بعد الاتفاق مع السعودية... هل توقف إيران جرائم الميليشيات الحوثية؟

بعد الاتفاق مع السعودية... هل توقف إيران جرائم الميليشيات الحوثية؟

بعد الاتفاق مع السعودية... هل توقف إيران جرائم الميليشيات الحوثية؟


13/03/2023

فرض الاتفاق السعودي الإيراني الكثير من التكهنات المتعلقة بممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية، ونشاطاتها المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة أنّها توجّه من قبل شخصيات إيرانية.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إنّ إيران عقب الاتفاق تعهدت بوقف الهجمات الحوثية ضد السعودية، وهو ما اعتبره مراقبون اعترافاً ضمنياً بعلاقة طهران بجرائم الميليشيات الحوثية.

ولطالما اتهمت السلطة الشرعية في اليمن إيران بالوقوف خلف الموقف المتصلب للحوثيين حيال جهود السلام، عبر تحكمها في مفاصل القرار داخل الجماعة الموالية لها، واستمرار ضخ المزيد من الأسلحة لها.

وفي سياق متصل، أعلنت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة أنّ استئناف العلاقات السياسية مع السعودية سيسرّع في تحقيق وقف إطلاق النار في اليمن.

ونقلت وكالة أنباء مهر المحلية أمس عن البعثة أنّ العلاقات الإيرانية - السعودية مهمة على (3) مستويات: ثنائية وإقليمية ودولية، مضيفة أنّ استئناف العلاقات السياسية بين البلدين على جميع المستويات الـ (3)، بما في ذلك المنطقة والعالم الإسلامي، سيكون إيجابياً.

وأعربت عن اعتقادها بأن تسرّع هذه الخطوة في تحقيق وقف إطلاق النار في اليمن، وبدء حوار الشعب اليمني، وتشكيل حكومة وطنية شاملة.

أعلنت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة أنّ استئناف العلاقات السياسية مع السعودية سيسرّع في تحقيق وقف إطلاق النار في اليمن

ووفقاً لما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية عن محللين سعوديين، فإنّ الملف اليمني سيكون محدداً رئيسياً حول مدى إرادة طهران في المضي قُدماً نحو تطبيع حقيقي مع الرياض.

وقال الكاتب السعودي حمود أبو طالب لصحيفة (عكاظ) اليومية: "فترة الشهرين المحددة لفتح السفارات وعودة العلاقات هي المحك الأول لمصداقية إيران وإثبات حسن نواياها".

وأضاف أبو طالب: "لا بدّ أن نلمس بداية تغير حقيقي في المشهد الذي صنعته حولنا، وبداية تصحيح فعلي لتعاملها مع المملكة، وحتى إذا نجحت إيران في اختبارها خلال هذه الفترة، فلا بدّ أن تثبت جدية استمرارها والتزامها التام بما تم الاتفاق عليه".

إيران تعهدت بوقف الهجمات الحوثية ضد السعودية، وهو ما اعتبره مراقبون اعترافاً ضمنياً بعلاقتها بجرائم الميليشيات الحوثية

بالمقابل، أكد محللون أنّ إعادة العلاقات الدبلوماسية من غير المرجح أن تقلل، على الفور، التوترات الأمنية والطائفية طويلة الأمد، التي قسّمت الرياض وطهران لعقود، وأثارت تنافسهما على الهيمنة الإقليمية.

وفي الإطار ذاته، أكد الحوثيون عقب الإعلان عن الاتفاق بين البلدين أنّ المنطقة "بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها".

ودون ذكر الاتفاق السعودي الإيراني صراحة، قال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام،  في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": إنّ "المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها، تسترد بها الأمّة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيوأمريكية، التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية، واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن"، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن".

بالمقابل، قال موقع "الأمناء نت" اليمني: إنّ المتمردين الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث تقارب محتمل بين السعودية وإيران، لأنّهم ينظرون إلى السعودية على أنّها خصمهم الرئيسي في الصراع في اليمن، بينما يُنظر إلى إيران على أنّها حليفهم الذي يدعمهم بالأموال والأسلحة والمستشارين العسكريين.

أبو طالب: فترة الشهرين المحددة لفتح السفارات وعودة العلاقات هي المحك الأول لمصداقية إيران وإثبات حسن نواياها

هذه المخاوف بدت واضحة لدى قيادات الحوثيين، حيث سُمع صراخهم في منصات التواصل الاجتماعي، وقد غرّد القيادي الحوثي وعضو المكتب السياسي في حركتهم الإرهابي محمد البخيتي، معلقاً على صورة للاتفاق السعودي الايراني: "إلى المرتزقة في جبهات العدو، احمدوا الله، سبحانه وتعالى، أنّكم مازلتم على قيد الحياة لكي تصححوا موقفكم قبل أن تلقوه وأنتم في صف الباطل، خصوصاً بعد أن سقطت آخر أوراق تبرير العدوان والحصار، واعلموا أنّ باب التوبة مفتوح، وأنّ الله غفور رحيم".

ردود الناشطين على صراخ الحوثي بعد الاتفاق السعودي الإيراني رصدها موقع "عدن تايم"، فقد قال الناشط نايف أبو الزعيم الحدي: صراخكم طرب يا ميليشيا الحوثي الإرهابية، وقريباً ستكونون في خبر كان.

أكد الحوثيون عقب الإعلان عن الاتفاق بين البلدين أنّ المنطقة "بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها"

وردّ الصحفي صالح أبو عوذل: السعودية ربتكم تربية محترمة. بارك الله في يد محمد بن سلمان. لن تجرؤ على عمل أيّ شيء تجاه السعودية، ولو عملتم أيّ شيء، فسوف تربيّكم من جديد.

ومن ناحية أخرى، تتوالى التساؤلات حول مصير المشاورات بين الرياض وجماعة الحوثي اليمنية، الجارية في مسقط برعاية عُمانية، عقب هذا التطور.

ووفقاً لما أوردته وكالة "رويترز"، فقد أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يوم الخميس الماضي استمرار النقاشات مع الحوثيين في مسقط، والتي قال إنّها تأتي ضمن مسارات تفاوضية متعددة مدعومة من الأمم المتحدة، من أجل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، تمهيداً لعملية سياسية يمنية شاملة لإنهاء النزاع الذي طال أمده في البلاد.

محللون: إعادة العلاقات الدبلوماسية من غير المرجح أن تقلل، على الفور، التوترات الأمنية والطائفية طويلة الأمد

وقال الوزير السعودي للصحفيين في موسكو: إنّ اهتمام بلاده منصبّ حالياً على إيجاد سبيل لوقف القتال بشكل دائم، ومن ثم إطلاق حوار يمني يضمن استقرار واستقلال وازدهار اليمن.

وأعلنت السعودية وإيران يوم الجمعة الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.

ويأتي الاتفاق السعودي في خضم مفاوضات تجري بوساطة عُمانية بين الحوثيين والسعودية، للتوصل إلى وقف مطول لإطلاق النار في اليمن. وتريد المملكة تحقيق قدر من الاستقرار في البلد المجاور، وتفادي جولات قتال جديدة، ستكون لها تأثيرات سلبية على خططها ومشاريعها ضمن رؤية 2030.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية