النشاط الإرهابي للقاعدة وداعش... وفيات أكثر وعمليات أقل

النشاط الإرهابي للقاعدة وداعش... وفيات أكثر وعمليات أقل

النشاط الإرهابي للقاعدة وداعش... وفيات أكثر وعمليات أقل


27/06/2024

أشارت نتائج مؤشر الإرهاب العالمي السنوي الذي صدر من قبل معهد الاقتصاد والسلام (IEP) بسيدني إلى ارتفاع النشاط العملياتي والإعلامي لتنظيمي القاعدة وداعش خلال النصف الأخير من عام 2023، والنصف الأول من عام 2024 مقارنة مع الأعوام الماضية من ناحية عدد الوفيات، أو الحوادث الإرهابية.

الوفيات أكثر والعمليات أقل

سلط مؤشر الإرهاب العالمي 2024 (GTI) الضوء على أنّ الإرهاب ما يزال يمثل تهديداً عالمياً خطيراً، مع زيادة إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 22% ليصل إلى (8352)، وهو الآن في أعلى مستوياته منذ عام 2017.

وزادت الوفيات بنسبة 5%، على الرغم من انخفاض عدد الحوادث الإرهابية بنسبة 22% إلى (3350)؛ ممّا أدى إلى زيادة بنسبة 56% في متوسط عدد الأشخاص الذين يقتلون في كل هجوم، وهذا هو أسوأ معدل منذ ما يقرب من (10) أعوام. 

ووفق المؤشر نفسه، فقد انتقل مركز الإرهاب من الشرق الأوسط إلى منطقة الساحل الوسطى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي تمثل الآن أكثر من نصف مجموع الوفيات الناجمة عن الإرهاب، وأغلبها من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، وهي فرع من تنظيم (القاعدة).

وأصبح تأثير الإرهاب يتركز بشكل متزايد في أفريقيا، حيث تمثل (10) بلدان 87% من إجمالي الوفيات المرتبطة بالإرهاب، وظل الصراع هو المحرك الرئيسي للإرهاب، حيث إنّ أكثر من 90% من الهجمات و98% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2023 تحدث في البلدان التي تشهد صراعات.

النشاط العملياتي خلال شهرين

خلال الشهرين الأخيرين في النصف الأول من عام 2024، زاد النشاط العملياتي لتنظيم (القاعدة) الذي قام بـ (41) عملية أبرزها في شمال أفريقيا، وهي في جنوب الجزائر بالمنطقة الحدودية مع مالي، وفي الصومال، حيث ازداد نشاط حركة شباب الإسلامية، وأبرز عمليات الحركة التابعة للتنظيم إصابة (13) عنصراً من القوات الحكومية، واغتيال ضابط من الشرطة الصومالية، وتمّت الإغارة على قاعدتين للقوات الإثيوبية والميليشيات الحكومية في مدينة دينسور ومنطقة أربعو بضاحية العاصمة مقديشو، كما ركّزت الحركة على استهداف القوات الإثيوبية، حيث قصفت القاعدة العسكرية للقوات الإثيوبية في مطار مدينة واجد بولاية بكول جنوب غربي الصومال، كما أغارت على القوات الكينية في منطقة كيونغا بمقاطعة لامو الساحلية.

 

انتقل مركز الإرهاب من الشرق الأوسط إلى منطقة الساحل الوسطى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

 

واستمر الإرهاب باليمن، فقد وقع انفجار عبوة ناسفة استهدفت طقماً عسكرياً تابعاً للإمارات، وسقوط (3) جرحى في أبين، وهجوم على تجمعات ونقاط القبائل في وادي جنن، شرقي وادي عمران بمديرية مودية استخدم التنظيم فيه طائرات مسيّرة حوثية، ومقتل (6) جنود وإصابة (11) في هجوم بأبين، وفي بوركينا فاسو وقعت (6) عمليات ضد القوات البوركينية، والسيطرة على موقع كونغوسي، والهجوم على قوات بوركينية في غوبوري، ووقع هجوم بالنيجر على آليات للجيش، كما وقع هجومان في منطقة بوني على الجيش النيجيري، وهجوم على بوابة للجيش المالي، في كرمما، وهجومان يوم 18 من الشهر الماضي، واستهداف دورية، واستهداف لفاغنر في مدينتي طنكا ونيافوكي.

أمّا تنظيم (داعش)، فقد قام خلال الشهرين الماضيين بـ (73) عملية؛ أبرزها هجوم على دورية للجيش الأوغندي قرية (إيدوهو)، وهجوم على دورية للجيش النيجيري، واستهداف دورية للجيش النيجيري في بلدة (مالم فاتوري)، واستهداف معسكر للجيش النيجيري في البلدة نفسها شمال نيجيريا.

وفي شمال سوريا استهدف التنظيم (3) عناصر من الـPKK  في قرية (الرغيب)، وتفجير عبوة ناسفة على دورية للجيش قرب بلدة (شيتيماري)، وهجوم على جنود بقرية (ناكوجا)، وفي قرية (سيريبا) بمنطقة (شيور)، وقتل (20) جندياً، بإقليم (ديفا).

أمّا في العراق، فقد سقط (10) بين قتلى ومصابين من القوات الحكومية العراقية في محافظة صلاح الدين، وهجوم في الخبر، كما وقع في أفغانستان هجوم بمدينة (باميان) الأفغانية على حافلة سياح، ومقتل وإصابة (7) نصارى و(5) من الشيعة، وهجوم آخر في قندهار، وكان في موزمبيق الهجوم الأبرز على مدينة (ماكوميا)، والسيطرة عليها.

النشاط الإعلامي بالمعدل نفسه

استمر النشاط الإعلامي بالمعدل نفسه للعام الماضي، إلا أنّه شهد في النصف الأول من هذا العام نشاطاً مكثفاً من قبل تنظيم (القاعدة)، الذي أعاد هيكلة لجنته الإعلامية المركزية، وكان ذلك على حساب (داعش).

وخلال الشهرين الماضيين أصدرت مؤسسة الأندلس في شمال أفريقيا كلمة صوتية بعنوان "تنوير البصائر بكفر حكام الجزائر"، ولم يظهر لها أيّ نشاط غير ذلك.

وأعادت (مؤسسة اليقين) المناصرة للقاعدة في جزيرة العرب نشر كلمة لعطية الله الليبي حول تكفير المعين، ونشر كلمة لأبي مصعب السوري حول التكفير، وكلمة لأسامة بن لادن حول حصار المسلمين، وبيان بعنوان "أهم أسباب ضياع القدس" بقلم أيمن الظواهري.

 

تركّز نشاط تنظيم داعش بشكل أساسي في موزمبيق في مقاطعة كابو ديلغادو، الواقعة في أقصى شمال موزمبيق.

 

كما أصدرت المؤسسات المناصرة بياناً بعنوان "محرقة غزة"، وبياناً ضد قوات فاغنر والجيش المالي بتهمة حرق براميل وقود، وبياناً من مؤسسة الزلاقة لدول الساحل حول مقتل عدد من المواطنين في منطقة تاسك واتهام فاغنر بقتلهم.

وأصدر تنظيم قاعدة اليمن كلمة مصورة للمسؤول الأمني إبراهيم البنا حول فلسطين والتي ركّز فيها على الجيش المصري، وذلك لإعادة تأهيله أمام قواعد التنظيم بعد ترقيته لنائب أمير القاعدة بجزيرة العرب، كما أصدرت مؤسسة السحاب بيان دعم وتأييد لقتل رجل الأعمال اليهودي الكندي في الإسكندرية.

في شمال سوريا استهدف التنظيم (3) عناصر من الـPKK  في قرية (الرغيب)

أمّا تنظيم داعش، فقد واصل إصدار نشرته الأسبوعية "النبأ" التي تضمنت إحصائيات بأكثر من (70) عملية ومقتل أكثر من (100)، وأصدر بياناً حول تصريحات الرئيس الموزمبيقي وعقده اتفاقية مع رواندا لمجابهة التنظيم، وأنّ رواندا بدأت باستعراض قوتها إعلامياً أملاً بالحصول على موطئ قدم يمكنها من الحصول على حصة أكبر من الغاز والمعادن.

كما أصدر التنظيم بياناً حول أنّ مواده الأرشيفية بدأت بعض الصفحات بتزويرها، وأنّه خلال الأيام المقبلة سيعيد أرشفة مواده ونشرها كلها.

ماذا يعني مؤشر الإرهاب؟

ويعني مؤشر الإرهاب خلال الشهور الماضية بروز عمليات القاعدة في مالي ثم اليمن كأكثر الفروع نشاطاً، بسبب سياسة الزعيم الطوارقي إياد أغ غالي بالتحالف مع الطوارق، وسياسة سعد العولقي بالتحالف القبلي في اليمن، باعتباره أيضاً زعيماً قبلياً، وإعادة هيكلة أنصار الدين وقاعدة اليمن، وتوقف سياسة التخوين وقتل الجواسيس.

كما ظهر تحالف الأنصار في مالي مع كتائب وطنية، وتحالف تنظيم القاعدة مع الحوثي بتنسيق إيراني، وتوريد طائرات دون طيار إليه.

واستمر كمون وهدوء القاعدة في شرق آسيا والهند وشمال أفريقيا وليبيا بغرض التوسع وإعادة الانتشار، أمّا عناصر القاعدة بسوريا فهم في ضغط متواصل وقوي بسبب سياسة تحرير الشام الرامية إلى التخلص منهم.

أمّا إعلامياً، فقد نشط تنظيم (القاعدة) في دعوات متعددة للذئاب المنفردة للقيام بعمليات ضد مصالح الغرب ودول الطوق، ونشط التنظيم المركزي إعلامياً، وأعاد نشر مجلة (انسباير) باللغة الإنجليزية والفرنسية، ومطويات وتصاميم للظواهري وأسامة بن لادن، ورسائل مصورة لإبراهيم القوصي وإبراهيم البنا المتواجدين في اليمن.

 

ركّز تنظيم القاعدة على فلسطين في كل إصداراته الإعلامية، كما لوحظ تركيزه في الفترة الأخيرة على مصر.

 

وركّز التنظيم على فلسطين في كل إصداراته الإعلامية، كما لوحظ تركيز التنظيم في الفترة الأخيرة على مصر مستغلاً أحداث غزة بما يستوجب إعادة نظر وتفسير.

وحاول تنظيم (القاعدة) إيهام المتلقين لبياناته أنّ دعواته أدت إلى نجاح في مصر باغتيال الكندي، رغم أنّه لم يعلن بشكل مباشر مسؤوليته عن الحادث، وظهر من صفحات التنظيم الاستقبال الكبير والواسع لبيان المجموعة التي أطلقت على نفسها (كتائب محمد صلاح)، وأنّه توافق مع صفحات الإخوان على العملية وعلى ضرورة فتح جبهة مصر والأردن بأيّ وضع وبأيّ شكل.  

أمّا تنظيم (داعش) عملياتياً، فقد ضاعف في مالي من مساحة الأراضي التي يسيطر عليها، وزاد عدد وحجم العمليات الإرهابية التي يقوم بها مقارنة بالشهور الماضية، وجاءت معظم هجمات التنظيم ضد الكنائس والقرى المسيحية، خاصة في النيجر وموزمبيق.

وتركّز نشاط تنظيم (داعش) بشكل أساسي في موزمبيق في مقاطعة كابو ديلغادو، الواقعة في أقصى شمال موزمبيق، والتي تبلغ مساحتها (82625) كيلومتراً مربعاً ويبلغ عدد سكانها (2.320.261) نسمة. فضلاً عن حدودها مع منطقة متوارا، في دولة تنزانيا المجاورة، فهي تجاور مقاطعتي نامبولا ونياسا، وتمثل كابو ديلغادو معقل التنظيم ومركز هجماته الرئيسية، كما سيطر على مدينة (ماكوميا) في موزمبيق، وهناك خطورة كبيرة على هذه الدولة.

إعلامياً يواجه داعش مأساة بحذف متواصل لكل قنواته الإعلامية بـ (تيليغرام)، وقد أعلن عن مشكلة تزوير قنواته وأرشيفه، وأعلن محاولته لإصلاحها.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية