
الكاتب مصطفى عبادة في كتابه "الخطاب الإسلامي.. أعشاب ضارة وبيزنس"، أن التراث أصبح بمضامين أيديولوجية، وأن هناك أزمة في علاقة المسلمين بالإسلام بنسخته المسيسة تاريخياً، حيث ينشغل المسلمون بالدعاية العلمية للدين بدلاً من إنتاج المعرفة، والمساهمة في إنجازات العلوم الحديثة، بالإضافة إلى اعتبار البعض أن الإقرار بالإعجاز العلمي في القرآن قد يكون بديلاً للبحث العلمي.
وبرر الكاتب المسميات التي تطلقها بعض الجماهير من المسلمين المتشددين مثل "نحن لا نحتاج للبحث العلمي"، فذلك حدث بعدما وجد المسلمون أنفسهم يتأخرون بقرون خلف بقية العالم المتطور معرفياً، فأتوا بتلك المسميات، وكلما يصل غيرهم لنتائج بحثية واكتشافات مبهرة، يأخذ المسلمون تلك النظريات وينسبونها لآيات في القرآن يؤولونها لتتناسب مع ما جاء في النظرية العلمية، وكأن القرآن يحتاج للعلم، لكي نثبت بأنه كلام الله، وفقا لقراءة موقع "اليوم السابع" المصري للكتاب.
يتطرق الكاتب إلى أن مشكلة التعامل مع التراث وتجديد الخطاب الفقهي ربما هي الحلقة الأضعف التي يدخل منها العدو لهزيمة المسلمين أنفسهم
ويتطرق الكاتب إلى أن مشكلة التعامل مع التراث، وتجديد الخطاب الفقهي، ربما هي الحلقة الأضعف التي يدخل منها العدو لهزيمة المسلمين أنفسهم، ووضعهم فى خانة المتخلف والجاهل، وطرح السفاسف، وظروفنا وإهابنا دفعنا للغرق في هذا المستنقع الذي لا أول له ولا آخر، ولن يكون له أول ولا آخر.
يقول المؤلف: أنفقنا القرن العشرين كله فى مناقشة هذه القضايا، فيما كان الأعداء يقضمون وطننا جزءاً جزءاً، ويخربون عقولنا جزءاً جزءاً، ويخطفون النابهين منا بالجملة والقطاعي، ويستنزفون أموال العرب في شراء اختراعاتهم وأسلحتهم لنقتل بها بعضنا البعض.
وعلل الكاتب ما سلف ذكره، بأن المعارك التي دارت قبل ذلك، كلها تعلقت بفقه السلوك، السلوك القديم وأهملنا تراث العقل العربى، وقفنا عند المذاهب الأربعة الفقهية المالكي والشافعي والحنفي والحنبلي، وشروحها وفنونها، وشرح وشروحها وآراء الرجال فيها على مدى 1400 سنة، ولم نتحدث عن الفارابى، والحسن بن الهيثم، وابن رشد، وأبى حيان التوحيدي، وأبى بكر الرازي، وابن النفيس، والحسن البصري، مكتشف حدقة العين، وأبى جعفر المنصور، مكتشف الصفر والأرقام، ويعقوب بن إسحاق الكندي ابن الكوفة العراقي، الذي اهتم بالعديد من المجالات مثل الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء والطب والموسيقى، والذي كان له دور كبير في نشر النظام الهندي للترقيم في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.