الحزب الإسلامي التركستاني في معادلة سوريا الجديدة

الحزب الإسلامي التركستاني في معادلة سوريا الجديدة

الحزب الإسلامي التركستاني في معادلة سوريا الجديدة


15/03/2025

حين اقتربت الفصائل من دمشق أصدر زعيم الحزب الإسلامي التركستاني، الذي تمثل قومية الإيغور قوامه الرئيسي، بياناً جاء فيه: "سيذوق الكفار الصينيون قريباً العذاب نفسه الذي ذاقه الكفار في سوريا، إن شاء الله"، ومع السيطرة التامة على النظام في سوريا، قام الرئيس أحمد الشرع بترقية العديد من عناصر الحزب، وتعيينهم قيادات في الجيش السوري الجديد، ممّا أثار الحكومة الصينية التي اعتبرت أنّ ذلك يمثل ورقة يستخدمها أعداء الصين، في إشارة إلى أمريكا، الذين يدعمون انفصال منطقة شينجيانج الصينية، وإنشاء دولة إسلامية تمتد إلى أجزاء أخرى من آسيا الوسطى.

من هو الحزب الإسلامي؟

يتألف الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) من مقاتلين من الـ "إيغور" من منطقة شينجيانغ الصينية، وقد تأسس على يد (حسن محسوم)، وهو أحد المسلمين من منطقة (كاشغر)، من مواليد عام 1964 في محافظة (شو له)، منطقة (كاشي) في إقليم (شينجيانغ)، وتم اغتياله على يد القوات الباكستانية في عام 2003 خلال غارة أمريكية بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

تم تسجيل أول دخول واضح للحزب الإسلامي التركستاني إلى سورية في تموز (يوليو) عام 2013، وأصبح اسمه الحزب الإسلامي التركستاني ـ لنصرة أهل الشام، ومن حينها تمركز عموماً في المناطق الوَعْرة من جسر الشغور وجبلَي الأكراد والتركمان، وفضَّل البقاء بعيداً عن المدن، ووفقاً لتقارير أمنية غربية فإنّ عدد المنتسبين للحزب داخل سوريا قرابة (2800)، ويشمل هذا الرقم المقاتلين وأُسَرهم، الذين يقيمون بالقرب من إدلب، خاصة في منطقة جسر الشغور.

مؤسس الحزب الإسلامي التركستاني: حسن محسوم

يقود الحزبَ حالياً أبو إبراهيم منصور التركستاني، وكان قبله كل من أبي رضا التركستاني الذي قُتل عام 2017 في غارة جوية روسية على منزله في مدينة أريحا، وأبي عمر التركستاني الذي قُتِل عام 2017 في غارة جوية روسية على جسر الشغور بإدلب.

ويختلط مع هذا الحزب عناصر من تنظيم المهاجرين والأنصار الذي أسّسه أبو عمر الشيشاني، بعد أن انقسم على نفسه مع انضمام الشيشاني إلى تنظيم داعش مع مجموعة كبيرة "قبل أن يُقتل في العراق"، وأصبحوا وحدة قتالية صغيرة فيه، وهنالك أيضاً كتيبة البلقان المكونة من مقاتلين من أوروبا والبلقان، والعدد كذلك قليل، إذ تفيد تقديرات بأنّهم لا يتجاوزون (200-300) مقاتل في أحسن الأحوال.

ويمكن إجمال أحزاب آسيا الوسطى في سوريا، بما فيها الحزب التركستاني، في: جيش المهاجرين والأنصار، وينحدر معظمهم من القوقاز. وتنظيم صالح الدين الشيشاني، وهي المجموعة الأولى المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار، بسبب انضمام أبي عمر الشيشاني إلى تنظيم داعش في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013م، والتناقض بين بيعة أبي بكر البغدادي وبيعة (دوكو عمروف) قائد "إمارة القوقاز"، وهي المجموعة نفسها التي أسست "جيش العسرة" الذي فضل العمل منفرداً ملتزماً للحياد في المعارك بين المعارضة وتنظيم داعش. وتنظيم سيف الله الشيشاني، وهي المجموعة الثالثة المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار، وفي عام 2014م قاد سيف الدين الهجوم على سجن حلب المركزي وقُتل أثناء محاولة اقتحام السجن. وتنظيم جند الشام، وهو تنظيم مستقل عن التنظيمات السورية المعارضة الأخرى، ويقوده مراد مارغوشفيلي، وُيعرف أكثر باسمه المستعار مسلم أبو وليد الشيشاني. وتنظيم أجناد القوقاز الذي يقوده عبد الحكيم الشيشاني، وينشط بشكل أساسي في ريف اللاذقية الشمالي. وجماعة الإمام البخاري التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنّها "أكبر قوة قتالية أوزبكية في سوريا". وكتيبة التوحيد والجهاد، الأوزبكية. وجماعات صغيرة ترابط في اللاذقية، وهي: "جماعة الخلافة" بقيادة عبد الحليم الشيشاني، و"جماعة ترخان" ترخان غازييف، وجماعة "أنصار الشام" بقيادة أبي موسى الشيشاني، وهؤلاء يتعرضون لضغط كبير للعودة، وبعضهم موجودون بالفعل في الجمهوريات الروسية أو وسط آسيا.


يختلط مع هذا الحزب عناصر من تنظيم المهاجرين والأنصار، الذي أسّسه أبو عمر الشيشاني، بعد أن انقسم على نفسه مع انضمام الشيشاني إلى تنظيم داعش.

وتحدثت مصادر خاصة على أنّه عقب السيطرة على دمشق تم توطين "الإيغور" في شمال غرب إدلب، في قرى سورية قريبة من الحدود مع تركيا، وأغلب هذه القرى تقع في محيط جسر الشغور (400) كيلو متر شمال دمشق، وتمتد من جسر الشغور غرباً وشمالاً حتى الحدود التركية عند جبل التركمان أو ما يُعرف جغرافيّاً باسم "جبل الباير"، وشمالاً حتى سلقين، إضافة إلى عدة "مستوطنات" في جبل السماق الواقع بالقرب من حارم، وكلها تقع على الشريط الحدودي المحاذي لولاية هاتاي ـ أنطاكيا.

ووفق مصادر فإنّ "الحزب التركستاني" عقب دخول دمشق يقوده في سوريا عبد الحق، ويبلغ من العمر (53) عاماً، والقائد العسكري للحزب هو أبو إبراهيم، ولم يتجاوز الـ (40).    

وهناك معلومات أنّ بعضهم تم تجنيده من قبل تنظيم داعش، الذي انقسم إلى (3) أقسام، هي: العسكريون الذين يرون أنّه لا بدّ من الكمون لضعف التنظيم، والتجهيز لفك المسجونين والمحتجزين في مخيم الهول. والأمنيون الذين يرون القيام طوال الوقت بعمليات خاطفة، خاصة ضد الأكراد. والإعلاميون والعاملون على مواقع التواصل.

ويشار إلى أنّ تنظيم  داعش أصدر من قبل فيديو هدد فيه بعمليات داخل الصين، كان عنوانه "أولئك هم" قال فيه: "أيّها الصينيون الذين لا يفهمون لسان الناس، نحن جنود الخلافة، وسنأتي إليكم لنوضح لكم بلسان السلاح، ونسفك الدماء كالأنهار ثأراً للمسلمين". وظهر بالإصدار عدد من أطفال الإيغور أثناء تدريبهم داخل سوريا.

هناك معلومات تقول أنّ بعض المنتسبين للحزب التركستاني، تم تجنيده من قبل تنظيم داعش

هل يتم استخدام الإيغور للضغط على الصين؟

كانت الحكومة الصينية قد أعربت منذ فترة طويلة عن قلقها إزاء وجود الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا، وفي عام 2016 بدأت في عقد محادثات شهرية مع النظام السوري السابق لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول تحركات المجموعة، حسبما ذكرت وكالة (أسوشيتد برس).

ووفق مصادر إعلامية فقد دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في 31 كانون الأول (ديسمبر)، جميع البلدان إلى "الاعتراف بالطبيعة العنيفة" للحزب الإسلامي التركستاني والقضاء عليه.

وترى الصين أنّ الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم هذا الملف للضغط عليها، لأنّ هذا الحزب ليس له أيّ اهتمام حقيقي بالجهاد العالمي، ولا يشتكي من الغرب، وينصبّ تركيزه على الصين فقط، وأنّ النظام السوري بترقيته لقيادات الحزب يلوح بتهديدها.

لكن من ناحية أخرى فإنّه من المحتمل أن يرغب الرئيس السوري أحمد الشرع من أجل الحصول على المال أن يقوم بإرضاء الصين، ويقوم بنزع سلاح الحزب في سوريا، إذ إنّه أعلن بالقول: "أنا أتعاطف معهم، لكنّ نضالهم ضد الصين ليس نضالنا". حسب (رويترز).

يشار إلى أنّ الإيغور لهم عدة تنظيمات موجودة في سوريا أو في بعض البلدان الأخرى، وهي: الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية ETIM (الحزب الإسلامي التركستاني). ومؤتمر شباب الإيغور الدولي WUYC، ميونيخ ـ ألمانيا. والمركز الإعلامي لتركستان الشرقية ETIC، ميونيخ ـ ألمانيا، ومنظمة تحرير تركستان الشرقية ETLO  (حزب التحرير الإيغوري).



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية