العمادي يفشل في التوصل للاتفاق مع حماس... لماذا؟

العمادي يفشل في التوصل للاتفاق مع حماس... لماذا؟


27/08/2020

فشل الدبلوماسي القطري محمد العمادي أمس في التوصل لاتفاق مع حماس بشأن رفع الحصار، في وقت بدا فيه الموقف الحمساوي أكثر تصلّباً، منبئاً بمزيد من التصعيد بوجه الاحتلال الإسرئيلي.

وأكدت مصادر فلسطينية، نقلت عنها وكالة "سما" الإخبارية، أنه على رغم قيام العمادي بإيداع الدفعة الأخيرة من المنحة القطرية في بنك البريد في غزة، إلّا أنّ حركة حماس  حَمّلته رسائل شديدة اللهجة للاحتلال، وذلك في ظلّ تفشّي فيروس كورونا في غزة، واشتداد حاجة القطاع إلى تحسين الواقع الإنساني والاقتصادي والصحّي، محذّرة من أنّ الأيام المقبلة ستكون ساخنة وسط الضغط الذي تُسبّبه الجائحة، وأنّ المقاومة ستنقل الأزمة إلى داخل الكيان، إن لم يتمّ تنفيذ مطالبها.

 

حماس طالبت العمادي بتوفير المستلزمات الصحية المتمثلة في أجهزة فحص كورونا والمسحات الخاصة بها وأجهزة التنفس بشكل عاجل

وهي مطالب أضيف إليها توفير المستلزمات الصحية المتمثلة في أجهزة فحص كورونا  والمسحات الخاصة بها وأجهزة التنفس بشكل عاجل، علماً بأنه لا يوجد في القطاع سوى 120 جهاز تنفس، وهو عدد لا يكفي للتعامل مع تفشّي الفيروس في بقعة تكتظّ بأكثر من مليونَي شخص، في مساحة لا تزيد على 365 كيلومتراً مربعاً.

وجاءت رسائل حماس تلك متطابقة مع تصريحات سابقة لقائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، توعّد فيها الاحتلال بأنّ المقاومة ستأخذ منه ما يَلزم القطاع - في حال تفشّي كورونا - (بالقوة)، مهدّداً بـ"قطع النَفَس عن 6 ملايين صهيوني"، في حال بات مصابو "كورونا" في غزة عاجزين عن التنفّس.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس وفاة مواطن وإصابة 16 آخرين بكورونا، فيما تستمرّ الأجهزة الأمنية في فرض حظر شامل إلى حين تحديد الخريطة الوبائية للفيروس.

وتزامناً مع اللقاءات التي عقدها قائد حماس في غزة ومسؤول عسكري كبير في الحركة (لم يتمّ الإفصاح عن اسمه) مع المندوب القطري، تواصلت عمليات إطلاق البالونات الحارقة والمتفجّرة من القطاع باتجاه المستوطنات بشكل مكثف، في حين نقلت مصادر فلسطينية أنّ وحدات البالونات المتفجّرة وصلها قرار بتكثيف عمليات إطلاق البالونات بأنواعها كافة، وإبقاء الضغط على الاحتلال قائماً.

تواصلت عمليات إطلاق البالونات الحارقة والمتفجّرة من القطاع باتجاه مستوطنات إسرائيلية، وقرار حمساوي بتكثيف إطلاق البالونات

في المقابل، رأت الدوائر السياسية والأمنية في الكيان العبري أن ردّ الفعل الفلسطيني على انتشار كورونا في غزة سيكون مغايراً للتوقعات؛ إذ ستعمد حركة حماس إلى تصعيد الضغوط على الاحتلال، حتى لو أدّى ذلك إلى الدخول في مواجهة عسكرية، بحسب الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ليؤور ليفي، الذي نبّه إلى أنّ التفاهمات لن تعود ذات أهمية في حال فقدان السيطرة على الفيروس في منطقة مكتظّة مثل غزة، وما تزال المنظومة الصحّية فيها من مستوى ما هو قائم في دول العالم الثالث.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية