المحاور الثلاثة للأزمة اليمنية

المحاور الثلاثة للأزمة اليمنية


30/03/2022

عبدالله ناصر العتيبي

هل يمكن المراهنة على «الحوثي»؟ هل يمكن المراهنة على ميليشيا إرهابية تأتمر بأوامر خارجية لإخضاع رقاب اليمنيين؟ هل يمكن الدخول معها في مفاوضات ترسم مستقبل جمهورية اليمن؟ هل من الممكن في المستقبل القريب أن تندرج جماعة «الحوثي» ضمن الأطر المدنية المتنافسة على السلطة لخدمة المجموع اليمني؟ هذه الأسئلة ومئات الأسئلة الشبيهة بها حول جماعة «الحوثي» لها إجابة واحدة تتكون من حرفين اثنين فقط: لا!
إذن هل سيظل اليمنيون ينظرون لوجود هذه الميليشيا في صنعاء، وكأنه واقع لا مفر منه؟ هل سيتعايشون مع وجودها، ويغيرون من عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الدينية لتتماشى مع الكهنوتية السياسية المستوردة من خارج التاريخ اليمني؟ هل مكتوب عليهم أن يبقوا أسرى لمجموعة لا ترى في «الجميع اليمني» سوى قاعدة من الأتباع الذين يتعاهدون بالخدمة طائفة وضعت نفسها موضع الأسياد؟ هذه الأسئلة أيضاً وغيرها المئات من الأسئلة التي تدور في فلكها لها إجابة واحدة تتكون من حرفين اثنين لا ثالث لهما: لا.

مشكلة اليمن تكمن الآن في ثلاثة محاور رئيسة. المحور الأول يتعلق باختلافات داخلية بين اليمنيين أنفسهم. والمحور الثاني يتمثل في تبعية الجماعة المسيطرة على العاصمة صنعاء لطرف خارجي يهدف لاستخدام اليمن كقاعدة جنوبية له في الجزيرة العربية. أما ثالث المحاور فهو (التدخل حيناً وعدم التدخل أحياناً) للقوى العالمية الكبرى، التي وجدت في اضطراب الحالة السياسية والعسكرية في اليمن مدخل ضوء لها لممارسة الضغوط السياسية الجالبة للمصالح، وتفعيل الغايتين الرئيستين التي تحلم بها عواصم العالم الحر في الجزء الغربي من الكرة الأرضية: ضمان استمرار دورة عمل مصانع السلاح، وإدارة الصراعات عن بعد وإشعالها كلما أمكن ذلك، لضمان عدم انتقالها إلى حدود هذا العالم الذي لا ينسى دائماً أن يضيف كلمة الحر لاسمه!
ما الحل إذن؟ كيف يمكن حل هذه المشكلات الثلاث ليستقيم حال اليمن؟
سأبدأ بحل المشكلة الثالثة، والمتمثل في عزل الواقع اليمني عن كل المؤثرات الخارجية ومن ذلك عدم اعتراف الأطراف اليمنية المتصارعة على الأرض بأية حلول أممية! هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية، فالتحاق بعض الأطراف اليمنية التي تواجه الحوثي على أرض الميدان بالمعسكر الروسي هذه الأيام قد يكون عملاً محموداً للغاية لموازنة القوى على الأرض، وأيضاً للتأكيد على أن «العجلة في اليمن والعصا في أوكرانيا» كما قلت في مقالتي السابقة.
حل المشكلة الثانية يتمثل في تأهيل المرجعيات الدينية المقابلة للمرجعية الحوثية، وتسهيل اتصالها بالجماهير اليمنية، وبعث الندية الدينية فيها من جديد، فالسلاح يقابل السلاح، والسقوط في غيبوبة المذهب الخارجي لا يقابله إلا الصحوة منها في المذهب الديني الآخر!
وأما حل المشكلة الأولى، فعلى اليمنيين التطهر، بنفي الخبيث والإبقاء على الطيب.هكذا يمكن لليمن أن ينجو، وأما ما عدا ذلك، فسيظل يُراوح بين قرارات أممية وفساد يمني في الداخل.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية