السلطات التركية تطيح بتطمينات القرة داغي وتقوم بتوقيف قيادي إخواني

السلطات التركية تطيح بتطمينات القرة داغي وتقوم بتوقيف قيادي إخواني

السلطات التركية تطيح بتطمينات القرة داغي وتقوم بتوقيف قيادي إخواني


17/08/2023

في أعقاب اللقاء الذي تمّ بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعث علي القرة داغي أمين عام الاتحاد بتطمينات للإخوان المقيمين في تركيا، وقال: إنّ الرئيس التركي خصص خطاً مباشراً للوفد من أجل التواصل مع الرئاسة التركية، في حال وقوع أيّ تجاوزات تطال المهاجرين، وإنّه طلب من وزير داخليته اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع تجاوزات غير مرغوب فيها بحقهم.

وبحسب تقارير، ساد ارتياحٌ بين عناصر الإخوان في تركيا بعد تطمينات القرة داغي، وبحسب تقارير صحفية "عبّر العديد من عناصر التنظيم المقيمين في تركيا، لا سيّما من المصريين، عن ارتياحهم لما تمخض عنه اللقاء، بعدما عاشوا حالة من القلق الشديد، عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا".

توقيف قيادي إخواني

يبدو أنّ التطمينات الدبلوماسية لم تخرج إلى حيز التنفيذ، فقد واصلت السلطات التركية رقابتها الصارمة على التحركات الإخوانية داخل أراضيها، وهو ما تعكسه واقعة احتجاز قيادي إخواني مغربي، في مطار أنطاليا يوم 14 آب (أغسطس) الجاري.

جماعة العدل والإحسان المغربية، الذراع الدعوية للإخوان المسلمين، قالت: إنّ السلطات التركية، بمطار أنطاليا، قامت بتوقيف محمد أتيتيش، وهو طبيب متخصص في طب العيون، رفقة زوجته ووالدته وابنه الرضيع، "من دون سبب، وبدون توجيه أيّ تهمة لهم (بحسب الجماعة)؛ ليتم احتجازهم جميعاً.

ونددت الذراع الإخوانية بممارسات السلطات التركية، وقالت: إنّ عملية الاحتجاز تمّت "في ظروف غير إنسانية، وبدون مراعاة الوضعية الصحية للوالدة".

 السلطات التركية، بمطار أنطاليا، قامت بتوقيف محمد أتيتيش

جماعة العدل والإحسان قالت: إنّ محمد أتيتيش سبق له زيارة تركيا أكثر من مرة، ولم يسبق له أن كان عرضة للمتابعة أو التوقيف، سواء في المغرب أو في أيّ دولة أخرى. ولفتت الجماعة إلى أنّ ذلك يطرح أكثر من علامة استفهام حول دوافع وخلفيات هذا الإجراء، الذي اعتبرته يمثل خرقاً لحق أتيتيش في التنقل، وحقه في معرفة سبب احتجازه، ومن ثمّ مساءلة الدولة التركية حول مدى وفائها بالتزاماتها الدولية.

يبدو أنّ التطمينات الدبلوماسية لم تخرج إلى حيز التنفيذ، فقد واصلت السلطات التركية رقابتها الصارمة على التحركات الإخوانية داخل أراضيها.

محمد أتيتيش، وفق الموقع الرسمي للجماعة، صرّح بأنّه عضو في جماعة العدل والإحسان المغربية، وأنّ الجماعة قانونية وسلمية، وعبّر عن استغرابه من إقدام السلطات التركية على هذا الاحتجاز، وتساءل عن مدى توافق هذه السلوكات، التي وصفها بـ "غير القانونية وغير الحقوقية، مع ما يروّج حول احترام تركيا لحقوق الإنسان".

بدورها، نددت جمعية الفضاء المغربي لحقوق الإنسان، الذراع الحقوقية للإخوان في المغرب، باحتجاز أتيتيش، وطالبت بالإفراج الفوري عن القيادي الإخواني وعائلته، ودعت إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة؛ لتجنب تكرار هذه الممارسات في المستقبل"، ووصفت ما حدث بأنّه غير مفهوم، لافتة إلى تسجيل سوابق لذلك.

الجمعية طالبت، في بيان رسمي، بتقديم تعويض لأتيتيش وعائلته عن الأضرار التي تكبدوها، جراء هذا الاحتجاز.

بدورها، لم تقدّم السلطات التركية أيّ تفسيرات حول عملية التوقيف التي جرت بحق الطبيب الإخواني أتيتيش، الذي يُعتبر من أصهار الشيخ الراحل عبد السلام ياسين، المرشد العام ومؤسس جماعة العدل والإحسان.

(حفريات) تواصلت مع الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المختص بالعلوم السياسية، الذي قال: إنّ تطمينات أردوغان لوفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لن تغادر حيز الإجراءات الشكلية، من حيث ضبط استخدام القوة، وعدم ممارسة العنف، لكنّ قطار الإخوان، بحسب القصاص، غادر بالفعل محطة الملجأ الآمن في تركيا.

وتوقع الباحث المصري أن تتكرر مثل هذه الحوادث مستقبلاً، ذلك أنّ سلطات إنفاذ القانون التركية رفعت غطاء الحماية عن الإخوان، وباتت كل تحركات التنظيم في الداخل وعبر المنافذ تحت رقابة صارمة. واستطرد: "أردوغان لن يضحي أو يغامر بما تمّ التوصل إليه من تفاهمات مع مصر ودول الخليج، وهو ما أصبحت مؤسسات الجماعة الرسمية تدركه جيداً". وتجلى ذلك، بحسب القصاص، في التصعيد الذي قامت به جماعة العدل والإحسان المغربية، بالتزامن مع حادثة توقيف صهر عبد السلام ياسين في مطار أنطاليا.

الباحث عبد السلام القصاص: تطمينات أردوغان لوفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لن تغادر حيز الإجراءات الشكلية

القصاص قال: إنّ الإخوان أصبحوا خارج معادلة التوافق الإقليمي، ولفت إلى أنّ الجماعة أصبحت عبئاً على صناع القرار في أنقرة، وبات خروج التنظيم من تركيا مسألة وقت، في ظل التفاهمات الإقليمية، ورغبة الأطراف في تحقيق معادلة "صفر مشكلات".

تصعيد إخواني

بدوره، شنّ محمد حمداوي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية لجماعة "العدل والإحسان" هجوماً حاداً على السلطات التركية، وقال: إنّ عضو الجماعة محمد أتيتيش "ما يزال محتجزاً في مطار أنطاليا بتركيا بدون أيّ مبرر أو اتهام، مع زوجته وأمه المسنة وطفله الرضيع".

نددت جمعية الفضاء المغربي لحقوق الإنسان، الذراع الحقوقية للإخوان في المغرب، باحتجاز أتيتيش، وطالبت بالإفراج الفوري عن القيادي الإخواني وعائلته.

وأضاف حمداوي في تصريحات لموقع الجماعة أنّ "أتيتيش يوجد على هذا الوضع دون أيّ اتصال أو تواصل من طرف السفارة المغربية بتركيا، ممّا يؤكد أنّ المواطنة درجات، ولا تعني صيانة حقوق المغاربة وكرامتهم"، بحسب تعبيره.

وتابع: "عرضنا أن يرجع على نفقته في أقرب رحلة، فرفضوا وقالوا يبقى في هذه الوضعية غير الإنسانية إلى يوم الجمعة". مضيفاً: "أين الأخوة الإسلامية في هذا التعامل؟ بل أين الحسّ الآدمي في هذا التعامل؟ وأين التغني بالديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام المواثيق الدولية؟".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية