بسام كوسا يدخل عالم الرواية من باب "أكثر بكثير".. فيديو

بسام كوسا يدخل عالم الرواية من باب "أكثر بكثير".. فيديو


27/03/2022

الرواية لون آخر من ألوان الفن اختاره "جوكر الدراما السورية"، بسام كوسا، ليعوّض جمهوره عن غيابه عن موسم رمضان هذا العام، حيث وقّع الفنان السوري روايته الأولى "أكثر بكثير".

واختار كوسا أن يطلّ على الجمهور كاتباً وروائياً من خلال روايته الأولى "أكثر بكثير"، التي تشتمل، كما قال، "على محاولات للدخول في عالم الكتابة كهاوٍ، ربما في قادم الأيام سيحمله شغف جديد لاقتناص فكرة مثيرة والاشتغال عليها، أو قد تكون محاولة لإيقاظ دور الكتاب في مجتمعات تكدست فيها الكتب على الرفوف دون أيّ شوق لملاقاتها"، وفق ما أفادت صحيفة "الوطن" السورية.

وقد وقّع كوسا روايته الأولى في غاليري "جورج كامل" بحضور عشرات الإعلاميين والفنانين والمثقفين، وحشد جماهيري كبير.

قطوف من "أكثر بكثير"

وفي ظهر الرواية، كتب كوسا: "بمنشارِ النجَّارِ الشابّ، وعدّته الكاملة، تمكّنت أمّي من إنجاب (5) أولاد، وكانت على استعداد لأن تنجب أكثر، لولا أنّ النجّار الشاب غادر الحارة كلّها، بعد أن قرّر الزواج من ابنة عمّه بناءً على رغبة أهله. كان أبي يسير في الطرقات متبختراً مثل فحلٍ حقيقيّ، وهو يوزّع التحيّات والسلامات على كلّ من يصادفه في طريقه.

ـ أهلاً يا أبا مبروك، لقد سمّياني مبروكاً، أذكر أنّ أمّي كانت تغمرني بذراعيها البضَّتين، وتعصرني بقوة وحبّ كبيرين، تتشمَّمني بنهم، كأنَّها كانت تستعيد رائحة النجّار الشابّ، وهي تهمس في أذني ضاحكة: أحبّك يا ابن الحرام"!

 

 

اقرأ أيضاً: رواية "حلم": الرغبات السرية المدفونة في المخيلة

وكشف كوسا أنّ "الأصدقاء لم يأتوا لأنّني كاتب كبير، فأنا رجل هاوٍ، معظم الناس الذين أتوا  نتيجة المخزون الفني الذي حاولت أن أقدّمه عبر الأعوام، وهذا يعطيني رسالة طيبة، وآمل أن يعود الكتاب للناس عبر كلّ الأعمال، وهذا العمل الروائي واحد من المشاريع التي يمكن التفكير بها، فهو أمر مرتبط بالشخص نفسه أن يبدي رأيه ووجهة نظره بموضوعات معيّنة، قد لا نستطيع قولها عبر الدراما أو السينما أو المسرح أو القصة القصيرة، وهو جنس فني أدبي كان يستهويني دائماً، وحاولت أن أجرّب فيه".

 

وقّع بسام كوسا روايته الأولى "أكثر بكثير" بغاليري "جورج كامل" بحضور عشرات الإعلاميين والفنانين والمثقفين وحشد جماهيري كبير

 

وأضاف كوسا: إنّ "العمل استغرق ما يقارب العامين ونصف العام، وإلى الآن لست راضياً عنه، خاصة أنّ كتابة العمل الروائي عمل شاق جداً ومضنٍ، وليس مضمون النتائج، ولديّ كامل الثقة بأنّ هناك أناساً سيكونون مع هذا العمل، أو ليسوا معه، وربما ضده، والتباين في وجهات النظر هي ظاهرة صحية بين كلّ أنواع الثقافات والإبداعات، وما قدّمته هو استطاعتي وإمكانياتي، وأنا لست شخصاً محترفاً، بل مجرد هاوٍ، لا أملك سوى مجموعة قصصية صغيرة، وهو محاولة وتجريب في حقل لم أجرّبه سابقاً، وكنت أحلم دائماً بالقيام به، وأتمنى أن يجد القبول".

الكتابة ليست بديلاً عن الدراما

عن مضمون الرواية كشف كوسا أنّه: "عبارة عن وجهات نظر، حاولت أن أعبّر عنها بطريقتي الخاصة، عن آراء تخصّ حياتنا، وتلامس بعض همومنا".

 

اقرأ أيضاً: رواية "حصن الزيدي": عودة الإمامة برداء جمهوري!

 وأشار إلى أنّ الرواية ليست بديلاً عن حضوره الدرامي، قائلاً: "أنا لست مبتعداً عن الدراما، والكتابة ليست عملية ملء فراغ، بل كتابة عمل وتقديمه أخذ وقتاً ربما قرابة عامين أو أكثر، إلا أنّه بغضّ النظر عن النتائج التي لا أضمنها، لكن ليس هذا انقطاعاً، فأنا لست كاتباً، ولدينا روائيون محترفون قدّموا إبداعاتهم، ولم أكتبه لأنّ لديّ سلسلة نشاطات في الأدب، ولا أعتبر ما كنت أنشره بالصحافة المحلية والعربية يمتّ بصلة إلى الرواية، وهذا ليس انقطاعاً، بل يندرج تحت بند الهواية، وربما لا أكتب بعدها، أو قد أكتب عملاً روائياً آخر يشجعني بعد فترة".

غلاف الرواية

وعن رأيه بنجاح الرواية وانتشارها، أوضح كوسا: "المعرفة شأن أساسي، وأساس معركتنا مع الحياة هي معركة ثقافية وأخلاقية، وبالتالي نسبة القراءة انخفضت وخاصة في دول العالم الثالث، والحصول على المعلومة بسرعة قلّل من القراءة الورقية التي انخفضت بشكل كبير، ووصلنا إلى مكان لا نحسد عليه".

 

بسام كوسا: روايتي عبارة عن وجهات نظر، تخصّ حياتنا وتلامس بعض همومنا حاولت أن أعبّر عنها بطريقتي الخاصة

 

وعن تحويل الرواية إلى عمل درامي، قال كوسا: "لا أعتقد أن تكون موجودة كعمل درامي، إلا إذا أخِذ منها أجزاء لعمل درامي، وليس كلها، ونوّه إلى أنّ تجربته الدرامية الكبيرة، ومخزونه المعرفي المتراكم في هذا المجال، ربما انعكس بجزء ما في الرواية، أي سيلاحظ القارئ أنّ هناك مقاطع كتبت وكأنّها مصوّرة أمامه".

ورواية "أكثر بكثير" الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، ليست العمل الأدبي الأوّل لبسام كوسا، إذ سبقتها مجموعته القصصية "نص لِص"، التي صدرت طبعتها الأولى عن دار الجندي بدمشق عام 1998، وكتب العديد من المقالات النقدية السياسية والاجتماعية والفنية في الصحف والمجلات السورية والعربية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية