انطلاق القمة العالمية للتسامح والأخوة.. وإشادات دولية بمساعي أبو ظبي الإنسانية

انطلاق القمة العالمية للتسامح والأخوة.. وإشادات دولية بمساعي أبو ظبي الإنسانية

انطلاق القمة العالمية للتسامح والأخوة.. وإشادات دولية بمساعي أبو ظبي الإنسانية


07/02/2023

انطلقت أمس جلسات مؤتمر القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش الإماراتية بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية تحت شعار "متحدون بإنسانيتنا المشتركة"، بمشاركة واسعة لقيادات عالمية من هيئة الأمم المتحدة والأزهر والفاتيكان وقادة دينين ومفكرين عالميين.

 ويركز المؤتمر هذا العام على تعزيز الجهود الدولية من أجل الإنسانية، إقليمياً وعالمياً، من خلال أربعة محاور رئيسية وهي: الإيمان والسلام والكوكب والتنوع، إلى جانب أنه يحمل رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي حول جهود الإمارات لتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، محلياً وعالمياً، بالتعاون مع كافة الأشقاء والأصدقاء حول العالم، وفق ما نقلت وكالة (وام).

 وحرص المؤتمر الذي عقد برعاية وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وبحضور رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميجيل موراتينوس، ورئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الدكتور علي راشد النعيمي والدكتور مغير الخييلي، وعدد من المسؤولين الإماراتيين والعرب، إضافة إلى أكثر من 40 من السفراء المعتمدين لدى الإمارات وعدد من القيادات الاتحادية والمحلية وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، حرص المؤتمر في بداية أنشطته بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الذين سقطوا في سوريا وتركيا جراء الزلزال.

وعبر بن مبارك بالنيابة عن كافة الحضور عن عزائه وتعاطفه مع أهالي الضحايا، داعياً الله أن يشفي المصابين، وأن يعم العالم السلام والأمن للجميع.

 وقال وزير التسامح الإماراتي في كلمته خلال المؤتمر: "إنّ الاجتماع يعبر عن قوة التسامح والأخوة الإنسانية وما لهما من مكانة في فكر ووجدان الجميع .. فجميعاً على يقين بأنّ الأخوة الإنسانية هي السبيل الأمثل للتفاهم والتعاون لتجاوز كافة صور الاختلاف، فهي تمنحنا القوة والشجاعة للتعامل مع التنوع الإنساني بما يخدم المجتمعات البشرية، كما إنّ الأخوة الإنسانية تتطلب منا التعرف على بعضنا البعض وأن نقضي على الهواجس والمخاوف التي تفرض علينا أنماط الانقسام والعنف وهي في الوقت نفسه لا تطالبنا بالتخلي عن هوياتنا والتزاماتنا وإنما تطالبنا بالحوار بمعنى التحدث والاستماع وإني على يقين من أنّ هذا الحوار سيكشف لنا عن تفاهمات مشتركة واختلافات حقيقية على حد سواء؛ فالحوار الذي نعنيه لا يعني بالضرورة اتفاق الجميع على الطاولة وإنما يعني العزم على المشاركة النشطة بالتزام وعقل منفتح".

 المؤتمر يركز على أربعة محاور وهي الإيمان والسلام والكوكب والتنوع، ويحمل رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي حول جهود الإمارات

 

 وأضاف: "الأخوة الإنسانية تتطلب الحوار،  والحوار يعني التحدث والاستماع، كل من الأخذ والعطاء ليكشف عن تفاهمات مشتركة واختلافات حقيقية على حد سواء .. الحوار لا يعني أن الجميع على الطاولة سيتفقون مع بعضهم البعض".

 وأوضح بن مبارك، أنه في ظل قيادة وتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان للإمارات دور فعال في إعلان الأمم المتحدة يوم 4 شباط (فبراير) يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، معبراً عن عظيم شكره وتقديره لرئيس الدولة وقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على منح العالم إعلان أبو ظبي التاريخي للأخوة الإنسانية وإتاحة الفرصة للاحتفال في هذا اليوم بقيمنا ومبادئنا المشتركة .

من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين  محمد عبد السلام، عن فخره واعتزازه بأن أصبحت وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية مصدر إلهام لكل محبي الخير والتعايش والسلام حول العالم؛ حيث تبنتها العديد من الدول وقادة وزعماء الأديان، بالإضافة إلى إدراجها في العديد من برامج التعليم في أعرق الجامعات العالمية.

المؤتمر عقد بحضور مسؤولين من الدول العربية والأمم المتحدة والمرجعيات الدينية و40 من السفراء المعتمدين لدى الإمارات

 

 وأكد أنّ انعقاد القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية بالشراكة بين وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين تزامناً مع الاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية والذي يوافق الذكرى الرابعة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث، يستهدف توجيه رسالة إلى ضمير العالم ورموزه الدينية وقياداته المجتمعية ونخبه الفكرية والثقافية والمؤثرين من إعلاميين وشباب عن الأهمية الحاسمة للعمل في سبيل تعزيز الأخوة الإنسانية خاصة في ظل ما تواجهه الإنسانية من مخاطر الكراهية والعنصرية والخوف المرضي من الآخر.

بن مبارك: الاجتماع يعبر عن قوة التسامح والأخوة الإنسانية وما لهما من مكانة في فكر ووجدان الجميع

 من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الكنسية الدولية التابعة لمؤتمر الأساقفة الألمان وأسقف كاثوليكي والمسؤول عن الحوار بين الأديان في ألمانيا المطران الدكتور بيرترام ماير: "يشرفني أن أشارك في هذه القمة وأود أن أشكر وزارة التسامح والتعايش وكذلك مجلس حكماء المسلمين على دعوتهم الكريمة وعلى كل جهودهم لتوطيد أواصر الأخوة الإنسانية".

 وأكد بيرترام ماير أنّ البابا فرنسيس قد تناول فكرة العلاقة "الأخوية" بين جميع الناس وتطويرها، واصفاً إياها بقوله "إنها صداقة اجتماعية لا تستثني أحداً وأخوة مفتوحة للجميع".

محمد عبد السلام يعبر عن فخره واعتزازه بأن أصبحت وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية مصدر إلهام لكل محبي الخير والتعايش والسلام حول العالم

 

 بدوره، قال أستاذ كرسي اليونسكو لتطوير دراسات الحوار بين الأديان الدكتور جواد الخوئي: "إنّ الأديان هي رسائل إلهية جاءت لهداية البشر إلى السلام والمودَّة والتسامُح والتعاوُن فليس هنالك مفهوم مشترك بين الأديان السماوية أكثر عمقاً من مفردة السلام على اختلاف اشتقاقاتِها واستعمالاتِها في أبعادِها الإنسانيةِ كافَّة فالسلامُ هو فِطرةٌ إنسانيةٌ وهدفٌ نبيلٌ لجميعِ الأُمَمِ والشُعوبِ وقد أدّى هذا المفهومُ دوراً مهمّاً في العصرِ الراهنِ فما سيادةُ القانونِ والتكافُلُ الاجتماعيُّ والتعايُشُ السِلميُّ ونبذُ العنفِ وتحقيقُ مبدأ المواطنة والمساواة والعدالة والحرِّياتِ العامّةِ إلا مفاهيم تنشد جميعُها تحقيقَ السلام".

 هذا وأكد المجلس العالمي للتسامح والسلام على أنّ اليوم الدولي للأخوة الإنسانية هو مناسبة لإحياء قيم التسامح بين البشر وتجديد العزم على مكافحة كل أشكال الكراهية والتعصب التي يتبناها إعداء السلام، وهو مناسبة لنتذكر فيها جميعاً القيم التي تجمع أسرة البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، مهما تعددت الديانات أو تنوعت الثقافات.

وأشار رئيس المجلس أحمد بن محمد الجروان في تصريح نقلته وكالة "فرانس برس"، إلى أهمية تذكر القيم النبيلة التي تضمنها إعلان "الأخوة الإنسانية" الذي صدر من أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة عن فضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرانسيس، والذي وضع نهجاً قويماً لاستعادة روح الأخوة بين البشر، ومجابهة الخلافات والانقسامات والصراعات وصولاً للعيش المشترك في سلام مستدام.

الخييلي: التجمع بمثابة احتفاء دولي بالدور الريادي لإمارة أبو ظبي في تحقيق الإخاء الإنساني

 

وثمّن المجلس العالمي للتسامح والسلام الدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل نشر ثقافة التسامح وقيم السلام، وعملها الذي اتصف بالاستدامة في هذا المجال برعاية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وعلى هامش القمة استعرض الحضور بحضور رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي الدكتور مغير خميس الخييلي، جدارية الأديان التي تتضمن سلسلة تاريخية عن دور العبادة لغير المسلمين في الإمارة والبالغ عددها 23 دار عبادة مرخصة.

اليوم الدولي للأخوة الإنسانية هو مناسبة لإحياء قيم التسامح بين البشر وتجديد العزم على مكافحة كل أشكال الكراهية والتعصب

 ووفقاً لصحيفة البيان تأتي مشاركة دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين في هذا الحدث فرصة لإبراز جهود العاصمة أبوظبي كوجهة عالمية للتسامح والتنوع الديني بين مختلف شرائحها، وتأكيداً على دور ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي مثلت إعلاناً مشتركاً يحث على السلام والعيش المشترك بين جميع البشر، واعترافاً بأننا جميعاً أفراد أسرة إنسانية واحدة.

وتتضمن الجدارية تاريخ دور العبادة لغير المسلمين المرخصة في إمارة أبوظبي، والتي قامت دائرة تنمية المجتمع بترخيصها وفق القوانين والنظم المعمول بها.

 وبهذا الصدد قال الخييلي، إنّ التجمع بمثابة احتفاء دولي بالدور الريادي للإمارة في تحقيق الإخاء الإنساني، وفرصة مهمة لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش الإنساني لدى كافة أفراد المجتمع ويدعو إلى التعقل والحكمة في التعامل بين كافة البشر، لنغرس ثقافة السلم والحوار والتعايش المشترك باختلاف الثقافات والأطياف.

يذكر أنه بمبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقع البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب بتاريخ 4 شباط (فبراير) 2019 في أبوظبي على وثيقة أو شراكة غير معهودةٍ من قبل تحت عنوان "وثيقة الأخوَّة الإنسانية"، لتصبح فيما بعد من أهم الوثائق على الصعيد العالمي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية