الثلث المعطل ورقة مناوئي حزب الله اللبناني لتحجيم نفوذه

الثلث المعطل ورقة مناوئي حزب الله اللبناني لتحجيم نفوذه


22/03/2022

قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة إن حزب الله الذي كان يسعى للثلث الضامن يسعى اليوم إذا استطاع للحصول على الثلثين دستوريا وقانونيا عبر الانتخابات النيابية ويعمل على شرعنة سلاحه.

ولفت السنيورة إلى أنه “يجب أن يكون هناك ثلث معطل في الحكومة في وجه حزب الله كي لا يسيطر على الدولة”.

والثلث المعطل يعني حصول الفصائل السياسية على ثلث عدد الحقائب الوزارية في الحكومة، ما يسمح له بالتحكم في قراراتها وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.

ويخوض لبنان انتخابات نيابية في الخامس عشر من مايو القادم، ينتظر أن يفوز بها حزب الله مع تراجع في عدد مقاعده النيابية، ما يمكن الفصائل السياسية المناوئة له من الحصول على مقاعد تؤهلهم للظفر بالثلث المعطل وبالتالي مقارعة أجندات الحزب وحلفائه الاستراتيجيين وهما حركة أمل الشيعية بقيادة نبيه بري والتيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون.

ويخوض حزب الله هذه الانتخابات وسط قليل من تراجع شعبية حليفه الأساسي التيار الوطني الحر داخل بيئته المسيحية وهو ما يؤشر على أن الأخير سيخسر عددا من المقاعد الانتخابية لفائدة حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.

ويخشى الحزب تقلص ثقله البرلماني ما حدى إلى دعم حلفائه أحزابا ومستقلين في عدة دوائر انتخابية تشهد ارتباكا في محاولة لتعويض خسائر التيار الوطني الحر المرتقبة.

ويسعى حزب الله عبر دعمه لعدد من المرشحين المستقلين في عدة دوائر لقضم عدد من مقاعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة وليد جنبلاط وبالتالي تحجيم نفوذه انتخابيا وتقويض زعامته على الطائفة الدرزية.

وترك انكفاء تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية فراغا كبيرا داخل المكون السني الأكثري والذي يخوض الانتخابات دون زعامات بعد انسحاب كل من السنيورة ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء الأسبق تمام سلام.

ويحاول حزب الله استثمار ارتباك عدد من التحالفات التقليدية في عدة دوائر كان يؤمنها تيار المستقبل لفائدة حلفائه والمحسوبين عليه.

ورغم مقارعة تيار المستقبل للانتخابات، دعا السنيورة المكون السني إلى المشاركة بقوة في الانتخابات لمنع ترك لبنان لحزب الله.

وأضاف رئيس الوزراء الأسبق “السعودية ودول الخليج ابتعدت عن لبنان لأنه امتنع عن الإصلاح، وحصل إخلال كبير في سياسة لبنان الخارجية”. وأكد “يجب أن يعود لبنان للحضن العربي لمصلحة البلد”.

وتابع “القضية التي نواجهها اليوم هي قضية لبنانية وتهم الجميع وحلفائي كل السياديين، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وكل شخص سيادي هو حليفي في الانتخابات”. ولفت إلى أن “الخصم قوي لكن يجب أن نؤمن بأننا لن نُهزم، ونائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم يحاول تيئيس اللبنانيين لذلك لا يجب الاستسلام والتركيز على القضية الأساسية وهي كيفية استرجاع الدولة من خلال المشاركة الكثيفة بالانتخابات”.

وسعى السنيورة قبل أن يعلن انسحابه من الترشح للانتخابات لقيادة المكون السني، إلا أن ضغوط سعد الحريري وتيار المستقبل أجبرته على التراجع.

واتهمت أوساط محسوبة على تيار المستقبل السنيورة بمحاولة القطع مع الحريرية السياسية وهو ما نفاه الأخير قائلا إن حساسية المرحلة تستوجب ملء الفراغ.

عن "العرب" اللندنية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية