المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بلا إخوان للمرة الأولى.. هذا ما أفادته تقارير استخبارية

المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بلا إخوان للمرة الأولى.. هذا ما أفادته تقارير استخبارية

المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بلا إخوان للمرة الأولى.. هذا ما أفادته تقارير استخبارية


21/09/2022

في ضربة جديدة للتنظيم الدولي للإخوان، وصفت بالعنيفة، ألغى المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا (ZMD)، عضوية جميع الكيانات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في المجلس، بما في ذلك المركز الإسلامي في ميونيخ، واتحاد الطلاب التابع للإخوان. كما جرّد المجلس إبراهيم الزيات، أحد قيادات الإخوان المقيمين في ألمانيا، من جميع مناصبه، بحسب المصادر والتقارير الواردة.

إبراهيم الزيات، وهو مصري الأصل، هو أحد قيادات الإخوان المهمين في التنظيم الدولي للجماعة، ويعرف بـ"وزير مالية الإخوان"، وهو صهر مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في تركيا نجم الدين أربكان. كما أنّه ضمن أشهر الأسماء الواردة في جميع تقارير المخابرات الألمانية، التي تتحدث عن خطورة الجماعة.

تولى الزيات رئاسة الجمعية الإسلامية في ألمانيا في العام 2001، بعد علي غالب همت، ورغم أنّه ترك رئاسة الجمعية الإسلامية، إلّا أنّ اسمه كان حاضراً بشكل دائم في معظم التقارير الدولية الواردة عن جماعة الإخوان المسلمين؛ بسبب تصريحاته التحريضية مثل تصريحه المثير للجدل، والذي قال فيه: "من المبكر ضرب الكفار، ولكن عاجلاً أم آجلاً سنضرب أعداء الله والإسلام". جدير بالذكر أنّ الزيات مطلوب من قبل الحكومة المصرية؛ لتنفيذ حكم بالسجن لمدة 10 أعوام.

ويعود تاريخ النفوذ الإخواني في ألمانيا، إلى حقبة الخمسينيات، عندما بدأ القيادي سعيد رمضان، في بناء إطار جديد للتنظيم الدولي، من خلال تجنيد الدارسين والمبعوثين المصريين والعرب في مدينة ميونيخ، منذ العام 1959.

انتفاضة المجلس الأعلى في مواجهة هيمنة الإخوان

كان المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، وهو منظمة إسلامية شهيرة تضم عشرات الآلاف من الأعضاء المسلمين من جنسيات مختلفة، قد أجرى انتخاباته يوم الأحد الماضي، وسط تحديات كبيرة تواجه المسلمين هناك، أبرزها انتهازية هؤلاء الذين يستغلون المنابر المشروعة التي تمثل المسلمين، للترويج لمبادئ الإخوان، وتكريس هيمنة الجماعة.

 إسلام الكتاتني: تحرك المجلس لطرد الزيات مهم جداً؛ لأنه شخصية مؤثرة في التنظيم الدولي للإخوان

جدير بالذكر أنّ المركز كان قد وافق في كانون الثاني (يناير) الماضي، على إسقاط عضوية جمعية التجمع الإسلامي الألماني، وهي بحسب تقارير السلطات الأمنية الألمانية، تتبع أيضاً جماعة الإخوان المسلمين.

يعود تاريخ النفوذ الإخواني في ألمانيا، إلى حقبة الخمسينيات، عندما بدأ القيادي سعيد رمضان، في بناء إطار جديد للتنظيم الدولي، من خلال تجنيد الدارسين والمبعوثين المصريين والعرب في مدينة ميونيخ

 

وفي تصريحات نقلتها صحيفة (Egypt Today) الناطقة بالإنجليزية، عن الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إسلام الكتاتني، قال إنّ تحرك المجلس لطرد الزيات مهم جداً؛ لأنه شخصية مؤثرة في التنظيم الدولي للإخوان، وهو أحد مؤسسي المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، وشغل منصب الأمين العام للمجلس. وأضاف: "اتخاذ قرار تجريد الزيات من جميع المناصب التي شغلها في المجلس، خطوة مهمة، ونقطة تحول بالنسبة إلى الدول الأوروبية، فيما يتعلق بالتعامل مع ملف جماعة الإخوان". لافتاً إلى أنّ الجماعة حرصت على تقديم نفسها زوراً، على أنّها جماعة معتدلة بعيدة عن العنف، على عكس القاعدة وتنظيم داعش. مؤكداً أنّ جماعة الإخوان المسلمين هيمنت على المجلس فيما مضى، وباتت تسيطر على كل مركز القوة فيه.

تقارير أمنية تحذر من خطورة الإخوان

الدكتور سامح مهدي، الباحث المصري في الفكر السياسي، قال إنّ ما جرى في ألمانيا يتسق مع التحركات الأوروبية الرامية إلى تقليم أظافر الإخوان، بعد أنّ حدثت إجراءات قوية من قبلُ في فرنسا والنمسا وبلجيكا وغيرها، ولفت إلى أنّ الجماعة باتت على منظار أجهزة الاستخبارات الألمانية بشكل مكثف، منذ صيف العام 2019، حيث أفادت تقارير حديثة صادرة عن وكالة المخابرات الداخلية الألمانية، أنّ جماعة الإخوان المسلمين تخضع للمراقبة في ألمانيا عن كثب؛ بسبب المخاطر التي قال التقرير إنّ الجماعات تشكلها على الديمقراطية في البلاد.

سامح مهدي: تقارير الاستخبارات الألمانية، أكدت أنّ جماعة الإخوان المسلمين لديها أجندة تتعارض جزئياً مع القيم الدستورية

 

وبحسب مهدي، كان تقرير المكتب الاتحادي لحماية الدستور (BfV)  قد قال إنّ الجماعات الإسلامية تعمل للسيطرة على جزء كبير من السكان، وقال التقرير إنّ جماعة الإخوان المسلمين، يمكن أن تتحول إلى ممثل لمصالح المسلمين في نظر الجمهور والدولة، وأنّ أيديولوجية الجماعة الدينية يمكن أن تنتشر بين المسلمين في شمال الراين - وستفاليا وألمانيا بشكل عام. وبحسب مهدي، فإنّه وفقاً للتقرير المذكور، فإنّ منظمة أجنبية ذات وجهة نظر إسلامية سياسية تكتسب مثل هذا التأثير، يمكن أن تُعرّض السلام الاجتماعي في البلاد للخطر.

ولفت مهدي إلى أنّ تقارير الاستخبارات الألمانية، أكدت أنّ جماعة الإخوان المسلمين لديها أجندة تتعارض جزئياً مع القيم الدستورية، كما أشارت التقارير إلى حملات التوعية العامة والتواصل، التي تقوم بها الوكالة كإجراء احترازي فعال؛ ضد محاولات الاختراق الاجتماعي من قبل جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية الأخرى.

سامح مهدي: ما جرى في ألمانيا يتسق مع التحركات الأوروبية الرامية إلى تقليم أظافر الإخوان

ويرى الباحث أنّ أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معها في ألمانيا، لديهم قدر جيد من التعليم، ويعملون في مناصب كبيرة، ولديهم علاقات جيدة في ألمانيا وعلى الصعيد الدولي، وهم يستخدمون التناقض بين جماعتهم، والجماعات الإسلامية العنيفة مثل تنظيم داعش؛ كوسيلة لتقديم أنفسهم كبديل غير إشكالي لمسؤولي الدولة، والمنظمات غير الحكومية.

وكان تقرير سابق لوكالة الاستخبارات الألمانية، قد قال إنّ جماعة الإخوان المسلمين، لها تأثير كبير على المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، كما أنّ الجماعة لا تتردد في التعاون مع الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية (DİTİB) ومقره كولونيا، كفرع مباشر لمديرية الشؤون الدينية الحكومية في تركيا، ويختص بتدريب الأئمة على العمل في المساجد الألمانية، ما يمنح أنقرة فرصة للتأثير على المهاجرين الدينيين في البلاد؛ حيث يهيمن الاتحاد على أكثر من 900 مسجد في ألمانيا، وتخضع نحو 10 في المائة من هذه المساجد فقط، لمراقبة أجهزة المخابرات عن كثب.

وعليه، وبحسب المعلومات المتداولة، فإنّ عملية إزاحة الإخوان من المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، تأتي استجابة لهذه المعلومات الخطيرة، وتقويضاً لنفوذ الجماعة المستفحل في الغرب، خصوصاً في ظل حركة الأموال التى يملكها التنظيم الدولي، والتي تتناقض بشكل فج مع القوانين في الغرب.

مواضيع ذات صلة:

ألمانيا.. مشروع قانون جديد لمحاصرة "تمويل الإخوان"

ما خطة ألمانيا للتعامل مع خطر الإخوان في البلاد؟.. سياسي ألماني يجيب

 

دلالات طرد الإخوان من مجلس مسلمي ألمانيا... من هو الزيات المجرد من مناصبه؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية