العمل الخيري كسلاح ناعم.. كيف استخدم الإخوان بريطانيا لدعم حماس؟

العمل الخيري كسلاح ناعم.. كيف استخدم الإخوان بريطانيا لدعم حماس؟

العمل الخيري كسلاح ناعم.. كيف استخدم الإخوان بريطانيا لدعم حماس؟


26/05/2025

كشف تحقيق عبري عن شبكة مالية معقدة تمتد من قلب العاصمة البريطانية إلى قطاع غزة، تعتمد فيها حماس على واجهات إنسانية ومؤسسات محسوبة على تنظيم الإخوان، لجمع وتبييض الأموال التي تدعم عملياتها.

وقد أكد التحقيق، الذي بثته القناة 12 العبرية، أنّ بريطانيا باتت واحدة من أكثر الدول الغربية دعمًا للتنظيم ماليًا، إلى درجة أنها تُوصَف داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنها "العاصمة المالية لحماس في الغرب"، لكنه أثار تساؤلات بشأن توقيته وخاصة بعد قرارات لندن الأخيرة ضد الدولة العبرية.

ووفق التحقيق فقد تمكّنت تلك الشبكة عبر عقود من التغلغل داخل المجتمع المدني تحت مؤسسات وهيئات تنشط تحت عناوين العمل الخيري والإنساني.

ويربط التحقيق، الذي نقله موقع "العين الإخبارية"، بين هذه الشبكة وقيادات بارزة في جماعة الإخوان، مذكّرًا بأن التحالف التاريخي بين الطرفين وجد في مساحة الحرية والثغرات القانونية والسياسية في البيئة البريطانية تربة خصبة للتمدد والعمل بحرية، سمحت للحركة بترسيخ نفوذها داخل الساحة البريطانية.

ووفقًا لتحقيق القناة 12، فإن النشاط الميداني في الشارع ليس إلا واجهة لبنية مؤسسية عميقة تعمل منذ عقود في قلب المجتمع البريطاني، وتستغل مناخ الحريات والسياسات المتساهلة نسبيًا تجاه بعض الجمعيات الإسلامية.

أكثر من 25% من التمويل غير الحكومي لحماس يأتي من داخل بريطانيا عبر شبكة من الجمعيات والصناديق والأنشطة التي تجمع الأموال تحت مظلة العمل الخيري

وتُشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن أكثر من 25% من التمويل غير الحكومي لحماس يأتي من داخل بريطانيا، عبر شبكة من الجمعيات والصناديق والأنشطة التي تجمع الأموال تحت مظلة "العمل الخيري"، قبل أن تُحوّل لاحقًا إلى التنظيم في غزة والضفة الغربية.

ويُعتبر فرع حماس امتدادًا مباشرًا للإخوان، سواء من حيث الأيديولوجيا أو البنية التنظيمية، حيث استفادت الحركة من الحضور الإخواني القوي في المساجد والجمعيات التعليمية والدعوية البريطانية، ما وفّر لها غطاءً سياسيًا ومجتمعيًا متينًا.

وقد أنشأ القيادي الإخواني الراحل يوسف القرضاوي في عام 2001 "تحالف الخير" في لندن، والذي ضمّ عشرات الجمعيات الإسلامية، من بينها منظمات تابعة أو قريبة من "حماس".

ووفق التحقيق الإسرائيلي، فإن هذا التحالف جمع مئات الملايين من الدولارات، معظمها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، قبل أن يتم حظره لاحقًا، إلا أن الصناديق التي كانت تعمل تحت مظلته واصلت أنشطتها وتوسّعت.

ورغم صدور قرارات بتصنيف حماس كمنظمة إرهابية كاملة في المملكة المتحدة في تشرين الثاني / نوفمبر 2021، إلا أن التطبيق العملي للقوانين لا يزال يواجه صعوبات في إثبات الصلات المباشرة بين بعض الجمعيات وعمليات التمويل العابر للحدود.

ويكمن جزء من الأزمة في تعقيدات العمل الإنساني والقانون الدولي، حيث تُستخدم القنوات الأممية كجسر غير مباشر بين الغرب والتنظيمات الناشطة في غزة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية