البرغوثي: إسرائيل ترتكب 3 جرائم حرب.. ونتنياهو يفضل التعامل مع حماس بدل السلطة لهذه الأسباب

"لا تهدف الخطة الإسرائيلية إلى إخلاء غزة وتطهيرها عرقياً بشكل كامل وإعادة احتلالها فقط، بل ضمها إلى إسرائيل أيضاً"، هذا ما أكده مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي أشار إلى أنّ "ما تتعرض له غزة الآن ليس سوى (3) جرائم حرب ترتكبها إسرائيل في القطاع".

وأوضح البرغوثي في مقابلة مع مذيعة CNN كريستيان أمانبور أنّ "ما تتعرض له غزة الآن ليس سوى (3) جرائم حرب ترتكبها إسرائيل؛ الأولى الحصار والعقاب الجماعي، وهذه جريمة حرب بموجب القانون الدولي، والثانية الإبادة الجماعية عن طريق هذا القصف الجوي الرهيب بدون توقف على السكان المدنيين، والثالثة التطهير العرقي الذي بدأ في الشمال، وهم يخططون لمواصلة ذلك نحو مصر".

البرغوثي: لا تهدف الخطة الإسرائيلية إلى إخلاء غزة وتطهيرها عرقياً بشكل كامل وإعادة احتلالها فقط، بل ضمها إلى إسرائيل أيضاً.

واتهم البرغوثي إسرائيل بتقويض الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ سبب تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "التعامل مع حماس على السلطة الفلسطينية" يعود لاعتقاد الإسرائيليين "أنّ هذه هي أسهل طريقة لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتقويض القضية الفلسطينية".

وتابع الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بالقول: "كان حلّ هذه المشكلة الفلسطينية الداخلية بسيطاً جداً، إجراء انتخابات ديمقراطية جديدة. لو أجرينا انتخابات في عام 2021، فإنّ جميع الاستطلاعات أظهرت أنّ (حماس وفتح) لن تحصلا على الأغلبية، ولكان لدينا نظام تعددي دون أن يكون هناك طرف واحد، لا في غزة ولا في الضفة الغربية، سيكون نظاماً ديمقراطياً".

البرغوثي: ما تتعرض له غزة الآن ليس سوى (3) جرائم حرب ترتكبها إسرائيل؛ الأولى الحصار والعقاب الجماعي، والثانية الإبادة الجماعية، والثالثة التطهير العرقي.

وأضاف البرغوثي: "من الذي عرقل الانتخابات؟ إسرائيل. من كان ضد إجراء الانتخابات؟ الولايات المتحدة. لماذا، بحق الله، لا تريد هذه البلدان التي تدّعي أنّها ديمقراطية السماح لنا بإجراء انتخابات ديمقراطية حرة؟ لا أعتقد، وأوافق على أنّ نتنياهو لا يريد أن يكون الفلسطينيون متحدين".

كما أشار إلى أنّه "إذا كانت السلطة الفلسطينية تتجه نحو الوحدة مع حماس وتجري انتخابات ديمقراطية، فإنّ (نتنياهو) يقول إنّ السلطة الفلسطينية تتعامل مع الإرهابيين. إذا كنا منقسمين، فإنّه يقول لا أستطيع التحدث مع عباس لأنّه لا يمثل كل الفلسطينيين، إنّها لعبة، واللعبة هي تقويض الشعب الفلسطيني"، على حدّ تعبيره.

وحول الوضع الصحي، أشار البرغوثي في المقابلة إلى أنّ "الوضع خطير. المستشفيات والخدمات الصحية لا تملك الماء ولا تملك الأدوية - الأدوية الضرورية. ليس لديهم كهرباء وهناك ندرة في كل الموارد. لدينا أطفال في الحاضنات يمكن أن يموتوا في أيّ لحظة بسبب شح الكهرباء ونقص الأكسجين".   

وأكد البرغوثي أنّ هناك "(50) ألف حامل في غزة في الوقت الحالي، و(5500) منهن سيلدن هذا الشهر. لدينا بالفعل حالات لنساء اضطررن إلى الولادة في الشوارع، لأنّهن لا يملكن منازل يقمن فيها بعد أن دمرت إسرائيل (70) ألف منزلاً فعلاً في غزة"، مضيفاً: "هناك مشكلة كبيرة جداً مع المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، سيموت الكثير منهم بمن فيهم (170) طفلاً، لأنّهم لا يستطيعون الوصول إلى غسيل الكلى".

البرغوثي: كان حلّ هذه المشكلة الفلسطينية الداخلية بسيطاً جداً، إجراء انتخابات ديمقراطية جديدة.

وقال: هناك "احتمال جدّي للغاية لحدوث الأوبئة في غزة، وذلك لسببين؛ الأول تدمير أنابيب المياه وأنظمة الصرف الصحي، والثاني هو غياب أيّ برنامج تطعيم خلال الأسبوعين الماضيين".

وقدّم البرغوثي "وصفة" لمنع تكرار مثل هذه الأحداث مرة أخرى؛ "حتى لا يُقتل أيّ فلسطيني أو إسرائيلي"، قائلاً: "أنهوا الاحتلال، ونظام الفصل العنصري. أوقفوا هذا الاحتلال الذي كان موجوداً منذ (56) عاماً. لقد قمتم بالفعل بـ (10) حروب على الفلسطينيين خلال هذه الفترة من الزمن. كم عدد الحروب التي تريدونها؟ هل حلُّ الاحتلال هو احتلال غزة مرة أخرى؟".

وأردف بالقول: "أنا متأكد من أنّ الخطة الإسرائيلية لا تهدف فقط إلى إخلاء غزة وتطهيرها عرقياً بشكل كامل وإعادة احتلالها، بل ضمها إلى إسرائيل أيضاً. هذه هي الخارطة التي عرضها نتنياهو في الأمم المتحدة، خارطة لإسرائيل تتضمن ضم الضفة الغربية وضم قطاع غزة وضم القدس. هؤلاء الأشخاص يرتكبون جرائم حرب الآن، وهذا ليس في صالح الفلسطينيين والإسرائيليين".