السجال يتجدد.. هل تسيطر إيران على وكلائها؟

السجال يتجدد.. هل تسيطر إيران على وكلائها؟

السجال يتجدد.. هل تسيطر إيران على وكلائها؟


09/01/2024

زياد الأشقر

قلب الأسبوع الأول الدراماتيكي من عام 2024 كفة الميزان، لمصلحة أولئك الذين يقولون إن نظام الضربات المقنن للطائرات من دون طيار والاغتيالات والهجمات البحرية، سيتحول في مرحلة ما، إلى حرب كبرى في أنحاء الشرق الأوسط.

لكن احتمال اندلاع حريق إقليمي، بحسب ما يرى المحرر السياسي لصحيفة غارديان البريطانية باتريك ونتور، يعتمد على النيات غير الواضحة لإيران ودرجة السيطرة التي تمارسها على المجموعات العديدة المرتبطة بها أو يقال إنها مستقلة، والتي رعت قيامها على مدى العقد الماضي في خمس دول ذات سيادة.

ووسط متغيرات كثيرة، فإن ما يبدو حرباً طويلة في غزة، يزيد من مخاطر سوء الحسابات، ووقوع حادث يفقد الكثير من اللاعبين الصبر، وتالياً إشعال الحريق.

ومن الصعوبة بمكان الاستمرار في وصف مستوى العنف حول القواعد الأمريكية في العراق، وعلى الحدود اللبنانية أو في البحر الأحمر، بأنه ذو كثافة منخفضة.

إيران في قلب ما يحدث

ولفت وينتور إلى أن إيران، التي يقودها آية الله علي خامنئي والحرس الثوري، هي في قلب كل ما يحدث في الشرق الأوسط، ومن جهة ثانية إلى جانب كل ما يحدث فيه.

وتعوض إيران افتقارها إلى النفوذ الدبلوماسي الإقليمي، من خلال "محور المقاومة" الذي يمثل الإرث الدائم لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، الذي قُتل بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2020. والدماء التي أسيلت في أنحاء الشرق الأوسط خلال وجود سليماني على قيد الحياة، استمرت حتى بعد وفاته – وهذا الأسبوع أعلن تنظيم داعش مسؤوليته، عن الهجوم المميت الذي وقع الأربعاء على حشد في جنوب إيران اجتمع لإحياء الذكرى الرابعة لاغتياله.
كان سليماني مهندس جهود طهران الاستراتيجية، التي أمدت من خلالها إيران ودربت وأحياناً وجهت ميليشيات تعمل من داخل الحكومات ومن خارجها في لبنان والعراق وسوريا وأخيراً في اليمن.

استقلالية هذه المجموعات

لكن درجة الاستقلالية التي تتمتع بها هذه المجموعات، هي محور جدل في أوساط الأكاديميين ومراكز الأبحاث.

البعض، بمن فيهم الكثير من السياسيين في الولايات المتحدة وإسرائيل، يرى أن هذه المجموعات هي مجرد ملحقات ودمى في أيدي إيران. وعلى هذه القاعدة، فإن إيران هي التي تبعث بأوامر إلى وكلائها للتصعيد أو لتخفيف الضغط.

آخرون يقولون إن هذا ينكر التاريخ والفاعلية والأسباب الموضوعية التي أوجدت هذه المجموعات، بما في ذلك التشارك في الدين والمعارضة للحضور الأمريكي. ويجادلون بأن هذه العلاقة، تقوم على التكافل أكثر منها على السيطرة. فهم ليسوا دمى أكثر مما هي إسرائيل دمية في أيدي الولايات المتحدة، وهم يتخذون بأنفسهم الأحكام حيال الطريق الذي سيمضون فيه.

وقال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، أكبر هذه المجموعات في خطاب له مؤخراً، إن إيران نفسها تصر على أن التنظيمات المحلية يجب أن تكون قادرة على تصنيع قدراتها العسكرية الخاصة بها، وعلى التواصل في ما بينها عضوياً، وبأن لا تعتمد على إيران.

وتقول المحاضرة في العلوم السياسية بجامعة كارديف الدكتورة أمل سعد إن "الأمر الذي لا سابقة له في ما يتعلق بمشاركة محور المقاومة في هذه الحرب، هو أنه للمرة الأولى يقوم تحالف عابر للوطنيات من لاعبين غير حكوميين وهجينين، بتشكيل ائتلاف عسكري ضد دولة أخرى وحلفائها، مثلما فعل حزب الله وأنصار الله (في اليمن) ووحدات الحشد الشعبي (في العراق)".

وتضيف أنه على رغم التقاء الأيديولوجيات، فإن كل عضو في هذا المحور يعمل أيضاً ضمن سياقه الوطني الخاص.

وما لا يمكن إنكاره هو أن هذه القوى تصعد الضغط ببطء، بينما ترد إسرائيل والولايات المتحدة بشكل أساسي عبر اغتيالات ذات قيمة عالية.

الاستنزاف الاستراتيجي

لكن السفير الأمريكي السابق دنيس روس قال للبي بي سي، إن هناك الكثير من الدلائل على أن إيران لا تريد تصعيداً أو نزاعاً مباشراً مع الولايات المتحدة. ويعود هذا جزئياً إلى اعتقاد إيران بأن سياستها الحالية القائمة على الاستنزاف والصبر الاستراتيجي، تؤتي ثمارها.. وتشعر طهران بأن الولايات المتحدة راغبة في مغادرة المنطقة، وهذا هو الهدف النهائي لإيران.

لكن هذا لا يطمئنه بالضرورة حيال ما يصفه بالوضع الأكثر تعقيداً على الإطلاق في الشرق الأوسط. وقال: "هناك مصلحة كامنة مشتركة بعدم الوصول إلى حرب إقليمية، إلا إذا اكتشفت إيران شيئاً بنفسها. وأنا لست واثقاً من امتلاكها الكثير من السيطرة على بعض وكلائها وفق ما تريد".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية