الكاميرون: انفصاليون يخطفون ويعذبون أكثر من 30 امرأة... لماذا؟

الكاميرون: انفصاليون يخطفون ويعذبون أكثر من (30) امرأة... لماذا؟

الكاميرون: انفصاليون يخطفون ويعذبون أكثر من 30 امرأة... لماذا؟


24/05/2023

اختطف متمردون انفصاليون في الكاميرون حوالي (30) امرأة، أثناء مشاركتهن في تظاهرة ضد الانتهاكات التي ارتكبوها في غرب البلاد، حيث يدور نزاع دامٍ منذ نحو (6) أعوام بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات الأمن.

وقالت شرطة مديرية ميزام في بيان الثلاثاء: إنّهن "تعرّضن لتعذيب شديد واختطفهن إرهابيون مسلحون" في قرية كدجوم كيكو في المنطقة الشمالية الغربية، حيث تقوم الجماعات الانفصالية المسلحة في كثير من الأحيان بخطف مدنيين للمطالبة بالحصول على فدية.

يدور نزاع دامٍ في البلاد منذ نحو (6) أعوام، بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات الأمن

وتستخدم السلطات كلمة "إرهابيين"، للإشارة إلى متمردين مسلحين يطالبون باستقلال المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية، حيث تسكن أقلية ناطقة باللغة الإنجليزية في الدولة الواقعة في أفريقيا الوسطى، ويتحدّث معظم سكانها اللغة الفرنسية.

وأكد كولونيل في الجيش لوكالة "فرانس برس" مساء الثلاثاء، طالباً عدم الكشف عن هويته، أنّ "حوالي (30) امرأة اختطفن على أيدي انفصاليين" صباح السبت، "ولم نعثر عليهن بعد".

وأفادت خدمة الاتصالات التابعة لوزارة إدارة الإقليم "فرانس برس" بأنّ السلطات "لا تملك أخباراً عن الرهائن".

الانفصاليون يجمعون مدفوعات شهرية من الأطفال والنساء والرجال ويفرضون ضرائب على الراغبين في الزواج، ويجبرون العائلات على دفع (1000) دولار لدفن ذويها

في اليوم السابق، نظم هؤلاء النساء المسنّات "مسيرة سلمية للاحتجاج على عمليات الابتزاز والأنشطة الإجرامية للإرهابيين"، بحسب ما أكدت شرطة ميزام.

وذكرت الحكومة أنّ النساء كنّ ينظمن احتجاجاً على ضرائب غير قانونية فرضها عليهن المقاتلون.

وقال سايمون إميل موه، المسؤول البارز في المنطقة: إنّ الانفصاليين يجمعون مدفوعات شهرية من الأطفال والنساء والرجال، ويفرضون ضرائب على الراغبين في الزواج، ويجبرون العائلات على دفع (1000) دولار لدفن ذويها.

وتشهد الكاميرون أعمال عنف منذ أن شنّ الانفصاليون الناطقون بالإنجليزية تمرداً في عام 2017، بهدف معلن يتمثل في الانفصال عن المنطقة التي تهيمن عليها الأغلبية الناطقة بالفرنسية وإقامة دولة مستقلة تتحدث الإنجليزية.

في الجنوب الغربي المعروف باسم الكاميرون الإنجليزي ترتع جماعات تسعى لفصله بحجة التهميش، وفي الشمال الشرقي المعروف باسم الكاميرون الفرنسي تتسلل إليه جماعات إرهابية

واتهمت الحكومة الانفصاليين بارتكاب فظائع ضد المدنيين الناطقين باللغة الإنجليزية. وأسفر الصراع عن مقتل أكثر من (6) آلاف شخص، وتشريد أكثر من (760) ألفاً آخرين، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية.

وتتوزع جماعات العنف على خريطة الكاميرون؛ ففي الجنوب الغربي المعروف باسم "الكاميرون الإنجليزي" ترتع جماعات تسعى لفصله بحجة التهميش، وفي الشمال الشرقي المعروف باسم "الكاميرون الفرنسي" تتسلل إليه جماعات إرهابية، مثل جماعة (بوكو حرام) من نيجيريا على حدودها الشمالية الغربية، وتنظيم (داعش) من تشاد على الحدود الشمالية الشرقية.

وتقدّر مجموعة الأزمات الدولية (ICG) وجود (10) مجموعات انفصالية تسيطر على مساحة كبيرة من الريف جنوب الكاميرون؛ أبرزها: مجلس الدفاع في أمبازونيا (ASC)، ومجلس أمبازونيا العسكري (AMC)، وقوات أمبازونيا العسكرية (AMF)، وقوات استعادة أمبازونيا (ARF).

ورغم اختلاف الإيديولوجيا، لكن يجمع الحركات الانفصالية والحركات الدينية الإرهابية الاشتراك في تجارة السلاح، واللعب على وتر الصراعات العرقية واللغوية.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية