الكاردينال ساكو لـ (حفريات): سُحب مني المرسوم الجمهوري لمناداتي بدولة ديمقراطية لا طائفية

الكاردينال ساكو لـ (حفريات): سُحب مني المرسوم الجمهوري لمناداتي بدولة ديمقراطية لا طائفية

الكاردينال ساكو لـ (حفريات): سُحب مني المرسوم الجمهوري لمناداتي بدولة ديمقراطية لا طائفية


07/08/2023

أجرى الحوار:  جبار الساعدي

تفاجأ رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، بسحب رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد مرسوماً جمهورياً يعترف به رئيساً أعلى للكنيسة في العراق. قرار الرئيس العراقي الشهر الماضي أحدث ضجة بين الأوساط المسيحية، وكذلك المدنية التي ترى في شخص الكاردينال أيقونة سلام معنوي في البلاد التي تعاني من العنف المستمر على صعيديه؛ المادي والرمزي.

يعتقد رئيس الكنيسة الكلدانية أنّ قرار الرئيس العراقي تقف خلفه دوافع سياسية، أبرزها مواجهته ريان الكلداني، القيادي المسيحي المنضوي في صفوف الحشد الشعبي، والمدعوم من قبل تكتل (الإطار التنسيقي) حلفاء الرئيس. ويرى ساكو أنّ القيادات المسيحية في مجلسي النواب والوزراء لا تمثل المسيحيين، إنّما تمثل مصالحها، مشيراً إلى سيطرة تلك القيادات عبر جناحها المسلح (بابليون) على البلدات المسيحية في مناطق سهل نينوى بعد تحريرها من تنظيم داعش قبل (6) أعوام.

(حفريات) التقت بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، الذي هاجر مؤخراً من بغداد إلى أربيل، في خطوة احتجاجية على سحب المرسوم الجمهوري منه، وتحدثنا معه في الشأن السياسي والاجتماعي والديني الخاص بالمكون المسيحي في العراق.

نص الحوار:

بعد مجيئك إلى أربيل قادماً من بغداد... هل تُعدّ إقامتكم في عاصمة إقليم كردستان رسالة احتجاجية على سلوكيات السلطة في المركز؟

ساكو: بكل تأكيد، وقد صرحت به عند قدومي إلى أربيل، ليس خوفاً أو هروباً، وإنّما هو تعبير عن رفضي لقرار سحب المرسوم الجمهوري من دون مسوغ قانوني. المرسوم أصدر قبل (10) أعوام، وهو مرسوم معنوي للاعتراف بي كرئيس أعلى للكنيسة الكلدانية، ومعمول به في الدول العربية التي فيها كنائس. القرار استهدفني شخصياً لأنّ الرئيس أبقى مراسيم رجال دين من كنائس أخرى أقلّ درجة منّي. وباعتقادي، هناك هدفان لسحب المرسوم:

 الهدف الأوّل: هو إسكاتي، لأنّي أدافع عن المواطنين المظلومين، وأنادي بدولة ديمقراطية لا طائفية، تقوم على المواطنة والعدالة والمساواة، ودولة قوية، ودولة قانون.

الكاردينال ساكو: الزواج الذي تعترف به الكنيسة هو الزواج بين رجل وامرأة واعيين، يقرّران بحرية تكوين عائلة، الكنيسة لا تعترف بزواج المثليين

الهدف الثاني: هو إتاحة المجال لميليشيات بابليون، التابعة للحشد الشعبي، للاستحواذ على مقدرات المسيحيين وأملاكهم.

رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد

لدى سحبه المرسوم الجمهوري بشأن تعيينك بطريركاً للكنيسة الكلدانية، هل اتصل الرئيس عبد اللطيف رشيد بك لتناول الأمر؟

ساكو: لا، أنا زرته مع الأسقف المعاون لي، ثم زرته مع معظم رؤساء كنائس بغداد، ولم يثر الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.

يقال إنّ رد السفارة البابوية في بغداد لم يكن لصالحك، لدى لقائهم رئيس الجمهورية... ما موقف الفاتيكان إزاء الأزمة الأخيرة؟

ساكو: هذا غير صحيح، نائب السفير استدعاه الرئيس وطلب منه ما هو رأي الفاتيكان، فأجابه أنّي أطلعتهم على كل شيء، ولكن لم أستلم ردّهم. فالخبر الذي نشره المكتب الإعلامي للرئيس حرّف الكلام، وقال: إنّ الفاتيكان لا ملاحظات له حول القرار. اتصلتُ بالخارجية الفاتيكانية وشرحتُ الموضوع، وأرسلوا بوساطة السفارة بيان استنكار... أنت تعرف الفاتيكان له خبرة طويلة في هذه الأمور، ويراقب عن كثب قبل أن يتدخل.

لاحظ الكثير أنّكم صعّدتم إعلامياً ضد القيادي المسيحي ريان الكلداني، هل يحاول الأخير أن يهيمن على القرار والمقدرات المسيحية في العراق؟

ساكو: هذا واضح جداً، قبل بضعة أيام اختارت كنائس كركوك أحد المسيحيين ليخلف المعاون المسيحي للمعاون المتقاعد، فخابر ريان الكلداني محافظ كركوك، طالباً منه بعصبية إلغاء تعيين هذا الشخص المرشح من قبل كافة كنائس كركوك، هو ليس كلدانياً، وطلب منه تعيين مرشح بابليون، فرفض المحافظ، إنّه يتصرف كأنّه الحاكم.

مرّ أكثر من (6) أعوام على تحرير محافظة نينوى من تنظيم داعش الإرهابي... ما واقع المسيحيين في المحافظة التي شهدت تهجيرهم في الوقت ذاك؟

ساكو: عائلات مسيحية قليلة جداً رجعت إلى مركز محافظة نينوى، مدينة الموصل، أمّا في بلدات سهل نينوى، فقد رجع 60% من المسيحيين الذي هاجروا من المدينة أو هُجّروا منها؛ بسبب الأحداث الأمنية التي حصلت، وفيما يتعلق بشأن وضعهم الحالي، فهو وضع قلق جداً، بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة على تلك البلدات.

عائلات مسيحية قليلة جداً رجعت إلى مركز محافظة نينوى، مدينة الموصل

هل تقف الكنيسة الكلدانية مع فريق سياسي مسيحي معيّن؟ وما تقييمكم للنواب والوزراء المسيحيين في الحكومة الحالية؟

ساكو: نحن بوصفنا كنيسة كلدانية، لا نقف مع أيّ فريق سياسي مسيحي معيّن، خصوصاً مع نواب كتائب بابليون الذين هم أنفسهم يصرحون بأنّهم فازوا بأصوات المحافظتين الدينيتين، النجف وكربلاء. ووزير الهجرة الحالية في حكومة محمد شياع السوداني يمثل تكتل بابليون. نحن لا نقف مع الأحزاب، لأنّ الأحزاب تخدم مصالحها، وليس مصالح الوطن والمواطنين.

كيف تُعبّرون بوصفكم ممثلين لمؤسسة دينية مسيحية عن قضايا التحولات الأخيرة المتعلقة بتغيير نوع الجنس والمثلية وما شابه؟ 

ساكو: هناك أخطاء في الطبيعة البشرية... يولد الشخص ذكراً أو أنثى، أحياناً يولد الإنسان مُعاقاً برجل واحدة، أو رأسين أو منغولياً، فلا ذنب له في هذا الخطأ الطبيعي الذي لا يعالج. الخطأ هو في ممارسة الجنس بين المثليين. الكنيسة لا تعترف إلا بزواج ذكر وأنثى... الكنيسة كما تهتم بالمعاقين وترعاهم، تطلب في حالة المثليين أن تهتم العائلة باحتضان الأولاد المثليين، وليس طردهم أو تجريمهم بأمر لا دخل لهم به. أكرر الزواج الذي تعترف به الكنيسة هو الزواج بين رجل وامرأة واعيين، يقرّران بحرّية تكوين عائلة...، الكنيسة لا تعترف بزواج المثليين، من يعترف بذلك هي الدول العلمانية التي لا دين لها.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية