التلفزيون التركي يطلق منصة رقمية إخبارية بالفرنسية... ما أهدافها؟

التلفزيون التركي يطلق منصة رقمية إخبارية بالفرنسية... ما أهدافها؟


07/04/2022

في توقيت لافت قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها الشهر الجاري في فرنسا، أطلقت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) أول من أمس منصة رقمية متخصصة بنشر الأخبار والمواد الإعلامية المختلفة لمخاطبة الجمهور الناطق باللغة الفرنسية.

ونقلت صحيفة "أحوال تركية" عن "تي آر تي" قولها في بيان: مشروعها الجديد الذي سيعنى بالمجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها سيحمل اسم"TRT Français" ، وسيكون جزءاً من خطتها للتوسع عالمياً.

قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها الشهر الجاري في فرنسا، أطلقت مؤسسة (تي آر تي) منصة رقمية باللغة الفرنسية

ووفقاً لعمر فاروق، نائب مدير عام المؤسسة مسؤول قنوات البث الدولية، فإنّ المنصة الجديدة تستهدف كافة شرائح المجتمع الفرنسي على حد سواء، وليس فقط الجاليات الإسلامية أو الفرنسيين من أصول عربية ومسلمة، عبر نشر مواد صحفية من إنتاجها الخاص بشكل يومي، ومن ضمنها آخر الأخبار ومقالات الرأي والمنوعات والفيديوهات.

وتقف فرنسا وألمانيا في صدارة الدول الأوروبية التي تعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فضلاً عن اليونان بسبب الخلاف التاريخي بين الدولتين وسيطرة تركيا على قبرص عام 1974، والنزاع بين البلدين، وعدم إقرار تركيا فيما بات يُعرف بالمذابح الأرمنية خلال الحرب العالمية الأولى، وتسعى تركيا منذ 1959 للانضمام للاتحاد الأوروبي.

وكانت "تي آر تي" قد أطلقت في 1964 (4) منصات دولية؛ هي "تي آر تي وورلد" بالإنجليزية، و"تي آر تي عربي"، ومنصتين أخريين بالألمانية والروسية.

المنصة الجديدة تستهدف كافة شرائح المجتمع الفرنسي، وليس فقط الجاليات الإسلامية أو الفرنسيين من أصول عربية ومسلمة

في آذار (مارس) الماضي، وفي ظلّ تنامي النفوذ التركي داخل الجاليات الإسلامية في أوروبا وفرنسا بشكل خاص، حيث بات لا يتمّ التساهل مع حركات وتيارات الإسلام السياسي المختلفة وفي مقدمتها جماعات الإخوان، بحث الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن مع جيل كيبيل، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، وضع الأتراك والمسلمين المقيمين في فرنسا.

وكانت الاستخبارات الفرنسية قد كشفت مؤخراً عبر معلومات مؤكدة أنّ حكومة أردوغان، الذي قال سابقاً: إنّ "مسلمي فرنسا تحت حمايتي"، قد تمكنت من بسط نفوذها بقوة على الجالية التركية في عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا، وذلك عبر شبكة ضخمة تضم ما يزيد عن (650) منظمة بمسمّيات وأهداف مُعلنة مختلفة تُثير القلق من التأثير المتزايد لأنقرة.

ويتمّ تمويل مدارس غير رسمية في فرنسا من قبل أنقرة التي ترسل فرق تدريس خاصة من تركيا، ولا تستعين بأساتذة أتراك مقيمين أصلاً في المدن الفرنسية، وذلك بهدف سهولة السيطرة على الأساتذة القادمين من تركيا، والترويج بالتالي لأفكار حزب العدالة والتنمية والإسلام السياسي بدعم من حكومة أردوغان، وحيث يقوم هؤلاء الأساتذة أيضاً بمهام إضافية تتمثل في أعمال التجسس وجمع المعلومات، والتنسيق مع ضباط المخابرات التركية، لمنع ظهورهم بشكل مباشر.

يأتي ذلك بينما نجح أتراك يحملون الجنسية الفرنسية في دخول بعض المجالس البلدية في فرنسا والتغلغل فيها لصالح حزب أردوغان، ويتمثل دورهم في الدفاع عن مصالح بلدهم الأم، والتأثير على السياسات المحلية التي بدأت مؤخراً بذل جهود كبيرة للتصدّي لخطر الإخوان والتيارات الإسلاموية في المجتمع الفرنسي، وهذا ما يؤكده أيضاً رفض اتحادات تركية تنتمي لمجلس الديانة الإسلامية في فرنسا لميثاق الأئمة الذي يدعو للالتزام بمبادئ الجمهورية العلمانية، ورفض توظيف الإسلام لأغراض سياسية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية