
لا يزال التطرف الإسلاموي يُشكل تهديدًا متصاعدًا ومتطورًا وخاصة “الذئاب المنفردة”، إذ لم يعد التهديد مرتبطًا فقط بعدد السلفيين أو “الجهاديين”، بل أصبح يتجسد في ديناميكية التيار الإسلاموي، وانتشاره عبر الفضاء الرقمي، وتفاعله مع الصراعات الدولية، وذلك وفقا لما ورد بتقرير نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.
ولفت التقرير إلى أنه وبرغم تراجع عدد الأشخاص الذين تشتبه الشرطة في أنهم قد يرتكبون جرائم سياسية كبيرة ومع ذلك، فإن المشهد المتطرف يشهد حراكًا مستمرًا، ويظل الإسلام السياسي المصدر الرئيسي للخطر.
وقد حذّر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في أحدث تقاريره السنوية من وجود ديناميكية كبيرة داخل المشهد الإسلاموي نتيجة النزاع في الشرق الأوسط. وجاء في التقرير: “الدعاية الإسلاموية لا تروّج فقط لأفكار معادية للسامية، بل كثيرًا ما تدعو صراحة إلى تنفيذ عمليات إرهابية .
ولفت التقرير إلى أنه ”بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، نُفّذت عدة هجمات إرهابية في دول أوروبية ولأن العناصر الخطرة ربطوا أفعالهم بالنزاع في الشرق الأوسط، فإن هذا يشير إلى أن الدعاية الإسلاموية الراهنة لها تأثير واضح على المتعاطفين معها.
تشير البيانات المتاحة إلى وجود حوالي 12,150 سلفيًا في ألمانيا مع تصنيف بعضهم كمتطرفين يميلون إلى العنف
كما ارتفع عدد الأفراد المصنفين كإسلاميين خطرين في ألمانيا من 550 في عام 2015 إلى أكثر من 2,000 في عام 2025، مما يمثل زيادة تقارب أربعة أضعاف خلال عقد واحد. وبالنسبة للتيار السلفي “الجهادي”، تشير البيانات المتاحة إلى وجود حوالي 12,150 سلفيًا في ألمانيا، مع تصنيف بعضهم كمتطرفين يميلون إلى العنف. وبحسب أحدث البيانات المتاحة حتى نهاية عام 2023، يُقدّر عدد السلفيين في ألمانيا بحوالي 10,500 شخص.
وبحسب ما أورده التقرير، يوجد أكثر من 450 شخصًا مصنفين كـ”خطرين” ضمن التيار الإسلاموي في ألمانيا، وفق بيانات المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) ولا تزال التهديدات الأمنية قائمة، بل تتصاعد بفعل تطورات دولية، أبرزها النزاع في الشرق الأوسط.
ويمثل الإسلامويون أكثر من 79% من إجمالي المصنفين كخطرين. رغم تراجع العدد من 472 في أغسطس 2024 إلى 458 في أبريل 2025، فيما لا تزال الأرقام مرتفعة.
وخلص التقرير إلى أن التهديد الإسلاموي في ألمانيا لم يعد يقاس فقط بعدد المنتمين أو المصنفين كخطرين، بل بقدرة هذا التيار على التجدد والتأقلم. وأن التطرف الإسلاموي لم يتراجع، بل يُعيد ترتيب صفوفه في الظل، ما يتطلب يقظة دائمة واستراتيجيات استباقية تتجاوز الأرقام والبيانات السطحية.