المنبر الديني ليس لازدراء الأديان

المنبر الديني ليس لازدراء الأديان

المنبر الديني ليس لازدراء الأديان


25/06/2023

صلاح الجودر

تأمين سلامة المجتمع والحفاظ على مكتسباته تكون بمراقبة مراكز التوجيه والإرشاد والتجمعات البشرية حتى لا تخترقها الأفكار الهدّامة، والمناهج الدخيلة، وشعارات الكراهية والحقد، مهما كانت مكانة تلك المراكز أو القائمين عليها.

ومن أبرز تلك المراكز المنابر الدينية التي تمتلك التأثير الكبير على نفوس الناس، فالمنبر الديني منذ تأسيسه يحمل رسالة نبيلة تهدف إلى نشر الدين الحنيف، تسامحًا ومحبة ودعوة للخير، ودعوة لتوحيد الصفوف والتعايش مع سائر البشر والعمل المشترك، خاصةً أن الخطيب الذي يرتقي المنبر يفترض فيه الأمانة والعلم والمعرفة والحصافة، فهو الموجّه والدليل والمرشد.

وعند النظر في الدول التي اجتاحتها موجة العنف والتخريب والدمار نرى استغلالًا بشعًا للمنابر الدينية، وتوظيفًا بائسًا لها من خلال تسييس الخطاب المنبري، وهي خطابات تغلب عليها لغة التعصب والانغلاق والأحادية، مما دفع الى مزيد من التوتر والصدام المجتمعي.

المنبر الديني يُعتبر سياجًا أخلاقيًا للمجتمع، وسورًا لمواجهة الفتن والسموم، لذا لابد من المحافظة على سلامته ودوره الإيجابي، يجب أن يكون المسؤول عن سلامة الناس من المخاطر، فيدعو للتعايش والمحبة والتعاون، وعدم تسيس خطاباته أو طأفنتها، يجب إبعاد الناس عن مواقع الفتن، وعدم تأجيج صدورهم والنفخ فيها استغلالًا للمكانة الدينية.

فالمنبر الديني في أي دين أو معتقد عليه مسؤولية نشر الحب والألفة بين الناس، لا إذكاء الأحقاد والضغائن والفتن، فالعالم اليوم لا يتحمل مزيدًا من الاصطفافات، ويكفي ما يشاهد اليوم من حروب وصراعات في مواقع كثيرة من العالم.

المنبر الديني كان ولا يزال بعيدًا عن التسييس، فلا يمكن استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية، يجب صون قدسيته ومكانته، وأن يكون بعيدًا عن التأجيج وخطابات الحقد والكراهية وتأزيم، فالمنابر لم تُقم لذلك، ولكنها تهدف إلى تحقيق الامن والاستقرار، وتحقيق المصالح الكبرى.

من هنا فإن الأمانة الدينية والوطنية تحتم علينا جميعًا العمل من أجل الوطن الواحد، ولا يكون ذلك إلا من خلال رفع الوعي المجتمعي والدفع به إلى الأمام، فلا يمكن السماح بشق الصف وتمزيق اللحمة الدينية والوطنية، فالجميع اليوم يعلم بأن ذلك يأتي من خارج البحرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي المسمومة.

لذا يرفض الجميع استغلال المنابر الدينية لقضايا سياسية بائسة، يجب أن تكون للمجتمع وقفة لمواجهة تلك الدعوات المسمومة، وسن تشريعات وقوانين ضد نشر الكراهية وازدراء الأديان السماوية وغيرها.

عن "الأيام"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية