التواجد الإخواني داخل أمريكا.. آليات التجنيد وعوامل التمدد

التواجد الإخواني داخل أمريكا.. آليات التجنيد وعوامل التمدد

التواجد الإخواني داخل أمريكا.. آليات التجنيد وعوامل التمدد


07/03/2024

تهتم جماعة الإخوان بالمجتمعات الغربية بشكل كبير، لا سيّما أوروبا والولايات المتحدة التي مثلت مركز ثقل للتواجد التنظيمي خلال الأعوام الماضية، من خلال مجموعات ركزت على تحقيق أهداف سياسية ترتبط بدعم الجماعة وتوسيع مصادر تمويلها من جهة، وتشويه الأنظمة العربية التي أسقطت حكم الإخوان عنها من جهة أخرى. 

في السياق تتناول دراسة حديثة صادرة عن (المركز العربي لدراسات التطرف)، طبيعة التواجد الإخواني داخل المجتمع الأمريكي والمنظمات التابعة للتنظيم وآلية عملها، وأسباب تركيز التنظيم على الشباب والمراهقين في عملية التجنيد. 

استشعار الخطر

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2019 بالنظر في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية، وقال محلل الإرهاب جيه إم بيرغر في 2016: إنّه لا توجد منظمة إسلامية أمريكية كبرى تابعة لجماعة الإخوان المسلمين. 

بحسب الدراسة، جاءت اتهامات الرئيس الأمريكي لجماعة الإخوان مدفوعة بالعديد من المطالب والانتقادات لتنامي نفوذ جماعة الإخوان داخل المجتمع الأمريكي بعهد باراك أوباما، فضلاً عن ادعاءات وصول قيادات من داخل التنظيم إلى مراكز قيادية داخل البلاد. 

خارطة التواجد الإخواني داخل أمريكا 

شارك عناصر تنظيم الإخوان، وفق الدراسة، في تأسيس العديد من المنظمات والمؤسسات داخل الولايات المتحدة، منها الجمعية الأمريكية الإسلامية، ورابطة الطلاب المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، فضلاً عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. 

دونالد ترامب

وفي حين لا توجد منظمات أمريكية إسلامية كبرى مرتبطة بشكل مباشر بجماعة الإخوان اليوم، وتصر الجماعات المذكورة على أنّها تعمل بشكل مستقل، لا يمكن تجاهل مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في إنشائها. 

علاوة على ذلك، فإنّ تأثير جماعة الإخوان المسلمين على اتجاه هذه المنظمات، يكمن في نوع الأحداث والمتحدثين الذين تجندهم، فضلاً عن شبكات الدعم الخاصة بها. 

الجمعية الأمريكية الإسلامية... الأخطر 

تُعدّ الجمعية الأمريكية الإسلامية أخطر التنظيمات التابعة للإخوان بالداخل الأمريكي، وقد تأسست على يد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين عام 1993، وكانت تهدف إلى أن تكون واجهة عامة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، بحسب الدراسة. 

ووفقاً لمقابلات مع أعضاء الجماعة، أجرتها صحيفة (شيكاغو تريبيون)، بدأت الجمعية الأمريكية الإسلامية في (إلينوي) بالسماح لأعضاء الإخوان بالعمل بشكل علني في البلاد، وقال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين للصحيفة إنّهم اجتمعوا في البداية في فندق (هوليداي إن) بالقرب من الحدود بين ألاباما وتينيسي لمناقشة مزايا العمل العلني مقابل العمل السري، واتفقوا على أنّهم لن يطلقوا على أنفسهم اسم جماعة الإخوان المسلمين للسماح للمنظمة الجديدة بالنأي بنفسها عن الترويج لإيديولوجية الإخوان المسلمين. 

 

دراسة: شارك عناصر تنظيم الإخوان في تأسيس العديد من المنظمات والمؤسسات داخل الولايات المتحدة، منها الجمعية الأمريكية الإسلامية، ورابطة الطلاب المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، فضلاً عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. 

 

وكشفت صحيفة (تريبيون) عن وثائق متعددة قيل إنّها أظهرت كيف يجب على الحركة الإسلامية الأمريكية الرد على الأسئلة المتعلقة بدعم الإرهاب وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين، ووصفت الجمعية الإسلامية الأمريكية الوثائق بأنّها قديمة، أو زعمت أنّها لا تمثل بدقة آراء الحركة.

وتنفي الجمعية عبر موقعها الرسمي أيّ انتماء حالي لجماعة الإخوان المسلمين، ولكنّها تعترف بأنّ أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة في القرن العشرين أسسوا العديد من المنظمات الإسلامية النشطة في البلاد.

ويصف موقع الجمعية الإسلامية الأمريكية الإلكتروني جماعة الإخوان المسلمين بأنّها "جزء مؤثر من تاريخ المسلمين ما بعد الاستعمار"، مضيفاً أنّه في حين أنّ أعمال مفكري الإخوان قد لا تكون قابلة للتطبيق على المسلمين في أمريكا، إلا أنّها ما تزال تحتاج إلى التقييم النقدي. 

وبحسب الأمين العام السابق للجمعية الإسلامية شاكر السيد، لم يعد للجمعية أيّ صلة بجماعة الإخوان، لكنّها ما تزال تؤمن بكتابات مؤسس الإخوان حسن البنا. وفي عام 2014 صنفت الإمارات العربية المتحدة الحركة الإسلامية الأمريكية منظمة إرهابية.

وفي أيار (مايو) 2019 ظهر مقطع فيديو على الإنترنت لأطفال في المركز الإسلامي التابع للجمعية الإسلامية الأمريكية في شمال فيلادلفيا يدعون إلى قطع الرؤوس، ويغنون أغنية يعرفها الإسلاميون العنيفون باسم "نشيد الشهداء"، في حين تنصلت القيادة الوطنية للجمعية من الفيديو، وقالت إنّه لم يتم فحصه بشكل صحيح قبل نشره على (فيسبوك).

كير... ممول الإخوان في الشرق الأوسط

تشير الدراسة أيضاً إلى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) باعتباره أحد أخطر المنظمات الإخوانية، وقد تأسس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) عام 1994 على يد أعضاء الرابطة الإسلامية لفلسطين، والتي تأسست بدورها عام 1981 على يد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، واتهمت الحكومة الأمريكية الرابطة بأنّها جزء من شبكة دعم أمريكية لحركة (حماس) الفلسطينية، وبدأت الرابطة في توزيع دعاية (حماس) مباشرة بعد تأسيس الحركة عام 1987.

في عام 2001 صنفت الحكومة الأمريكية مؤسسة الأرض المقدسة، ومقرها تكساس، على أنّها مؤسسة مخصصة لجمع الأموال نيابة عن (حماس)، خلال محاكمة قادة المؤسسة في أوائل العقد الأول من القرن الـ (21)، وقد ظهرت أدلة تربط مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بـ (حماس) ولجنة فلسطين التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ممّا أدى إلى تسمية مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كمتآمر غير متهم، وفي نهاية المطاف أُدين قادة مؤسسة الأرض المقدسة بتهمة تحويل أكثر من (12) مليون دولار إلى (حماس)، وفق الدراسة. 

تُعدّ الجمعية الأمريكية الإسلامية أخطر التنظيمات التابعة للإخوان بالداخل الأمريكي

وفي عام 2008 قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتقييد التفاعلات غير التحقيقية لمكاتبه الميدانية مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، في المقابل ينفي مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أيّ ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، ويصر على أنّ وضعه كمتآمر غير متهم لا يحمل أيّ دلالات سلبية أو شائنة، ومع ذلك، رفض قادة المجلس في عدة مناسبات إدانة أعمال المنظمتين الإرهابيتين (حزب الله وحماس).

وفي عام 2014 صنفت الإمارات العربية المتحدة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية منظمة إرهابية، واتهمت مجموعات مثل رابطة مكافحة التشهير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية باستخدام لغة معادية للسامية بانتظام في بياناته، وفي شباط (فبراير) 2010 تم ترحيل عضو المجلس الوطني السابق لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية نبيل سعدون إلى الأردن؛ بسبب كذبه في استمارات الهجرة بشأن عضويته في (حماس والإخوان المسلمين).

ويُعدّ غسان العشي، وهو عضو مجلس إدارة مؤسس لفرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في تكساس، أحد الأعضاء المؤسسين لمؤسسة الأرض المقدسة، التي كانت في السابق أكبر مؤسسة خيرية إسلامية في الولايات المتحدة. 

 

تُعدّ الجمعية الأمريكية الإسلامية أخطر التنظيمات التابعة للإخوان بالداخل الأمريكي، وقد تأسست على يد أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين عام 1993، وكانت تهدف إلى أن تكون واجهة عامة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة. 

 

وتم إغلاق المؤسسة بعد أن ثبت أنّها كانت تجمع الأموال نيابة عن حركة (حماس) الفلسطينية، وصنفت الحكومة الأمريكية مؤسسة الأرض المقدسة على أنّها منظمة إرهابية محددة بشكل خاص، وأُدين العشي و(4) مسؤولين آخرين في المؤسسة عام 2008 بتقديم دعم مادي لمنظمة تصنفها الولايات المتحدة على أنّها منظمة إرهابية.

وتذكر الدراسة أيضاً أنّ نهاد عوض هو المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، وهو أيضاً مدير العلاقات العامة السابق للرابطة الإسلامية في فلسطين المرتبطة بالإخوان المسلمين، والتي اتهمتها الحكومة الأمريكية بأنّها جزء من ذراع جمع الأموال لـ (حماس) في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أعرب عوض صراحة عن دعمه لـ (حماس).




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية