الجماعة الإسلامية وأخونة مطالب العمال في بنغلاديش

الجماعة الإسلامية وأخونة مطالب العمال في بنغلاديش

الجماعة الإسلامية وأخونة مطالب العمال في بنغلاديش


03/05/2023

بالتزامن مع عيد العمال، علّق عضو مجلس العمل المركزي للجماعة الإسلامية وسكرتير داكا الشمالية، محمد رضا الكريم، على هذه المناسبة، بخطاب تحريضي؛ حيث قال إنّه حتى بعد خمسة عقود من الاستقلال، فإنّ عمال البلاد محرومين من حقوقهم، ومهملين بسبب الافتقار إلى انتهاج ما وصفه بسياسة العمل الإسلامية في البلاد، وقال إنّ المثل الإسلامية التي تنادي بها الذراع الإخوانية، تهدف إلى تحرير العالم ورفاهية البشرية.

أخونة المطالب العمالية

الجماعة الإسلامية نظمت لقاءً في العاصمة البنغلاديشية دكا، بمناسبة عيد العمال، وحاولت استغلال المناسبة من أجل التحريض على حكومة رابطة عوامي، والمطالبة بحكومة انتقالية، تشرف على الانتخابات المقبلة في البلاد.

رضا الكريم قال إنّه حتى النصف الأخير من القرن التاسع عشر، لم يكن لدى العمال أيّ ضمان للأجور العادلة، ولا ساعات عمل ثابتة، حيث أجبر العمال على العمل بشكل مستمر لمدة 12 إلى 16 ساعة في اليوم حسب رغبتهم. حتى خرجت الحركة العمالية عن صمتها، وثارت في وجه الظلم، زاعماً أنّ الحكومة البنغالية تنتهج نفس السياسات، ولابد من ثورة عمالية لتصحيح المسار بحسب زعمه. مطالباً في الوقت نفسه بالإفراج الفوري عن أمير الجماعة شفيق الرحمن، وقيادات الإخوان في السجون.

الجماعة الإسلامية استخدمت الغطاء الديني كعادتها، وقالت إنّه بسبب عدم اتباع سياسة العمل الإسلامية؛ فإنّ العمال لا يحصلون على حقوقهم المشروعة، وبالتالي تتسع الفجوات الطبقية، وعدم المساواة. لذلك، يجب على مجتمع العمل اتباع المثل الإسلامية بشكل كامل، من أجل الحصول على حقوقهم. وطالبت الحكومة بشدة بإدخال سياسة العمل الإسلامية في البلاد، دون أن تحدد ماهيّة ذلك.

حاولت الجماعة استغلال المناسبة من أجل التحريض على حكومة رابطة عوامي

الجماعة الإسلامية زعمت أنّ الحكومة أصبحت الآن غير مستقرة؛ بسبب الخوف من فقدان السلطة، وأنّها تجاهلت مطالب الشعب بما في ذلك العمال، لكن الثوار، بحسب الجماعة، لن يسمحوا لها أبداً بأن تستمر في دكتاتوريتها وفسادها.

الجماعة الإسلامية طالبت بحكومة تصريف أعمال، تقوم بتسلم السلطة فوراً، على أن تقدم حكومة عوامي استقالتها؛ كإظهار لحسن النية.

تكفير الدولة والمثقفين

من جهة أخرى، قال القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية أبو طاهر معصوم، إنّ شعب بنغلاديش يعيش اليوم في حالة من الارتباك الشديد، بعد أن تمّ انتزاع الحقوق الأساسية لعامة الناس، مع فقدان الحد الأدنى من القدرة الاقتصادية، التي يحتاجها الشعب للبقاء على قيد الحياة. وزعم أيضاً أنّ الحكومة الديكتاتورية منعت الحق في الكلام، والحق السياسي، وحتى الحق في التنقل بحرية بأمان.

الجماعة الإسلامية استخدمت الغطاء الديني كعادتها، وقالت إنّه بسبب عدم اتباع سياسة العمل الإسلامية؛ فإن العمال لا يحصلون على حقوقهم المشروعة

جاء ذلك في خطاب ألقاه في اجتماع افتراضي نظمته الجماعة الإسلامية في راجشاهي بعد ظهر يوم الجمعة الماضي.

وأضاف معصوم أنّ كبار قادة الجماعة الإسلامية تم احتجازهم؛ للقضاء تماماً على الإسلام واقتلاعه من تراب هذا البلد، بحسب زعمه. زاعماً أنّ الكتب المدرسية "تهين الرسول وأصحابه"، كما اتهم الحكومة بزرع بذور الإلحاد بشكل منهجي في عقول الأطفال الصغار، من قبل المثقفين الملحدين!

وزعم معصوم أنّ الجماعة الإسلامية تريد إقامة العدل الحقيقي في هذا البلد، والعمل من أجل تنمية المجتمع، لكنّ المخلصين وجدوا أنفسهم مغتربين في وطنهم، بسبب القمع الحكومي. مدعياً قيام الحكومة بتعذيب عناصر الحركة الإسلامية، ورجال الدين بطرق مختلفة.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، قال إنّ الذراع الإخوانية ظهرت كصديق مقرب للشعب، وادعى أنّ جماعته تفعل ما فعله الأنبياء. مضيفاً: "هذا ليس عمل الجماعة فقط، هذا عمل جميع المسلمين المؤمنين، يجب اعتبار عملنا تأسيس جديد للدين". وتابع: "أولئك الذين عرقلوا عمل الحركة الإسلامية، وسجنوا قادتنا واضطهدوهم، يجب أن يكونوا مسؤولين أمام الله، وفي نهاية الأمر نقول لهم، لا يمكن القضاء على الحركة الإسلامية بالقتل والتعذيب".

إعادة تشكيل الرأي العام

بدوره، شنّ عضو المجلس التنفيذي للجماعة الإسلامية، ومدير منطقة راجشاهي، شهاب الدين، هجوماً حاداً على الحكومة، واستمر في إلقاء الاتهامات المرسلة، دون أدلة، مع توظيف الغطاء الديني، وأضاف: "يجب على مسؤولينا السمو فوق كل المؤامرات والمخاوف، وأن يطوروا عمل الدين لصالح المستقبل".

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

عضو المجلس التنفيذي المركزي، وأمين الدعاية المحامي عبد الرحمن أكند، زعم في كلمته التحريضية، أنّ الجماعة التي تقوم على قيم ومثل الإسلام، تعمل وحدها ضدّ الجماعات الإمبريالية المعادية للإسلام. بحسب قوله، مضيفاً: "علينا أن نواجه تحديات صعبة، وأن نؤسس لدولة الدين بشكل ديمقراطي، من خلال إعادة تشكيل الرأي العام".

ويبدو أنّ خطط التمكين الإخوانية في بنغلاديش، تقوم بالأساس على تكفير المجتمع، والنخبة المثقفة، واستخدام خطاب ديني شعبوي، تعمل الجماعة من خلاله على إعادة تشكيل الرأي العام لصالح أجندتها، والنزول إلى الانتخابات على أساس استراتيجية طائفية تحريضية، تدعي فيها الجماعة الإسلامية أنّها وحدها تمثل الإسلام، وأنّها وحدها القادرة على إدارة الدولة.

استمرار المواجهات

جدير بالذكر أنّ المواجهات بين الإخوان والشرطة البنغالية لم تنقطع؛ حيث اعتقلت الشرطة 12 عنصراً من قادة الإخوان، وعدداً من العمال التابعين للجماعة يوم السبت الماضي، خلال مظاهرة أغلقت أحد الطرق الرئيسية في كوميلا. وبحسب وسائل إعلام محلية، أكد راجيش باروا، قائد الشرطة المسؤول في كوميلا، أنّ عناصر الجماعة تمّ إلقاء القبض عليهم بتهمة التخريب، بعد أن شهدت التظاهرة أحداث عنف.

شنّ عضو المجلس التنفيذي للجماعة الإسلامية، ومدير منطقة راجشاهي، شهاب الدين، هجوماً حاداً على الحكومة، واستمر في إلقاء الاتهامات المرسلة

مظاهرة الإخوان طالبت بتطبيق النقاط العشر التي أعلن عنها أمير الجماعة المعتقل، شفيق الرحمن، كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن القادة المعتقلين، بمن فيهم شفيق الرحمن. وبعد الظهيرة اضطرت الشرطة إلى تفريق المظاهرة، وفتح الطريق المغلق، واعتقال العناصر المخربة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية