العقيدة الإسرائيلية في غزة.. الانتقام والتدمير أولاً

العقيدة الإسرائيلية في غزة.. الانتقام والتدمير أولاً

العقيدة الإسرائيلية في غزة.. الانتقام والتدمير أولاً


12/11/2023

شيماء بهلول

بعد أيام قليلة من هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحدث مسؤول عسكري إسرائيلي كبير عن الرد العسكري لبلاده.

وفي تحليل بـ "واشنطن بوست" الأمريكية، أشار الكاتب إيشان ثارور ، إلى أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، شددوا مراراً وتكراراً على الخطوات التي يتخذونها، لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين ويزعمون أنهم يضربون أهدافاً عسكرية  فقط.

عقيدة قديمة

وذكر الكاتب أنه في الأيام الأخيرة، اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، حماس بنشر أصولها "بشكل ساخر" في المناطق المدنية، وبالقرب من البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات، ولكن عندما تحدث في بداية الرد على الهجوم، كشف أن "التأكيد على انتقام الجيش الإسرائيلي، كان على الضرر وليس على الدقة".

وأوضح وجود كم كبير من التعليقات علىاستراتيجية إسرائيل ومسارها النهائي، في سعيها إلى إلغاء التهديد طويل الأمد الذي تشكله حماس في غزة.

وقال: "لكن يلوح في الأفق وراء ذلك، وهو ما يتضمنه تأكيد هاغاري أهمية الضرر أكثر من الدقة ،عقيدة عسكرية إسرائيلية قديمة العه،د يبدو أنها تلعب دوراً الآن". وأضاف "تبلور ما يسمى عقيدة الضاحية في أعقاب حرب 2006 المؤلمة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله في لبنان". وتشير الضاحية إلى ضواحي بيروت الجنوبية حيث يحتفظ  حزب الله بمعاقل التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية بعد بداية الأعمال العدائية، عندما اختطفت جنديين إسرائيليين.

ولفت الكاتب إلى أن الهجوم فاجأ حزب الله، الذي لم تتوقع قيادته العليا أن ترى مقراتها تتحول إلى أنقاض، ولم تخطط لمثل هذا القصف المتواصل.

خطة إسرائيلية

وأشار تحليل الصحيفة إلى أن العقيدة التي انبثقت عن الصراع، كانت الأكثر شهرة التي عبر عنها قائد الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، لصحيفة إسرائيلية في 2008: "سنستخدم قوة غير متناسبة ضد كل قرية تطلق النار منها على إسرائيل، وسنتسبب في أضرار ودمار هائلين. من وجهة نظرنا، هذه قواعد عسكرية. هذا ليس اقتراحاً، هذه خطة موافق عليها بالفعل".

وفي الوقت نفسه تقريباً، كتب العقيد الإسرائيلي السابق غابرييل سيبوني، تقريراً تحت رعاية معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قال فيه، إن "الرد الضروري على الاستفزازات المسلحة من لبنان، أو سوريا، أو غزة، كان عبارة عن ضربات غير متناسبة تهدف فقط إلى ضرب أهداف ثانوية. قدرة العدو على إطلاق الصواريخ أو غيرها من الهجمات، بل يجب أن يكون الهدف إلحاق أضرار دائمة، بغض النظر عن العواقب المدنية، للردع في المستقبل".

وأضاف "مع اندلاع الأعمال العدائية، سيحتاج جيش الدفاع الإسرائيلي إلى التصرف فوراً، وبشكل حاسم، وبقوة لا تتناسب مع تصرفات العدو والتهديد الذي يشكله"، وبيَن أن "مثل هذا الرد يهدف إلى إلحاق الضرر، وإنزال العقوبة إلى حد يتطلب عمليات إعادة إعمار طويلة، ومكلفة".

هجوم غير متناسب

ووفق الكاتب، بدا أن هذا المبدأ كان مطبقاً  بين حماس في غزة وإسرائيل في نهاية 2008 وبداية  2009

وحدد تقرير لجنة الأمم المتحدة عن هذا الصراع، الذي شهد مقتل أكثر من 1400 فلسطيني وإسرائيلي، أن الحملة الإسرائيلية كانت "هجوماً غير متناسب متعمداً لمعاقبة وإذلال وإرهاب السكان المدنيين، وتقليل قدرتهم الاقتصادية المحلية بشكل جذري على العمل وإعالة أنفسهم، وإرغامهم على شعور متزايد بالتبعية والضعف".

وأفاد المراسلون العسكريون الإسرائيليون والمحللون الأمنيون، مراراً وتكراراً بأن عقيدة الضاحية كانت استراتيجية إسرائيل طوال الحرب في غزة ،في الصيف الماضي.

ولاحظ الباحث الفلسطيني الأمريكي رشيد الخالدي هذه العقيدة في خريف 2014، بعد حملة إسرائيلية أخرى خلفت أكثر من 1460 قتيلًا مدنياً، بينهم 500 طفل، وقال: "دعونا نكون صريحين، هذا في الواقع ليس عقيدة استراتيجية بقدر ما هو مخطط واضح للعقاب الجماعي، وجرائم حرب محتملة."

وأضاف "ليس مستغرباً أن نجد القليل من الإشارة إلى مبدأ الضاحية سواء في تصريحات السياسيين الأمريكيين، أو في تقارير الحرب من معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، التي ركزت على وصف تصرفات إسرائيل بدفاع عن النفس".

إجماع متشدد

وفي البيئة الحالية، دافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بالفعل المشرعون والمعلقون في جميع أنحاء الغرب.

ويبدو أن هناك إجماعاً متشدداً في إسرائيل، على أن على جيشها أن يفعل كل ما يلزم لتحييد حماس، ولتحقيق هذه الغاية، دعا عدد من السياسيين الإسرائيليين إلى تدمير غزة، بشكل كامل، وإخلاء القطاع من سكانه، وإعادة احتلاله من إسرائيل.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية