بالتعاون مع حفتر والولايات المتحدة… رسائل مصرية إلى تركيا في ليبيا

بالتعاون مع حفتر والولايات المتحدة… رسائل مصرية إلى تركيا في ليبيا


11/08/2021

تصاعدت التحديات في وجه المسار السياسي في ليبيا في منتصف الطريق، ففيما تبقى نحو 4 شهور على الانتخابات المقرر عقدها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل كعنوان مرتقب للاستقرار، وبعد مرور 5 شهور من المضي قدماً في التهدئة بتشكيل حكومة عبد الحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، يتعقد المشهد فاتحاً الطريق على كافة السيناريوهات. 

بدا التعقيد واضحاً في ظل استمرار التواجد التركي في ليبيا، والتحول في موقف مسؤولي المرحلة الانتقالية منه، فبعدما كان الدبيبة يؤكد تمسكه برحيل القوات الأجنبية والمرتزقة من بلاده، بات يتحدث عن أنّ التواجد التركي لا يُعد أجنبياً، وإنما هو مساعد للحكومة والليبيين. 

وقد كان خروج المرتزقة، الذين ما تزال الأنباء تتوالى عن تجهيز دفعات جديدة منهم للدفع بهم إلى ليبيا، كان شرطاً أساسياً في التسوية السياسية، وموقفاً لا يملك فرص المهادنات أو التفاوض من قبل القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ومن خلفه القاهرة.

وأمام تلك التوترات عاد إلى الواجهة المشير حفتر، الذي قبل الانزواء مرحلياً الشهور الماضية، ودخل في أول صدام علني مع السلطة الانتقالية متمثلاً في المجلس الرئاسي.

 

أصدر المجلس الرئاسي قبل أيام بياناً يشدد فيه على أنه صاحب الحق الوحيد في الترقيات وإصدار القرارات داخل الجيش

وقد أصدر المجلس الرئاسي قبل أيام بياناً يشدد فيه على أنه صاحب الحق الوحيد في الترقيات وإصدار القرارات داخل الجيش باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما ضرب به حفتر عرض الحائط، مصدراً مجموعة من القرارات تتمثل في "تكليف رئيس الحكومة المؤقتة المنتهية ولايتها الفريق عبد الله الثني بالإدارة السياسية في القوات المسلحة، وتكليف اللواء هاشم بورقعة الكزة آمراً لمنطقة طبرق العسكرية.

وقرر أيضاً إعادة تشكيل غرفة عمليات سرت الكبرى وتكليف اللواء أحمد سالم آمراً لها، وترقية اللواء طيار محمد المنفور إلى رتبة فريق وتكليفه برئاسة أركان القوات الجوية، وتكليف اللواء رمضان عطا الله البرعصي آمراً لمنطقة البيضاء العسكرية، وترقية اللواء مفتاح شقلوف إلى رتبة فريق وتكليفه برئاسة أركان الحدود.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة قلقة من عمليات الخطف في ليبيا... ما القصة؟

وكلف اللواء صالح عبودة بإدارة التدريب في القوات المسلحة الليبية، والعميد عبد الله عمر الزائدي آمراً لغرفة عمليات الجفرة، والفريق امراجع العمامي برئاسة القوات البرية بدلاً من اللواء نور الدين الهمالي، إضافة إلى تكليف الفريق صقر الجروشي مديراً لإدارة التفتيش العسكري.

 

خليفة حفتر: الجيش لن يقبل بالخداع باسم المدنية أو غيرها...، ورغم الاختلافات الحادة في المواقف تجاه الوطن، فإننا نمد أيدينا للسلام العادل

وقد شدد حفتر أمس خلال كلمته في الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش العربي الليبي على أنّ الجيش الليبي لم يكن يوماً أداة للقمع أو القهر، ولم يكن متسلطاً أو متعالياً على الشعب، أو منحازاً لقبيلة، وأنه "لن يكون خاضعاً لأيّ سلطة".

وأضاف حفتر، بحسب ما نقلته بوابة الوسط الليبية، أنّ الجيش لن يقبل بالخداع باسم المدنية أو غيرها، ورغم الاختلافات الحادة في المواقف تجاه الوطن، فإننا نمد أيدينا للسلام العادل.

وشدد على أنّ الجيش متمسك بمواجهة "أمواج الإرهابيين الذين انهالوا على ليبيا، الذين رفعوا شعارات الموت بالذبح وقطع الرؤوس"، واعتبر أنّ الجيش الليبي "هو الركيزة الأساسية التي يستند إليها الشعب عندما يتعرض مستقبله ومصيره وحاضره للخطر، فقد كان العائق أمام التيارات الإرهابية".

 

شدد حفتر على أنّ الجيش متمسك بمواجهة "أمواج الإرهابيين الذين انهالوا على ليبيا، الذين رفعوا شعارات الموت بالذبح وقطع الرؤوس"

وأشار إلى دور القوات المسلحة في تشكيل اللجنة العسكرية المشتركة، مضيفاً: "لقد قام الجيش بدور في تهيئة البلاد لخارطة الطريق، ولولاه لما كان للانتخابات مكان في الخارطة".

حفتر في القاهرة

عشية إرسال حفتر تلك الرسائل التي تؤكد على عدم وجود نية لدى الجيش لعرقلة خارطة الطريق، وتشدد في الوقت ذاته على عدم السماح بترك البلاد مرتعاً للإرهاب، انتقل قائد الجيش الليبي إلى القاهرة، ليلتقي بالقيادات المصرية، والمبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي يزورها في الوقت ذاته، بالإضافة إلى رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح.

ويبعث الاجتماع الثلاثي رسائل عدة إلى تركيا والسلطة الانتقالية في ليبيا؛ فمن جهة يؤكد على حضور القاهرة اليقظ في الملف الحيوي، الذي يتداخل مع أمنها القومي، ومن جهة أخرى يدعم حفتر في رسائله.

كما أنّ التواجد الأمريكي في القاهرة يعني، بحسب مراقبين، اعتماد الإدارة الأمريكية على القاهرة في تأمين الطريق أمام الانتخابات الحيوية التي تتمسك بها واشنطن والأوروبيون، كسبيل للاستقرار وتقويض النفوذ التركي في ليبيا.

وفي التصعيد الماضي، الذي أفضى إلى مواجهة بين حفتر وحكومة الوفاق، كانت واشنطن تقف خلف تركيا بهدف تقويض النفوذ الروسي في ليبيا، وذلك خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ثم جاء الرئيس الديمقراطي جو بايدن بمسار مختلف في ليبيا، لا يدعم النفوذ التركي الذي يؤمن بضرورة تقويضه في المنطقة.

 

ريتشارد نورلاند سفير أمريكا ومبعوثها الخاص لدى ليبيا يتواجد في القاهرة يومي 10 و11 آب (أغسطس) للقاء مسؤولين مصريين وحفتر 

وسبق أن تمسكت القاهرة، خلال حوارها مع أنقرة للتقارب بينهما بعد أعوام من قطع العلاقات، بالانسحاب التركي من ليبيا، وهو ما رفضته تركيا، وترجم في تصريحات لمسؤولين أتراك يؤكدون استمرارهم في ليبيا، أو من خلال إعلان دعم أنقرة لأديس أبابا التي لديها خلاف مع القاهرة حول سد النهضة.

وحاولت أنقرة مراوغة واشنطن باستخدام ورقة البقاء في أفغانستان لغض الطرف عن تواجدها في ليبيا، وهو ما فشلت فيه أيضاً، في ظل استمرار دعم واشنطن لانسحاب تركيا وإتمام المسار السياسي. 

اقرأ أيضاً: كيف ستؤثّر التحولات في تونس على إخوان ليبيا وحليفهم التركي؟

وقالت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا مساء أمس: إنّ ريتشارد نورلاند سفير أمريكا ومبعوثها الخاص لدى ليبيا يتواجد في القاهرة يومي 10 و11 آب (أغسطس) للقاء مسؤولين مصريين وقائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، موضحة أنّ هذه الزيارة تأتي "كجزء من الجهود الأمريكية لدعم الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وفق تغريدة نشرتها عبر حسابها على تويتر.

وأضافت السفارة الأمريكية في تغريدة ثانية، بحسب ما أوردته بوابة الوسط الليبية، أنّ السفير نورلاند "يواصل التركيز على الضرورة الملحة لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإنشاء الأساس الدستوري والإطار القانوني المطلوبين الآن من أجل إجراء الانتخابات، كما هو الحال مع الارتباطات الأخيرة مع الشخصيات الليبية الرئيسية".

وأكدت السفارة الأمريكية في تغريدة ثالثة أنّ "الولايات المتحدة تدعم حق الشعب الليبي في اختيار قادته من خلال عملية ديمقراطية مفتوحة، وتدعو الشخصيات الرئيسية إلى استخدام نفوذها في هذه المرحلة الحاسمة لفعل ما هو أفضل لجميع الليبيين".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية