض منهن في الوزارات والجهات الحكومية الأخرى، وبالنسبة للقياديات في هذا القطاع، فإنّ الرقم ما زال يحتاج إلى عمل كبير، حيث كان 1.6 % خلال عام 2017، واليوم وصلنا إلى 2.5 %".

في ظل الجهود القائمة لتمكين المرأة في شؤون الحرمين الشريفين، شهد شهر آب 2021 تعيين أول سيدتين مساعدتين للرئيس العام لشؤون الحرمين

وأردفت: "أما في القطاع الخاص فإنّ الوضع أفضل، حيث تُقدر نسبة النساء في المناصب القيادية العليا والمتوسطة بنحو 25 %".

وتابعت أنّ "وزارة العدل لم يكن فيها أي سيدة قبل 3 سنوات. واليوم يعمل بها أكثر من 2000 سيدة وعلى جميع المستويات الوظيفية ومنهن من تقلدن المناصب القيادية، وأخيراً تم تعيين سيدات كاتبات عدل".

وفي العام الماضي، قالت الزاهد، إنّ "تعيين المرأة السعودية بمنصب قاضية بات قريباً، والمملكة جادة جداً في دعم ملف تمكين المرأة".

وأشارت إلى أنّ "نسبة تولي السعوديات للمناصب القيادية في القطاع العام تبلغ حاليا 2.5% بعد أن كانت 1.6% في 2017، مقابل 25% في المناصب القيادية العليا والمتوسطة بالقطاع الخاص".

إشادات دولية

الإصلاحات المتسارعة في ملف المرأة السعودية، أشاد بها البنك الدولي في تقرير "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون للعامين 2020 و2021 على التوالي، والذي صنف المملكة من أكثر الدول على مستوى العالم في تطبيق الإصلاحات المتعلقة بالأنظمة واللوائح المرتبطة بالمرأة.

وقد حققت المملكة الدرجة الكاملة التي تبلغ (100) في 5 مؤشرات، وهي: التنقّل، ومكان العمل، وريادة والأعمال، والتقاعد، والأجر.

كما اعتبرت وكالة بلومبيرغ أنّ تعيين امرأتين في مناصب حكومية رفيعة في السعودية، بمثابة "أحدث مؤشر على أن المملكة تتطلع إلى تنويع القوى العاملة التي يغلب عليها الذكور".

مواضيع ذات صلة:

تناول قضايا المرأة السعودية... فيلم "بلوغ" يفتتح مسابقة آفاق عربية بمهرجان القاهرة السينمائي

المرأة السعودية سعيدة.. والسبب السينما

المرأة السعودية تكسر حاجز "النمطية" وتدخل سوق العمل



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية