
حالة من الحزن خيمت على الأوساط الثقافية في القاهرة، بعد رحيل الراهبة تكلا أبو الوي (80 عاماً)، مديرة مدرسة سيدة المعونة للغات، والتي تعد من أيقونات الرهبنة والتعليم في مصر، وهي من الراهبات اللواتي لديهن شهرة واسعة في هذا المجال، فهي واحدة من رائدات التعليم، أحبها طلابها وكل من تعامل معها.
الراهبة الراحلة، اسمها عيدة نقولا أبو الوي، وهي من أصول سورية، من أسرة كاثوليكية، وهي مديرة مدرسة راهبات سيدة المعونة الدائمة، التي تأسَّست في لبنان سنة 1938، وجاءت أسرتها إلى مصر في العام 1945، عملت بالحياة الرهبانية والدراسة لمدة 59 سنة.
كان والدها يشغل منصب عمدة محافظة السويداء في سوريا، ونذرت نفسها كراهبة لكنيسة سيدة لبنان، في لبنان. وفي مصر أكملت دراستها الجامعية في جامعة عين شمس، ودرست التاريخ في كلية الآداب، وفي العام 1959 تم تعيينها في أهم مدارس الكاثوليكية. وبعد حصولها على ليسانس الآداب، لم تكتف بهذا القدر، فالتحقت بالدراسات العليا، وحصلت على درجة الماجستير.
أدخلت الراهبة الراحلة اللغة الإنجليزية إلى المدارس الكاثوليكية، في العام 1982 بالإضافة إلى اللغة العربية، والفرنسية. وكانت الدراسة من قبل قاصرة على الفرنسية والعربية، ونجحت في تطوير مدارس الراهبات في مصر، والتي قدمت نموذجاً فريداً للتعليم، حيث أقبل عليها المسلمون، لما بها من انضباط وثقافة وتسامح.
كانت آخر كلمات الراهبة الراحلة: "ما تعملوش غير المحبة.. حبوا ربنا وصلوا وحبوا كل الناس.. عاونوهم وحبوا الكل، ما تستخرسوش خدمة على حد محتاج.. أنا بحبكم أوي".