بالتزامن مع حلول عيد الميلاد واقتراب رأس السنة الميلادية، أقدمت معظم دول أوروبا على تعزيز إجراءاتها لاحتواء الموجة الثالثة من انتشار فيروس كورونا المستجد، بدأت من إغلاق المتاجر غير الأساسية والمدارس، وامتدّت لتشمل حظراً للتجوال في بعض الدول بسبب خطورة الوضع الوبائي وارتفاع أعداد الإصابات في الفترة الأخيرة، سيما مع ظهور سلالتين جديدتين من فيروس كورونا، قال العلماء إنّها أكثر سرعة في الانتشار من سابقاتها.
بريطانيا بؤرة ساخنة
باتت بريطانيا بؤرة الأحداث حول العالم فيما يتعلّق بتفشّي وباء كورونا، وذلك بعد اكتشاف سلالة جديدة للفيروس جنوب شرق إنجلترا في 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، دفعت عشرات الدول حول العالم إلى حظر السفر وتعليق رحلات الطيران مع المملكة المتحدة.
وأعلن جونسون، في وقتٍ سابقٍ، فرض إجراءات غلق جديدة في العاصمة لندن، وذلك لمواجهة تفشي السلالة الجديدة للفيروس.
وبات سكان العاصمة لندن والجنوب الشرقي لإنجلترا يخضعون فعلياً لقيود صارمة بعد رفع حالة الإنذار إلى الدرجة الرابعة وهي الأعلى، وتفرض على السكان البقاء في بيوتهم، بينما لن تتمكن الشركات غير الأساسية من استئناف عملها الذي توقّف السبت الماضي، ما أدى إلى توقّف مشتريات عيد الميلاد في اللحظة الأخيرة.
عزل عام في إيطاليا
وقرّرت الحكومة الإيطالية فرض العزل العام في كافة أنحاء البلاد خلال معظم عطلة عيد الميلاد والعام الجديد وذلك في ظل سعى السلطات لتفادى ارتفاع جديد في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: في ظل جائحة كورونا.. كيف سيلتقي سانتا كلوز بالأطفال؟
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في مؤتمر صحفي: إنّ "الموقف صعب في أنحاء أوروبا والفيروس لا يزال ينتشر في كل مكان"، مُشيراً إلى أنّ الخبراء عبّروا عن قلقهم من احتمال حدوث قفزة في عدد الإصابات خلال عيد الميلاد".
ووفقاً للقواعد الجديدة، ستُغلق الأنشطة التجارية غير الضرورية خلال الفترة بين 24 و27 كانون الأول (ديسمبر)، وبين 31 كانون الأول والثالث من كانون الثاني (يناير)، وكذلك في الخامس والسادس من الشهر نفسه، وستسمح السلطات للإيطاليين بالسفر لأغراض العمل والعلاج والحالات الطارئة فقط.
وكانت إيطاليا أول بلد غربي يضربه الوباء في شباط (فبراير)، وسجّلت حتى أمس الجمعة أكثر من 67 ألف وفاة بالفيروس، وهي أعلى حصيلة في أوروبا، وفق ما أورد موقع "العربية".
إجراءات صارمة في هولندا وحظر تجوّل في فرنسا
وأعلنت السلطات الهولندية، التي فرضت أكثر إجراءات الإغلاق صرامة منذ بدء انتشار الوباء، إغلاق المحلات التجارية غير الأساسية ودور السينما وصالونات الحلاقة والصالات الرياضية، وستغلق المدارس أبوابها حتى بعد فترة أعياد الميلاد.
اقرأ أيضاً: كيف تُحقق الإمارات مناعة وطنية ضد كورونا؟.. "فايننشال تايمز" تجيب
وحثت الحكومة المواطنين على عدم السفر إلى الخارج إلا في حالات الضرورة، حتى منتصف آذار (مارس).
لكنّ القيود سترفع قليلاً لـ 3 أيام خلال عطلة أعياد الميلاد؛ حيث سيسمح للعائلات استقبال 3 ضيوف بدلاً من 2، وفق ما أورد موقع "الحرة".
أمّا فرنسا؛ فقد رفعت قيود الإغلاق العامة، لكنّ الحكومة قالت إنّ معدلات الإصابة لم تنخفض بشكل يسمح بتسهيلات إضافية، ما يعني أنّ المسارح ودور السينما ستبقى مغلقة وكذلك البارات والمطاعم.
وسوف يفرض نظام منع التجول في جميع أنحاء البلاد من الساعة 8 مساء حتى 6 صباحاً، وسيرفع منع التجول ليلة عيد الميلاد بينما لن يرفع ليلة رأس السنة.
تحديد للتجمعات في ألمانيا
إلى ذلك، أعلنت ألمانيا إغلاقاً وطنياً صارماً، يستمر خلال فترة عيد الميلاد، بعد الاتفاق على إجراءات أكثر صرامة مع حكومات الولايات لوقف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: جدل الحلال والحرام للقاحات كورونا يشوّش على المسلمين
وسيتم بموجب تلك الإجراءات إغلاق جميع المتاجر والخدمات والمدارس غير الأساسية حتى 10 كانون الثاني (يناير)، وسيتم كذلك تقليل التجمعات في يوم عيد الميلاد من 10 أشخاص إلى 5 فقط من أسرتين مختلفتين.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد وجّهت نداء حماسياً للألمان للحدّ من اتصالاتهم الاجتماعية قبل العطلة.
وتستهدف الإجراءات الجديدة المناسبات التقليدية؛ إذ ستخضع خدمات الكنيسة في عيد الميلاد للتسجيل المُسبق مع عدم السماح بالغناء، وسيتم حظر الكحول من جميع الأماكن العامة وسيتم إلغاء عرض الألعاب النارية ليلة رأس السنة الجديدة، وتقوم بعض الولايات أيضاً بتنفيذ تدابير إضافية، مثل بافاريا، التي سيطبق فيها حظر تجول من الساعة الـ 9 مساءً.
قيود جديدة في أستراليا وإسبانيا
وفي أستراليا، فرضت قيود جديدة في سيدني كبرى مدن البلاد والتي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة.
وصدرت السبت أوامر لسكان عدة أحياء على طول الساحل الشمالي للمدينة بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا عند الحاجة، وأغلقت الشواطئ والحانات والفنادق في هذه المنطقة وطُلِب من السكان البقاء في منازلهم قدر الإمكان في الأيام المقبلة.
اقرأ أيضاً: سلالة كورونا الجديدة تُعيد شبح الإغلاق.. كيف ستواجه الدول انتشارها
أما في إسبانيا، والتي شهدت طفرة في حالات الإصابة؛ فقد حذّر وزير الصحة من وضع حسّاس قبل أعياد الميلاد، مشيراً إلى إقرار مجموعة من الإجراءات للفترة الواقعة بين 23 كانون أول (ديسمبر) و6 كانون الثاني (يناير).
وسيسمح بالسفر الداخلي في حال الرغبة بزيارة الأصدقاء وأفراد العائلة، وستفرض قيود على اللقاءات الكبيرة بحيث لا يتجاوز عدد الحضور 10 أشخاص.
إجراءات أكثر صرامة في بلجيكا
وفي بلجيكا، عقدت اللجنة الاستشارية البلجيكية اجتماعها في وقت أبكر ممّا كان مخططاً له لتقييم أرقام فيروس كورونا وتقييم الوضع الوبائي قبل عطلة عيد الميلاد.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، إنّ الإرخاء الفوري لقيود كورونا، ليست خياراً مطروحاً بالنظر للأرقام الحالية لأعداد الإصابات بكورونا.
وأوضحت السلطات البلجيكية أنّه لا يجب فرض الإجراءات الحالية بشكل أكثر صرامة فحسب، بل يجب أيضاً القيام ببعض الأشياء الجديدة هنا وهناك حتى يتّبع الناس القواعد الأساسية، ولكنّ الإجراءات في عيد الميلاد لم تُحسم بعد.
تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في كندا عتبة الـ 500 ألف يوم السبت، وذلك بعد أسبوعين فقط من بلوغها عتبة الـ 400 ألف حالة
وفي كندا؛ تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عتبة الـ 500 ألف السبت، وذلك بعد أسبوعين فقط من بلوغها عتبة 400 ألف حالة، ما يدل على تسارع انتشار الوباء على أراضيها مع اقتراب عطلة نهاية العام. ولم يكن عدد الإصابات يتجاوز 100 ألف في منتصف حزيران (يونيو)؛ أي بعد 3 أشهر من بداية الوباء.
وستبقى إجراءات الحجر مفروضة في مدينة تورونتو ومنطقتها حتى الرابع من كانون ثاني (يناير)، وفي الكيبيك ستفرض قيود جديدة غداة عيد الميلاد وحتى 11 كانون الثاني (يناير)، بما في ذلك إغلاق المحلات التجارية غير الأساسية والعمل الإلزامي عن بعد.
وفي النمسا، أعلنت وزارة الداخلية، الثلاثاء الماضي، عدداً من الضوابط الجديدة للدخول إلى البلاد خلال فترة احتفالات عيد الميلاد.
وذكر بيان للوزارة أنّه حتى الآن لا توجد قيود على دخول المسافرين القادمين من أستراليا وفنلندا وأيرلندا وأيسلندا واليابان ونيوزيلندا والنرويج وكوريا الجنوبية وأوروجواي والفاتيكان شريطة أن يكون المسافرون قد أقاموا في هذه البلدان أو في النمسا خلال الأيام الـ 10 الماضية.
اقرأ أيضاً: سلالة كورونا الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟ وهل تتأثّر باللقاحات؟
وأوضح البيان أنّه تمّ منح استثناءات لبعض الفئات بحيث لا يتعين على الأشخاص من هذه الفئات الدخول في الحجر الصحي إذا كان بإمكانهم إظهار شهادة طبية عند الدخول تؤكد عدم الإصابة بكورونا، على ألّا تكون الشهادة قد مضى على صدورها أكثر من 72 ساعة.