الوزير المفوض لي دونج لـ"حفريات": الصين في طريقها لاكتشاف لقاح لكورونا

كورونا

الوزير المفوض لي دونج لـ"حفريات": الصين في طريقها لاكتشاف لقاح لكورونا


08/03/2020

قال الوزير المفوض للسفارة الصينية في القاهرة، لي دونج؛ إنّ ما أشيع عن وجود علاج لفيروس كورونا في الصين فيه شيء من الصحة، موضحاً أنّهم عن طريق المزج بين العلاجات الصينية التقليدية والعلاجات الأخرى استطاعوا العمل على تقوية مناعة المرضى المصابين، مما قلل عدد الوفيات بالمرض، وساهم في انحسار انتشار الفيروس، لافتاً إلى أنّ ما توصلوا إليه حالياً من علاجات يعمل فقط على تقوية المناعة وليس لعلاج المرض نفسه.

اقرأ أيضاً: الذعر يرفع أسعار مستلزمات الوقاية من كورونا في الضفة الغربية
وأضاف لي دونج، في تصريح لـ "حفريات"، خلال الصالون الثقافي المنعقد في مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية في القاهرة: "الصين في طريقها لاكتشاف مصل لعلاج كورونا، لكنّه ما يزال في مرحلة البحث والاختبار"، مشيراً إلى أنّه ليس خبيراً طبياً لكنّ ما يعرفه أن هناك اختبارات لصنع لقاح ما يزال في عملية التجربة.

جانب من حضور الصالون
وقال لي دونج، خلال مشاركته في الصالون؛ إنّ زيارة وزيرة الصحة والسكان المصرية الدكتورة هالة زايد للصين تدل على عمق ومتانة العلاقات المصرية الصينية، لافتاً إلى أنّ الصين تقدر ذلك الدعم الثمين، وأنهم يقدرون الحكومة والشعب المصري، وأنّه كان هناك اهتمام كبير بهذه الزيارة من قبل الإعلاميين والمواطنين في الصين.
وعادت الدكتورة هالة زايد والوفد المرافق لها، صباح أول من أمس الجمعة، إلى مطار القاهرة في رحلة استمرت أسبوعاً، حملت فيها الوزيرة رسالة تضامن من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جمهورية الصين الشعبية، وسلمت هدية مصر للشعب الصيني من المستلزمات الوقائية.

ما توصلت إليه الصين حالياً من علاجات تعمل فقط على تقوية المناعة لا علاج المرض نفسه

وأوضح لي دونج أنّ الصين تحارب الفيروس نيابة عن العالم: "قرار إغلاق مدينة وهان، التي يعيش فيها 11 مليون نسمة، ليس أمراً سهلاً، ولكنّ الناس يتعاونون مع الحكومة الصينية، ويتفهمون هذه الإجراءات، ويعتقدون أنّ كلّ مواطن يجب أن يفعل ما يستطيع لاحتواء الوباء".
ولفت الوزير المفوّض إلى أنّ هناك بعض القوى الكبرى تستغل ما حدث في الصين إعلامياً، للهجوم على دولته وتصفية حسابات خاصة: "هذه ليست المرة الأولى، لكن ذلك تكرر في مسألة هونغ كونغ، وشينجيانغ، واستغلال هذه القضايا في الهجوم على الصين، وهناك أيدٍ خفية تستغل ذلك، لكنّ هذه مسألة غير أخلاقية، وفي هذه اللحظة يجب أن نتوحد لمواجهة الفيروس وفقط، ونحن على استعداد لتوصيل كلّ الخبرات والمعدات للجميع، ومنها منظمة الصحة العالمية، وقدمنا كواشف الفيروس للاتّحاد الأفريقي، وقدمنا حصّة إضافية لمصر"، منوهاً إلى أنّ أول حالة مكتشفة لفيروس كورونا كانت في الصين، ومؤكداً أنّه لم يثبت أنّ مصدره الصين حتى الآن.
وأنهى الوزير المفوض حديثه بالمقولة العربية: "هناك قول عربي يقول الصديق وقت الضيق، وهو قول صيني أيضاً، وسوف نخرج من هذا التحدي أقوى مما كنا عليه في الماضي".
الوزير المفوض بالسفارة الصينية في القاهرة لي دونج

بيت الحكمة
من جانبه، قال عماد الأزرق، مقرر صالون بيت الحكمة الثقافي، في تصريح لـ "حفريات": "تمّ تدشين الصالون في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2019،  وهو أول صالون مصري، وربما عربي، مختص بالشأن الصيني، وهو يعدّ نافذة على الصين في كلّ المجالات، والآن فيروس كورونا، رغم أنّه بدأ في الصين لكنّه أصبح فيروساً عالمياً، بعد انتشاره في جميع دول العالم، بالتالي نحن بصدد الاهتمام بتوضيح ماهية الفيروس وطبيعته من الناحية الطبية وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية، ومدى تأثير الثقافة الصينية في إنجاح جهد التصدي للفيروس، خصوصاً أنّ معدلات الإصابة بدأت بالتراجع بشكل كبير في الصين".

اقرأ أيضاً: أزمة اللاجئين.. هل سيّست تركيا فيروس كورونا؟
وخصص الصالون جلسته لمعاينة موقف الصين والعالم في مواجهة فيروس كورونا، وتحدث في اللقاء لي دونج، الوزير المفوض بسفارة الصين بالقاهرة، والدكتور حسن رجب، عميد كلية الألسن ومدير معهد كونفيشيوس جامعة قناة السويس، والدكتور مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، والدكتور محمد عيد مدير مستشفى الصدر بالعباسية، وأحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بالسفارة المصرية في بكين.
في سياق متصل، قال الدكتور محمد عيد، مدير مستشفى الصدر في العباسية: "فيروس كورونا غير حديث، فقد ظهر في البداية بين الطيور، عام 1937، بعض الزملاء في تخصصات مختلفة أعادوا اكتشافه للقرن التاسع عشر، وظهر في البشر عام 1960، والاسم باللغة العربية "التاج"، أو "إكليل الورد"، واسم كورونا اسم لاتيني، لذلك أطلقنا عليها "الفيروسات التاجية".

لا يوجد شيء يؤكّد أنّ الفيروس نابع من الصين وبعض التقارير قالت إنّ الفيروس تخليقي

وأوضح عيد أنّ لفيروس كورونا عدة سلالات: "ظهر في دول شرق آسيا، عام 2003، في صورة سارس، وكان أكثر انتشاراً، وكان مسبباً للوفاة بشكل أكبر من الفيروس بشكله الحالي، وظهر عام 2013، فيما سمّي "متلازمة الشرق أوسطية التنفسية"، في المملكة العربية السعودية، وظهر عام 2014"، مضيفاً: "الفيروس الجديد الذي ظهر في الصين تحوّر في الشكل، بداية بطريقة الانتقال من أحد أنواع الطيور، قيل إنّها الخفافيش، وقيل عن طريق القطط والكلاب، أيّاً كان، انتقل بين المواطنين في الصين ووصل إلى أنحاء متعددة من العالم.
وأضاف عيد أنّ فترة حضانة الفيروس تتراوح بين يومين إلى أسبوع حتى 15 يوماً، وفي بعض الكتب العلمية سجلت أنّها قد تصل إلى 24 يوماً، مشيراً إلى أنّ اختلاف المدة الزمنية لفترة الحضانة كان سبباً في انتقال حالات مصابة بين عدة بلدان مختلفة دون اكتشاف إصابته بالفيروس.

معجزة ستدرّس في علم إدارة الأزمات
الدكتور حسن رجب، عميد كلية الألسن بجامعة قناة السويس، ورئيس معهد كونفيشيوس في الجامعة، يرى أنّ هناك محاولات منذ البداية لإلصاق الفيروس بالعرق الصيني، علماً بأنّه من الممكن أن يصيب أيّ إنسان، دون التمييز بين جنس وآخر، لافتاً إلى أنّ الشركات الأجنبية انسحبت من السوق الصيني في اليوم الثاني للإعلان عن الفيروس، وتوقفت رحلات الطيران، موضحاً أنّه "في عام 2003، مع ظهور سارس، مات 20000 ألف شخص في أمريكا وحدها، ومع ذلك لم يتوقف الطيران، ولم تنسحب الشركات الأجنبية"، متسائلاً: "لماذا أخذ ذلك الموقف مع الصين، وأعتقد مع تحليلي الشخصي، أنّه عندما شوهدت الصين قاب قوسين أو أدنى من تصدر الاقتصاد عالمياً، تمّ استخدم تلك الأزمة للحدّ من صعود الصين".

اقرأ أيضاً: هل سيقضي الصيف على فيروس كورونا؟ علماء يجيبون
وأشار رجب إلى أنّ الصين في محنة الفيروس ظهر أنّها دولة على مستوى المسؤولية، بعد أن اعترفت أولاً بوجود الفيروس، ولم تنتظر دعماً من منظمة الصحة العالمية، بل شكّلت خلية عمل لمقاومة الفيروس. وأضاف: "إلى جانب إعجاز التعامل مع مليار وأربعمئة نسمة تدعوهم للجلوس في البيوت وتتيح لهم الطعام والشراب وتدير هذه المنظومة بكفاءة، فأعتقد أنّ محنة فيروس كورونا هي منحة إلهية للصين، وهو أن يعرف الناس قدر وقيمة الصين، الفيروس، رغم مرور 40 يوماً، بدأ يقلّ في الصين، وانحسرت الإصابات، وذلك يدلّ على قدرة وحكمة الصين في إدارة الأزمة، وأعتقد أنّ الصين قدمت معجزة سوف تدرّس في علم الأزمات مستقبلاً".

أصابع الاتهام تشير إلى أمريكا
أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق المصري في بكين، ورئيس الإدارة المركزية لرئيس الهيئة العامة للاستعلامات، قال إنّه لا يوجد شيء يؤكد أنّ الفيروس نابع من الصين، لافتاً إلى أنّ هناك بعض التقارير قالت إنّ الفيروس تخليقي، والبعض وجه أصابع الاتهام للولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح سلام: "الإعلام الغربي كأنّه يشنّ حرباً على الشعب الصيني، رغم أنّ الصين لم تتهاون لحظة، وأرى أنّ الصين كانت تحارب هذا الفيروس عن العالم كلّه، وما قامت به هو تضحية كبرى حتى لا يصل الفيروس لما هو عليه الآن، وكان من الممكن أن تكون آثاره أكبر من ذلك".

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا ينتصر على الإسلام السياسي
في سياق متصل، دعم الدكتور مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، مسألة وجود يد دخيلة فيما يحدث، مشيراً في مداخلته بالصالون إلى أنّ توقيت ظهور الفيروس تم اختياره بعناية: "ليست صدفة أن يظهر الفيروس في وقت انتقال الأغلبية من مصانعهم ومؤسساتهم لبلادهم، وعدم وجودهم وقت ظهور الفيروس، والانعكاس على الاقتصاد العالمي، ووصلت خسائره 5 ترويليون دولار في الأوراق المالية فقط، وذلك يوضح أهمية الصين كمؤثر اقتصادي في العالم كله".
وأشار إبراهيم إلى أنّه "لا توجد اليوم أية عملية تجارية حول العالم، إلا وكانت الشركات الصينية جزءاً منها، ما تزال الصين تبهر الناس لأنّهم ما يزالون قادرين على التعامل مع المشاكل، خاصة بعد تأسيسهم مستشفى لعلاج كورونا في 6 أيام".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية