النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني... هل بدأ الانتقام الأمريكي؟

النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني... هل بدأ الانتقام الأمريكي؟

النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني... هل بدأ الانتقام الأمريكي؟


26/07/2023

سمير داود حنوش

في العراق بين السياسة والاقتصاد شعرة واحدة وكأنك ترى التناسب الطردي في كفتّي الميزان، فعندما يتصاعد صراخ السياسة يرتفع معه لهيب الدولار الجامح.

السياسة والاقتصاد في العراق على شفا جرف قد ينهار بصاحبه في أي وقت، هي الوسيلة التي تكون أحيانا أهم من الغاية.

الهزات الارتدادية على الاقتصاد العراقي التي أحدثتها العقوبات الأميركية على أربعة عشر مصرفا عراقيا وقبلها بأسابيع كانت العقوبات على أربعة مصارف مرتبطة بعمليات غسيل أموال وتهريب الدولار، توحي أن واشنطن ماضية إلى فرض الوصاية على الاقتصاد العراقي من خلال عقوبات قد تشمل مصارف أخرى في قادم الأيام وهذا ما أدى إلى تصاعد الطلب على الدولار في الأسواق المحلية وارتفاع سعره.

يبدو أن الحكومة العراقية عاجزة عن كبح جماح ارتفاع سعر الدولار من خلال قرارات ترقيعية وليست واقعية ترتقي بحجم الكارثة في انهيار العملة العراقية.

التوقعات تشير إلى نيّة البنك المركزي العراقي الاتجاه لطباعة العملة العراقية  بحجة نقص السيولة النقدية وهو ما يزيد من حجم الارتداد العنيف للواقع الاقتصادي العراقي المرتبك أصلا بفعل الفوضى والإرباك السياسي.

طباعة العملة ستُحدث انهيارا جديدا للدينار العراقي خصوصا وأن تجارب طباعة عملة الدينار لا تغيب عن مخيلة أغلب العراقيين الذين عاصروا سنوات الحصار عندما كان النظام السابق يخصص مطابع خاصة لطبع الدينار ازداد مع طباعته التضخم إلى معدلات قياسية بحيث كان وزن الكتلة النقدية هو الذي يحدد السعر في التعاملات التجارية.

في مقال سابق أشرنا للانتقام الأميركي القادم من قضية النفط العراقي مقابل الغاز الإيراني، فأميركا وإن كان يلفها الصمت من هذا الاتفاق إلا أن بوادر التلميحات كانت تعلن الرفض المبطّن لذلك الاتفاق بدليل ضبابية ذلك الاتفاق الذي وقّع بين عناوين وظيفية لا تمثل ثقلا سياديا لبلدين، حيث وقع عن الجانب العراقي إحسان العوادي مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي ومحمد كاظم سفيرها في العراق عن الجانب الإيراني.

استقراء الواقع الاقتصادي من خلال تأخر إصدار تعليمات تنفيذ الموازنة رغم مرور أسابيع على إقرارها يؤكد حجم المأزق الذي يترنح به الاقتصاد العراقي.

بين السياسة والاقتصاد خيط رفيع باستطاعة واشنطن قطعه في لحظة تشاء عن العراقيين الذين ارتهنوا واقعهم السياسي والاقتصادي مجتمعا في سلة واحدة.

تعلمنا من تجاربنا نحن عراقيو الداخل مع أميركا حقيقة العمل البطيء والهادئ بانتظار النتائج.

هي النيران الصديقة التي تصوبها أميركا باتجاه العراقيين لكن المصيبة أن البعض ممن يديرون السلطة مُستلذ بعذابات شعبه وكأنه مستمتع بما يحدث للجياع في بلده، فلازال تهريب الدولار مستمر حيث تُستحدث طرق جديدة في تهريبه والعجز عن مكافحته، مما يؤكد أن القادم من الأسوأ ينتظر دوره في حياة العراقيين، هي السيادة بأعلى مراتبها التي يتحدثون عنها ساسة العراق الجديد.

عن "ميدل إيست أونلاين"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية