السودان على شفا "كارثة إنسانية"... وهذه هي الأسباب

السودان على شفا "كارثة إنسانية"... وهذه هي الأسباب

السودان على شفا "كارثة إنسانية"... وهذه هي الأسباب


27/09/2022

مشهد مروع لآلاف الجثامين المغطاة وغير المغطاة ووجوه بالكاد تحتفظ بملامحها وأخرى غطاها العفن، وأرواح معلقة تنتظر الدفن في مشرحة مستشفيات السودان، ممّا يُنذر بـ"كارثة إنسانية" وانتشار وباء الطاعون في الخرطوم، وفقاً للمجلس الاستشاري للطب الشرعي في السودان.

وأكَّد عقيل سوار الذهب رئيس المجلس عدم التراجع عن تشريح ودفن الجثامين مجهولة الهوية بمشارح العاصمة الخرطوم، بحسب ما نقلت عنه "السودان اليوم".

 عراقيل وعقبات

من بين العقبات التي أشار إليه سوار الذهب رفض (17) هيئة ومنظمة وحركة، في مقدمتها تجمع أسر المفقودين ومبادرة مفقود ولجنة أطباء السودان المركزية ومحامو الطوارئ ومنظمة أسر الشهداء، دفن الجثامين دون اتباع "البروتوكولات الدولية" وجلب فريق دولي متخصص، نظراً لعدم "ثقتهم في الطب الشرعي، ولا سيّما بعد تورطها في إعطاء معلومات كاذبة لأسر شهيدين وتزوير تقارير التشريح لآخرين".

وحمّل "سوار الذهب" القرار الصادر من هيئة الطب الشرعي بالصحة الاتحادية بتوجيه من لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص- لجنة المفقودين- بعدم دفن الجثامين، مسؤولية تكدسها في المشارح بالعاصمة وتفاقم أعدادها من (300) إلى (3) آلاف جثمان.

مشهد مروع لآلاف الجثامين ووجوه بالكاد تحتفظ بملامحها وأخرى غطاها العفن في السودان، ممّا يُنذر بـ"كارثة إنسانية"وانتشار وباء الطاعون

وقال استشاري طب الأسنان الشرعي خالد محمد خالد: إنّ عملية ترشيح ودفن الجثامين المقرر البدء في تنفيذها 25 أيلول (سبتمبر) الماضي تم تأجيلها لمزيد من التشاور مع أسر المفقودين لفترة محددة.

ونظمت مبادرة مفقود بالتعاون مع تجمع أسر المفقودين وقفة احتجاجية أمام النيابة العامة، أول من أمس، رفضاً لقرار النائب العام المكلف بدفن الجثامين مجهولة الهوية.

وشدّدت ممثل أسر المفقودين سمية بن عوف، سابقاً، على إصرار اسر المفقودين على عدم الدفن بواساطة اللجنة المكلفة لعدم ثقتهم في مؤسسة الطب الشرعي، مطالبين باستجلاب فريق خبراء أجنبي محايد.

من بين العقبات التي أشار إليها سوار الذهب، رفض (17) هيئة ومنظمة وحركة، في مقدمتها تجمع أسر المفقودين دفن الجثامين

ووصف خالد اتهام مؤسسة الطب الشرعي ككل بعدم المصداقية بأنّه "غير منطقي وغير مقبول"، غير أنّه لم ينكر "وجود أطباء فاسدين تسبووا في إعطاء معلومات مضللة عن بعض الشهداء والمفقودين"، مستطرداً: "لكن هناك أطباء ساهموا في اكتشاف والعثور على جثامين العديد من المفقودين، وتابع: بقاء الجثامين في المشارح أكثر من ذلك طمس للحقيقة بصورة أكبر".

وتخوف استشاري الطب الشرعي والسموم دكتور محجوب بابكر من تفشي مرض الطاعون في المناطق القريبة من المشارح، وقال: إنّ مشرحة بشائر المأهولة بفأر (الجقر) جراء تكدس الجثث لأعوام تبعد "100" متر فقط من غرف العمليات و"250" متراً من مركز خاص بغسيل الكُلى.

ولفت إلى أنّه بات من المستحيل إيجاد (23) مفقوداً ضمن الـ (3) آلاف جثة بالمشارح، وقال مدير مشرحة أمبدة محمد أحمد الشيخ: إنّ المشرحة التي تم افتتاحها في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي استقبلت خلال (3) أيام فقط (10) جثامين مجهولة الهوية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية