المجلس العالمي للتسامح والسلام يحذر من تدخل "قوات التدمير التركي" في ليبيا

التسامح والسلام

المجلس العالمي للتسامح والسلام يحذر من تدخل "قوات التدمير التركي" في ليبيا


27/02/2020

ما زالت موافقة البرلمان التركي في الثاني من الشهر الماضي، على طلب الرئيس رجب طيب أردوغان تنفيذ مهمة عسكرية في ليبيا، تشعل نيران العواقب المحتملة لخطوة كهذه، حيث يعتقد خبراء ومحللون ودعاة للسلم أنّ أنقرة إذا كانت تنوي بذلك مساعدة حليف تحتاجه في سياق دعم مطالباتها في التنقيب عن الغاز شرقي البحر الأبيض المتوسط، كفايز السرّاج، فإنّ انتشاراً عسكرياً ميدانياً، لم يتم الإعلان عن حجمه بعد، سيكون محفوفاً بالمخاطر.

اقرأ أيضاً: ليبيا و"صوفيا الجديدة"
وتعزيزاً لاستقلال ليبيا، وحرصاً على وحدة أراضيها، وحقناً لدماء أبنائها، تميزت لغة البيان الذي أصدره، آنذاك، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أحمد بن محمد الجروان، بالحدّة والوضوح، لجهة الانتصار لقيم الحق، وأخلاقيات التسامح، ومنع اللجوء إلى العنف لحل النزاعات.
وجاء البيان، الذي صدر بعد أسبوع من تصويت البرلمان التركي، مندّداً بالتدخل التركي الذي لبّى طلب دعوة "حكومة الوفاق" التي لم تنل ثقه البرلمان الليبي، وبالتالي فهي غير شرعية ولا تمثل الشعب الليبي.

رفض الاحتماء بدولة أجنبية

البرلمان الدولي للتسامح والسلام، المنبثق عن المجلس، أعرب عن رفضه "الاحتماء بدولة أجنبية"، وقال إنّ ذلك يمثل منعطفاً خطيراً جداً في استقرار الدول وأمل الشعوب.
ويمثّل البرلمان العالمي للتسامح والسلام الهيئة النيابية للمجلس العالمي للتسامح والسلام، ويجب أن يكون أعضاء البرلمان العالمي للتسامح والسلام أعضاءً حاليين في برلماناتهم الوطنية، ويراعى تمثيل المرأة والشباب وذوي الإعاقة في البرلمان، بحسب موقعه الإلكتروني.

التدخل التركي في شؤون دولة أخرى سوف يعزز الفوضى ويبعد ويقوض دور القانون الدولي لحل النزاعات والإشكاليات

وينعقد البرلمان مرة كل ثلاثة شهور، وقد يعقد استثنائياً إذا دعت الضرورة، ويناقش البرلمان ما يرفع إليه من مواضيع من قبل الجمعية العمومية وهيئة الرئاسة، كما يناقش المستجدات على الساحة الدولية بما يخص التسامح والسلام، ويصدر بشأنها التوصيات المناسبة، حيث كان التدخل التركي في الشؤون الليبية من القضايا الساخنة على جدول أعمال جلسة البرلمان الأخيرة.
وقال البرلمان بلغة جازمة: "إننا كدعاة للتسامح والسلام نرفض ونستنكر التدخل العسكري لدولة أجنبية في دولة أخرى، كالذي نشهده اليوم من تدخل لقوات القتل والتدمير التركي في ليبيا". وقال إنّ الاستقواء على ليبيا بدولة أجنبية "يدعو للخوف وتعزيز الفوضى".
الامتثال لقيم التسامح
وذكّر البيان بأنّ ليبيا عضو فاعل في جامعة الدول العربية وأنّ للجامعة العربية قوانين ولوائح تنظم عمل الاستعانة بأصدقاء وحلفاء لدرء الأخطار أو الإرهاب أو ما يشابه ذلك.
البيان شدّد، كذلك، على ضرورة الامتثال لقيم التسامح والسلام في العالم، وتأثير ذلك في الحفاظ على الأمن الدولي، وتعزيز العمل في قضايا نشر التوعية والتصدي لانتشار ظاهره تفشي الإرهاب، والمجموعات المسلحة الخارجة عن سلطه الدولة.

وقال البرلمان الدولي للتسامح والسلام إنّ "الأوضاع في ليبيا تؤثر على أوضاع الشعب الليبي أولاً ومن ثم المحيط الليبي والدول المجاورة في أوروبا وأفريقيا وآسيا".
وأردف البيان: "وكما نعلم جميعاً بأنّ التدخل العسكري التركي في سوريا لم يحل أي شيء، وإننا نرى بأنّ التدخل التركي في شؤون دولة أخرى سوف يعزز الفوضى ويبعد ويقوض دور القانون الدولي لحل النزاعات والإشكاليات".
ودعا المجلس العالمي للتسامح والسلام "الشرفاء في العالم من دعاة التسامح وحماة السلام إلى رفض حل النزاعات بالسلاح وآليات القتل والتدمير". وحث على الوقوف "بجانب الشعب الليبي الحر لبسط سيطرته على كل أراضيه، والعمل على بناء مستقبل أطفال ليبيا"، كما شدد رئيس المجلس أحمد بن محمد الجروان.

 

اقرأ أيضاً: مع التدخل التركي في ليبيا.. معركة تونس ضد الإرهاب تزداد صعوبة
وشغل الجروان منصب رئيس البرلمان العربي لفترتين رئاسيتين، منذ عام 2012 وحتى عام 2016، ويشغل منصب عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي منذ العام 2011 وللفترة الثانية على التوالي، كما تدرج في القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة حتى تقاعد برتبة عقيد مهندس.
والجروان حائز على شهادة بكالوريوس هندسة الطيران، ودبلوم علوم الطيران (فرنسا 1982)، ودبلوم كبار مهندسي معهد القوات الجوية (مصر 1987)، بالإضافة إلى دبلوم البروتوكول العسكري (الولايات المتحدة الأمريكية 1995)، كما اجتاز دورات دبلوماسية وعسكرية وعالمية عدة.
منبر عالمي معني بمقاصد نشر السلام
الجدير ذكره أنّ فكرة (المجلس العالمي للتسامح والسلام) نشأت، كما يذكر موقعه الإلكتروني، كنافذة وفضاء دولي ومنبر عالمي معني بمقاصد التسامح ونشر السلام والأهداف الإنسانية السامية، كمنظمة دولية تعتمد مبادئ الديموقراطية، وتتخذ من القانون الدولي والمواثيق الدولية منهجاً لعملها، وصولاً لسلام حقيقي ومستدام تنعم به البشرية من خلال نشر ثقافة التسامح بين الشعوب، وتبني سياسة القوة الناعمة التي أدركت أهميتها بعض الدول وأخذت بها وأصبحت تنادي بها عالمياً.

"حكومة الوفاق" برئاسة السرّاج لم تنل ثقة البرلمان الليبي، وبالتالي فهي غير شرعية ولا تمثل الشعب الليبي

وتتبنى رسالة المجلس العمل على نشر ثقافة التسامح من أجل معالجة قضايا السلام الدولي المعاصرة.
ونظراً لأنّ تحديات السلام الدولي باتت أكثر خطورة من أي وقت مضى، ونظراً لانتشار آفة التطرف والعنف، تحتم علينا، كما تنص رؤية المجلس، "بذل المزيد من الجهود غير الحكومية المكملة لجهود الحكومات، وإيماناً بأنّ المنظمات غير الحكومية أصبحت من أقوى الوسائل القادرة على إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع في عالمنا المعاصر".

منظومة عمل عالمية

وجرى عقد العزم في "المجلس العالمي للتسامح والسلام" على أنّ "نوظف ما لدينا من خبرات برلمانية وقانونية وسياسية وتنفيذية من مختلف دول العالم لإدارة منظومة عمل عالمية معنية بالتسامح والسلام".
يهدف المجلس العالمي للتسامح والسلام إلى إعلاء قيمة التسامح ونشر ثقافة السلام، ومكافحة التمييز والعنصرية والتعصب والتطرف الديني والعرقي والطائفي، فضلاً عن إنماء وتطوير قواعد القانون الدولي بما يعزز مبادئ التسامح لتحقيق السلام.

اقرأ أيضاً: كيف استغل أردوغان تزييف التاريخ العثماني في ليبيا؟‎
ويراعي المجلس العالمي للتسامح والسلام عدة مبادئ أهمها: احترام مبادئ الأمم المتحدة، ودعم تحقيق أهدافها، واحترام قواعد القانون الدولي ذات الصلة بعمل المنظمات غير الحكومية، واحترام القوانين الوطنية للدول التي يمارس المجلس مهامه على أقاليمها، كما يعتمد مبدأ إعلاء قدر المرأة والشباب وذوي الإعاقة، وتمكينهم من أداء أدوار فعالة على المستوى الداخلي والدولي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية