
توسع الإخوان المسلمون في السودان، وفلول النظام السابق، في حملاتهم الإعلامية ضد ثورة كانون الأول (ديسمبر) 2018 التي أطاحت بنظام عمر البشير، وقد انتظمت بعض الصفحات السودانية في وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً بحملات تسخر من الثورة، وتزعم أنّها تسببت بالحرب الحالية الدائرة في البلاد.
وبحسب صحيفة (التغيير)، فإنّ الحملات تظهر بشكل منشورات شبه منظمة، يغلب على كاتبها صفة مجهول الهوية، تتغنى بأيام نظام الحركة الإسلامية البائد، وتتحسر على انفراط عقد الأمن والطمأنينة.
صفحات سودانية انتظمت في وسائل التواصل الاجتماعي بحملات تسخر من الثورة، وتزعم أنّها تسببت بالحرب الحالية.
ويخاطب بعض هؤلاء عاطفة البسطاء عبر وسائط التواصل، لا سيّما إبّان الحرب الحالية، بعقد مقارنات مزعومة بين الوضع الحالي وعهد نظام المؤتمر الوطني المحلول.
ويلاحظ أنّ بعض الحسابات التي تكتب هذه المنشورات متفرغة تماماً للرد على المتداخلين، ومتابعة التعليقات، لمزيد من التفاعل وضمان وصول المنشورات إلى أكبر عدد ممكن.
والمستهدفون بهذه الحملات هم السياسيون، لا سيّما من ينتمون لقوى إعلان الحرية والتغيير (قحت)، أو تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، إضافة إلى الثوار ولجان المقاومة وقوى الثورة بشكل مباشر ومتكرر.
وتصل حدود بعض المنشورات أحياناً إلى الإساءات الشخصية لقوى الثورة، والتنمّر على أشكالهم وحيواتهم الشخصية، والتشكيك في وطنيتهم واتهامهم بالعمالة.
وأحياناً تميل أهداف هذه الحملات المنظمة إلى تقويض الحكم المدني الديمقراطي، وتمجيد الحكم العسكري، وتشكيل رأي عام ضد المدنيين والسياسيين والثوار.
ويتجنب هؤلاء تحميل النظام السابق وزر ما وصل إليه حال البلاد، مع التركيز على الربط بين قوى الثورة وقوات الدعم السريع، بالادعاء أنّ الأولى تمثل الجناح السياسي للأخيرة.
ويردد معظم الناشرين مواضيع متشابهة ومتطابقة قد اتفقوا عليها على الصفحات الاجتماعية والخدمية والرياضية على منصة (فيسبوك)، تركز على تحميل الثورة والسياسيين السبب في الحرب.
هذا، ووصف الناطق الرسمي باسم تنسيقية (تقدم) بكري الجاك الحملة الإعلامية بأنّها منظمة، وأنّها اتخذت عدة أشكال، واتبعت عدة تكتيكات.
وأضاف: "إنّ الهدف الاستراتيجي لتحالف المال والسلطة من بقايا نظام البشير والإخوان المسلمين، وبعض حلفائهم الجدد، هو تصفية ثورة كانون الأول (ديسمبر)، ومحوها من ذاكرة الشعب، حتى لا تكون هنالك مرجعية لإعادة البناء، ولا يكون هناك من يُلام على كل ما جرى، وأن يصبح للجميع الحق في ادعاء التمثيل وفي الحديث باسم الشعب، بما في ذلك من قامت الثورة ضدهم، ومن فعلوا كل شيء لهزيمتها وإفشال حكومتها، وذلك بالتآمر والانقلاب، وأخيراً بإعلان الحرب ورفض إيقافها".