اليمن: الأدوية تجارة حوثية مربحة تهدد حياة آلاف مرضى السرطان.. ما القصة؟

الأدوية تصبح تجارة حوثية مربحة تهدد حياة آلاف مرضى السرطان.. تفاصيل

اليمن: الأدوية تجارة حوثية مربحة تهدد حياة آلاف مرضى السرطان.. ما القصة؟


14/02/2023

تتخذ ميليشيا الحوثي الانقلابية، في مناطق سيطرتها، من الأدوية، سوقاً مربحة لها وتعود على قياداتها بثراء فاحش، ومؤخراً عمدت الميليشيا إلى تعطيل عمل المراكز والمؤسسات المختصة بعلاج ودعم مرضى السرطان بمحافظة إب ومدن أخرى تحت سيطرتها.

ووجه فرع "مؤسسة مكافحة السرطان" في محافظة إب نداء استغاثة، هو الثاني خلال أقل من أسبوعين، لدعم "مركز الأمل لعلاج الأورام" التابع لها، وتوفير الأدوية اللازمة التي شارفت على الانتهاء.

وبالتزامن مع إقرار الميليشيات بارتفاع عدد المرضى إلى نحو 80 ألف مريض بالسرطان في اليمن، كشفت مصادر طبية في إب لـ"الشرق الأوسط"، عن تسجيل محافظة إب العام الماضي أكثر من 643 إصابة جديدة بالمرض.

مؤخراً عمدت الميليشيا إلى تعطيل عمل المراكز والمؤسسات المختصة بعلاج ودعم مرضى السرطان بمحافظة إب ومدن أخرى تحت سيطرتها

وذكرت المصادر أنّ الحالات المصابة والمترددة على المركز في إب من مناطق مجاورة عدة في ازدياد مستمر، حيث يقوم المركز بتسجيل من 5 إلى 10 حالات إصابة جديدة كل أسبوع.

ويشتكي مرضى السرطان، في إب، من انعدام الأدوية وانقطاع كثير من الخدمات الطبية التي كانوا يتلقونها في أوقات سابقة، وقالوا إنّهم يواجهون خطر الموت بفعل فشل الميليشيات الانقلابية في إدارة المرافق الصحية وعبث كبار قادتها ومشرفيها بالموارد والمساعدات التي تقدم لهم والمتاجرة بها وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

تشير مصادر طبية إلى أنّ أكثر من 5 آلاف مريض بالسرطان في إب أتوا مهددين بالموت نتيجة سياسات الميليشيات الخاطئة 

هذا وتشير مصادر طبية إلى أنّ أكثر من 5 آلاف مريض بالسرطان من مختلف الأعمار في إب (ذات الكثافة السكانية العالية)؛ معظمهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، باتوا مهددين بالموت نتيجة سياسات الميليشيات الخاطئة وعدم توافر الإمكانات والأدوية.

كما أقرّ العاملون في فرع المؤسسة المعنية بعلاج السرطان في إب بأنّ فرع المؤسسة؛ وهي منظمة أهلية مركزها الرئيسي في صنعاء، بات مهدداً بالتوقف في الأيام القليلة المقبلة، بسبب قرب نفاد كمية الأدوية وعدم وجود ميزانية تشغيلية لصيانة الأجهزة وتوفير الأدوية والمحاليل الطبية.

وتؤكد مصادر طبية في صنعاء لـ"الشرق الأسط"، أنّ الانقلابيين مستمرون في عرقلة وصول الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وأمراض أخرى في عموم مدن ومناطق سيطرتهم، حيث تواصل الجماعة المتاجرة بمعاناة وأوجاع الآلاف من مرضى السرطان في عموم المناطق تحت سيطرتها.

مرضى السرطان قالوا إنّهم يواجهون خطر الموت بفعل فشل الميليشيات الانقلابية في إدارة المرافق الصحية 

وكانت الميليشيات الحوثية أقرت بارتفاع عدد المرضى إلى 80 ألف مريض بالسرطان؛ حيث سبقت ذلك تقديرات أخرى محلية تفيد بأنّ عدد المصابين كان قد تجاوز بنهاية 2020 نحو 60 ألف مريض.

وأوضح التقرير الصادر حديثاً عن قطاع الصحة الخاضع للميليشيات أنّ 9 آلاف حالة بمرض السرطان تضاف سنوياً؛ وما نسبته 15 في المائة منها من الأطفال، لافتاً إلى وفاة 12 ألف حالة جراء هذا المرض.

وفي تصريحات سابقة؛ أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ مرض السرطان أصبح بمثابة حكم الإعدام بحق الآلاف من المصابين بالمرض في اليمن، وأشارت في الوقت ذاته إلى وجود نقص حاد في الأدوية.

وقدرت "الصحة العالمية" وجود نحو 30 ألف مريض جديد بالسرطان في اليمن كل عام، مؤكدة أنّها سجلت خلال عام واحد فقط نحو 10 آلاف حالة جديدة، وأنّه لم يحصل سوى 40 في المائة من الحالات على العلاج بشكل كامل ومناسب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية