الهمجية "الحوثورانية".. إلى أين؟

الهمجية "الحوثورانية".. إلى أين؟


25/01/2022

فاطمة اللامي

الإمارات كيان قومي موحّد، متماسك وراسخ، له بعده الاستراتيجي المحوري على الصعيد الإقليمي والعربي والعالمي، ويتمتع بثقل سياسي واقتصادي كبير. تعدّ من الدول الحضارية الحاضنة والصانعة للسلام على مستوى العالم، أما الأهم، فإنها الدولة التي استطاعت أن تتفرد وتذهل العالم، في تجربتها الإدارية السياسية والحوكمية، ما مكنّها من تعزيز مكانتها الدولية، ونيل ثقة واحترام المجتمع الدولي.

لكنها بالمقابل، لن تتوانى في ضرب، بيد من نار، كل من يعتدي على أراضيها أو يحاول المساس بأمنها الوطني والقومي، أو التهاون في حماية مكتسباتها الوطنية والحضارية.

لا يمكن وصف محاولة الاعتداء «الحوثوراني» الثاني بالصواريخ الباليستية على العاصمة أبوظبي، سوى بالهمجي كسابقه؛ اعتداء سافر، ينم على مدى تخبط المليشيات الحوثورانية العسكرية وإفلاسها، ولذا ارتأت أن تصعّد من هجماتها العسكرية بالصواريخ الإيرانية، بعد أن خسرت معركتها في الاستحواذ على اليمن، وبسط نفوذها عليه بأكمله، وانحسار تطلعاتها التوسعية بمساعدة نظام ولاية الفقيه في إيران!

تلك الهجمات العبثية، والتي يراد منها زعزعة الأمن في الداخل الإماراتي والمنطقة ككل، لم ولن تنال مقاصدها، ولن تنال من أمننا الوطني بأي حال من الأحوال، بل ستكون وبالاً على المليشيات الحوثورانيّة وأذنابها، وهي بالتأكيد المعركة الحاسمة لنهاية تلك المليشيات برمّتها.

هذه الجماعة الإرهابية أثبتت سابقاً إبّان اعتداءاتها المتوالية على الأراضي السعودية الشقيقة، بأنها مليشيات بلا عقيدة، حينما أقدمت بإطلاق صواريخها على مكة المكرمة في أكتوبر 2017، والذي أثار حفيظة المسلمين في كل أنحاء العالم، فالحوثورانيون كشفوا عن أيديولوجيتهم العسكرية الرعناء، بأن كل ما لا ينضوي تحت إدارتهم المركزية أو لا ينتمي لعقيدتهم هو هدف عسكري بحت، وكل ما يمكن أن يصيب سهامهم هو هدف حقيقي في منظورهم وتقييمهم العسكري البدائي!

هذا التصعيد غير المسبوق، لم يكن ليحدث لولا تهاون المجتمع الدولي في تجريم تلك المليشيات مبكراً، وتصنيفها كمليشيات إرهابية تعيث في اليمن خراباً، استباحت كل مقدراته ومقوماته القومية، وسخرتها في هدم المجتمع اليمني وتمكين النفوذ الإيراني من استئناف مخططه التوسعي الصفوي الطائفي في المنطقة.

الإدانة الدولية الواسعة على اعتداءات الحوثيين، على منشآت مدنية في العاصمة أبوظبي، بلا شك هي خطوة إيجابية ومهمة باتجاه التسريع في إصدار قرار دولي بشأن تجريمها، والذي سيكون مسوغاً ورادعاً لتحجيم دورها في اليمن والمنطقة وانحسار دورها، كما أنه سيدفع بالمجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات والقرارات كافة لإنهاء الأزمة وبدء مرحلة البناء، وعودة اليمن موحداً إلى حضنه العربي والخليجي.

عن "الرؤية" الإماراتية

الصفحة الرئيسية