الإمارات: العيد الوطني الحادي والخمسون أسطرة الواقع الذهبي للأمَّة

العيد الوطني الحادي والخمسون أسطرة الواقع الذهبي للأمَّة

الإمارات: العيد الوطني الحادي والخمسون أسطرة الواقع الذهبي للأمَّة


03/12/2022

لبنى الهاشمي

إنجازات واحد وخمسين عامًا من العطاء والتضحية، تتجسَّد في اليوم الوطني لدولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة، كما تتجسَّد فيه أحلام وإنجازات وآمال الوطن، وتلك الوعود التي حقَّقها كلُّ الذين يعيشون على أرض دَولة الإمارات بوصفها موطنًا لهم.

فقد استطاعت العبقريَّة القياديَّة الفريدة أن تخلق شعبًا طموحًا واثقًا، يتميَّز بالإبداع والابتكار، وأن تُوجِد للمواطنين حياةً رغيدةً، وبيئةً مِعطاءةً مستدامةً، واتّحادًا وطنيًّا قويًّا، يجمعه المصير المشترك، كما استطاعت تلك العبقريَّة أن تُوجِد اقتصادًا تنافسيًّا يُحتذى به.

وها نحن نحتفلُ بالعيدُ الوطنيِّ الحادي والخمسين، ذلك اليوم الذي تُرفْرَفُ فيه الأعلام شامخةً، وتعلو أناشيد الولاء والانتماء، وتُلقى العبارات الصَّادقة، حبًّا في وطنٍ يستحقُّ العِرفان، وردَّ الجميل.

ولم يكن من قَبيل الصُّدفة أن تتبوَّأ الإمارات تلك المكانة العالميَّة؛ فلولا المثابرة في توطيد أركان الاتِّحاد، ما اتَّحدت الدولة؛ وما عزَّ جانبها، وما قَوِيت مكانتُها، وما احترمَها العدوُّ والصديق، وتلك كانت الفكرة الملهِمَة التي تغلغلت في عقليَّة الإنسان الإماراتي، والتي صنعت للإمارات تاريخها المشرق، من خلال أيقوناتها ومُلهميها من العظماء الذين حملوا مشاعل التّطوُّر، وتجشَّموا المشاقَّ في تدعيم الاتّحاد، من خلال حاكمٍ تَفَهَّم المعنى الحقيقي للعمران وبناء الإنسان، رجل الاتِّحاد الأوّل الشّيخ زايد بن سلطان رحمه الله؛ فإن مسيرته الملهِمَة قد كشفت بجلاء عن عبقريَّة الإنسان العربي الأصيل، وفكرِه القويم.

وإن من دواعي فخارنا وسُؤددنا أننا اليوم في المكانة التي قادتنا إليها إلهامات عائلة "آل نهيان" وأفكارها النيرة، ثمَّ شيوخنا الذين أثبتوا بما لا يدع مجالًا للشكِّ أنَّ الإمارات ولَّادةً للحُكماء والعظماء والنبلاء؛ من أجل هذا نعيش هذه الأيام ملحمةً وطنيَّةً تمثِّل أبهى صُوَر الاصطفاف بين القيادة والشَّعب، وتُعزِّز معاني التلاحُم والتعاضُد.

وإذا كان العيد الوطني يمثِّل احتفاءً بالقِيم العليا الثابتة، وبالانتصارات الّتي تحقَّقت بالفعل، فإنه أيضًا يمثِّل انطلاقة نحو المستقبل، ونحو آفاق من التقدُّم والازدهار في قادم السنوات إن شاء الله، وذلك عبر تغلغُل هذه القيم النبيلة التي امتاز به وطننا عن بقيَّة الشّعوب الأخرى، في اللُحمة الوطنيَّة ومكوِّناتها الأساسيَّة.

الاحتفال بالثقافة الماضية هو أمر لا بدَّ منه لترسيخ الأصالة في نفوس أبنائنا، ولإنتاج ثقافة حاضرة حاليًّا ومسقبلًا؛ فإن الأوطان لا تحتفي بأعيادها الخالدة بالتغني بالثراء والرَّفاهية، أو بالصُّروح المشيّدة، بل بالاحتفاء بالقيم والمثُل الّتي قامت الدولة عليها، وبالمؤسِّسين الروَّاد الذين أقاموا هذا البنيان، أولئك الذين عزَّزوا أركانه، وثبَّتوا قواعده؛ بهدف تمكين المواطن من عناصر القوَّة، ونشر إرثه الإنساني والحضاري في ربوع العالم.

لا أبالغ إذا قلتُ إن الإمارات هي الدولة الوحيدة القادرة على أسطرة الواقع الذهبيّ للأمّة، من خلال تطويع قيم التّسامح العليا بكل تجلّياتها الرّاقية، وجعل المساواة والتسامح قاعدة ذهبيَّة للتّعامل مع الجميع، وتقويم المواقف والآراء والأحداث والتّعاملات بعيدًا عن الأهواء والحسابات المذهبيَّة أو العرقيَّة أو العنصريَّة، لتغدو هذه الثّقافة واجهة حضاريَّة لأمتنا العربيَّة قاطبةً، بل لمحيطنا الإقليمي، ليدرك الجميع أنَّ ثقافة العظماء والقدوة والمثاليَّة تسيطر على فكر وسلوك الإنسان في هذا البلد.

هذا العيد يوم تختلط فيه كلّ المعاني الفياضة والخالدة، سواء من قيم الاتحاد والانتصار لقيم العدالة والكرامة والتضحية، فحقّ لنا في هذا اليوم الوطنيِّ المجيد، أن نذكر بكلِّ حبٍّ وإجلال مَن سطّروا بدمائهم الزكيَّة معاني الفداء والشرف والكرامة، وأن نرفعَ هاماتِنا لعنان السماء، نرفعها والعزُّ يشملنا، والإباءُ والسموُّ يغمرنا.كما أنه يحقُّ لنا أن نقف وقفة اعتزاز وزهو بما نراه- بل بما يراه العالم-من استقرار سياسي واقتصادي، ورسوخ أمني، ورفاهية يعيشها كل من تحمله هذه الأرض الطيبة.

أن القفزات العالية التي نشهدها لا تأتي إلا من خلال تبني حزمة من الإصلاحات التشريعيَّة، واستحداث الأنظمة الفعالة والسياسات الناجحة، وقد ارتقت دولتنا الحبيبة من مرتبة إلى أخرى ضمن قوائم التصنيف في معدلات الأداء وفي التنافسيَّة الدوليَّة، حتى نالت التقدير والإشادة من مختلف الجهات الدوليَّة؛ ولهذا فإن دولة الإمارات هي أيقونة الإعجاز في هذا العالم بلا أدنى شكٍّ.

وقد حقَّقت الإمارات هذا النجاح المطلق حينما تجاوزت كلَّ الحساسيات التي يمكن أن تُعقِّد مساعي السلام مع الآخر؛ بُغية السعي الحثيث من جانب قيادتنا وحكومتنا الرشيدة لخلق تيَّار سلام قويٍّ في المنطقة، تيَّار يناهض العنف والغلو والتطرُّف، ويدافع عن الحقِّ والخير، وهي وصفة تستحق التكرار في أماكن متفرقة من العالم، وهو أمر لم يعد ترفًا أو خيارًا لا محيد عنه، بل هو أشبه بطوق النجاة، وسفينه نوح كي ترسو بها شعوبنا نحو شواطئ مستقبل مشرق ومزدهر.

افرحوا بوطنكم الغالي، وشاركوا في هذه الأجواء الاحتفاليَّة، واذكروا بالخير كلَّ من كانت له يدٌ في رُقي هذا الوطن العظيم من قادة وشهداء وعلماء.
كل عام ونحن بوطننا بخير، وكل عام ووطننا بخير بنا، وعاشت رايتنا عالية خفاقة في العالمين.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية