قام عدد من الفلاحين في مدينة بلانتاير بمالاوي، بترتيب أكوام من روث الدجاج على شكل مكعبات، في محاولة منهم لتخمير المادة وتحويلها لسماد عضوي مفيد للتربية، حسب ما نشر موقع "بي بي سي".
اقرأ أيضاً: انتشار زراعة الماريجوانا سراً في المنازل بالضفة الغربية
يقول مدير إحدى المزارع، يوهان فان ديرهام ، إنّ السماد العضوي ناتج عن عملية تخمر تعتمد على ترطيب السماد بين الحين والآخر، إلى جانب الحرارة الناجمة عن وضع أكوام فوق بعضها البعض.
وتستهدف التجربة توفير السماد العضوي للمزارعين الذين يعتمدون على إنتاجهم الزراعي، ويقول فان ديرهام: "دون حصاد عام واحد سيعاني المزارعون الجوع والبؤس، لأن تخصيب التربة مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم".
سماد المستقبل
تفتقر أغلب التربة في إفريقيا للخصوبة المطلوبة، بسبب تصحر الطبقات الأكثر خصوبة، كما أسهمت زراعات الذرة على نطاق واسع في إضعاف التربة أكثر.
بالإضافة لحاجة النبات للماء وأشعة الشمس والهواء، فإنها تحتاج للعناصر المختلفة ومنها الفسفور، ولا يمكن للمزارعين في إفريقيا تعويض الفاقد من الفوسفور بالتربة.
بينما تحتاج البلدان ويحتاج المزارعون كافة للفوسفات، تسيطر خمس دول فقط على 88% من الاحتياطي المتبقي منه
وفي الوقت الراهن، تستمد المحاصيل الزراعية الفوسفور من الأسمدة الكيماوية، لكن توافر تلك الأسمدة أصبح على المحك، وخاصة بعد ارتفاع أسعار الفوسفور عام 2008 بشكل كبير، نتيجة ارتفاع أسعار الخام الصخري، الذي تستخرج منه تلك المادة، بنسبة 800%.
وتقول الباحثة بمعهد المستقبل المستدام بجامعة سيدني للتكنولوجيا والمشاركة في تأسيس المبادرة الدولية لبحوث الفوسفور دانا كورديل: "استفاق الكثيرون على وقع تلك الصدمة، وقبل عام 2008، لم يكن أحد يتخيل أن تحدث أزمة في الحصول على الفوسفور". وتبحث كورديل الآن السبل التي ستلجأ إليها مالاوي للتعامل مع تحديات نقص هذه المادة.
أجريت العديد من الدراسات لتقدير الكمية المتوافرة من خام الفوسفات الصخري عالمياً، ولكن النتائج متباينة، إذ يشير بعضها إلى تدني المستخرج من الفوسفات بعد 20 عاماً.
اقرأ أيضاً: أمريكا: توجه لتحويل جثث الموتى إلى سماد
ولكن ثمة مكشلات أخرى تواجه العالم، بسبب تركيز الخام في مناطق معينة، تقول كورديل عن ذلك: "بينما تحتاج البلدان ويحتاج المزارعون كافة للفوسفات، تسيطر خمس دول فقط على 88% من الاحتياطي المتبقي منه"، فالمغرب وحده يمتلك ما يقدر بـ 75% من احتياطي الفوسفات في العالم، ويتواجد بعضه في منطقة الصحراء الغربية المحتلة.
كيمياء السماد العضوي
تتسم التربة في مالاوي وأغلب أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء بأنها حمضية، ما يعني أن معظم أيونات الفوسفات ترتبط بسرعة بأكسيد الحديد أو الألومنيوم قبل أن يستفيد منها النبات، وحتى لو سُمِّدت التربة بكثير من الفوسفات، لا يمكن للزراعة الاستفادة به، وهو ما يعني أنه يلزم تغيير قوام التربة قبل وضع المخصبات الكيماوية.
لكن السماد العضوي لا يكتفي بإمداد التربة بالفوسفور والمغذيات الحيوية الأخرى، لكنه يُعدِّل قوام التربة عبر إضافة مواد عضوية.
سهل المنال
ومن فوائد السماد العضوي مقارنة بالكيماوي سهولة توافره. ويؤكد رئيس فرع هيئة "ويست" الهولندية في مالاوي بيلي براي، على أن إنتاج السماد العضوي يساهم في التخلص من النفايات وزيادة الدخل.
السماد العضوي لا يكتفي بإمداد التربة بالفوسفور والمغذيات الحيوية الأخرى لكنه يُعدِّل قوام التربة عبر إضافة مواد عضوية
وتتعاون هيئة "ويست" مع المسؤولين المحليين في بلانتاير لإقامة منشأة رائدة لمعالجة مياه الصرف الصحي، ويقول براي إنه يجري تشجيع السكان المحليين على تسويق السماد العضوي لتحقيق أرباح، وهو الأمر الذي سيساهم في زيادة استخدامه في نهاية المطاف.
وتهدف "ويست" لإنتاج ألف طن من السماد العضوي سنوياً، ويقول براي: "لن يشتري المستهلكون الصغار منا في البداية، لكنهم سيسيرون على خطى المزارعين الكبار ويأتون إلينا بمجرد أن يروا النتائج".