الإسلام في الولايات المتحدة: من صعود الحركات الأفروأمريكية إلى مواجهة الإسلاموفوبيا

الإسلام في الولايات المتحدة: من صعود الحركات الأفروأمريكية إلى مواجهة الإسلاموفوبيا


27/01/2022

خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصلت إلى عضوية الكونغرس الأمريكي نائبتان مسلمتان، وبرزت تحديداً المحجّبة إلهان عمر، الأمريكية من أصل صومالي، وذلك بعدما هاجمها الرئيس ترامب بعبارات عنصرية، وما تبع ذلك من تلقيها رسائل تهديدات، وقد تمّ وضعها تحت الحماية الأمنية، هذه الحالة أفصحت عن وجود انقسام حادّ حول الإسلام وظهوره في الفضاء العام بالولايات المتحدة، فهل كانت الحالة هكذا دائماً؟

الإسلام الأفروـ أمريكي... تداخل العرقية والديانة

تشير تقديرات معهد "بيو" للدراسات إلى أنّ عدد المسلمين في الولايات المتحدة يبلغ اليوم قرابة الـ (3.5) مليون مسلم، يمثلون حوالي (1.1%) من إجمالي مجموع السكان، وأنّ نحو 25% منهم هم من الأمريكيين الأفارقة، ولكن، بحسب إحصاءات المعهد، فإنّ السود يشكّلون ما نسبته 49% ممّن يعتنقون الإسلام.

لقد ارتبط وصول الإسلام إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي بحركة تجارة الرقيق عبر الأطلسي التي ازدهرت منذ القرن الـ16، واستمرت حتى أواخر القرن الـ19. وتُقدّر نسبة المسلمين من إجمالي الرقيق الأفارقة الذين جُلِبُوا إلى مناطق الولايات المتحدة بحوالي الربع.

اختلف مالكوم إكس مع مبادئ "أمّة الإسلام"، واتجه للاقتناع بالمساواة بين جميع الأعراق والأمم

وفي المناطق الزراعية، وخاصّة في الجنوب الأمريكي، كانت سطوة التبشير والكنائس أضعف، فاستطاعت نسبة جيدة من الرقيق المسلمين الحفاظ على إسلامهم وصولاً حتى القرن الـ20. وطوال تلك القرون كانت الحركات بين المسلمين الأفارقة تقتصر على طابع الجمعيات الصغيرة التي تنشأ وتتجمع حول شيخ ومعلم، إلّا أنّها في القرن الـ20 دخلت طوراً جديداً مع ظهور منظمات ممتدة منتشرة في الولايات، وينتسب إليها أعضاء بالآلاف. وكان أهمّها وأبرزها حركة "أمّة الإسلام" التي تأسست عام 1930م، وظهرت بدايةً في مدينة ديترويت (بولاية ميتشيغان) وتزعمها إلايجا محمد، وقد اتخذت لها تأويلات خاصّة للإسلام، امتزجت بأفكار قومية مرتبطة بالعرق الأسود، وركّزت معتقداتها على الإعلاء من شأن الجنس الأسود، واعتبار الجنس الأبيض مرادفاً للشيطان.

ارتبط وصول الإسلام إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي بحركة تجارة الرقيق عبر الأطلسي

قامت الحركة على الجمع بين أركان الإسلام والأفكار القومية السوداء، وتبنّت الحركة الإسلام بمفاهيم خاصة غلبت عليها الروح العنصرية. ونظرت إلى الإسلام على أنّه إرث روحي ينقذ السود من سيطرة البيض عليهم. وتعرّضت الحركة للقمع خلال أعوام الحرب العالمية الثانية بسبب دعوتها لرفض الخدمة العسكرية، لكنّها ازدهرت في عقد  الخمسينيات من القرن الـ20، وذلك مع بروز "مالكولم ليتل"، المعروف باسم "مالكولم إكس"، الذي بات بمثابة الواجهة الإعلامية للحركة، وزار الجامعات والحدائق وأماكن تجمع الناس، وتمكّن من جذب الكثيرين إلى الحركة، ومنهم الملاكم محمد علي كلاي.

اقرأ أيضاً: قراءة في مقترح تعيين مبعوث خاص لمكافحة "الإسلاموفوبيا"

بعد اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1963، واختلاف مالكوم إكس مع إليجا محمد، بخصوص تصريحات مالكوم التي فُهم منها أنّه يستحسن اغتياله - بسبب سياساته التي كان يرى مالكوم أنّها تحاول الالتفاف على نضال السود - تصاعد الخلاف بين إليجا ومالكوم، ومن ثمّ ازداد الخلاف بعد رحلة مالكوم إلى الحج عام 1964، وتأثره بما رآه في الحج من صور المساواة بين الأعراق في الإسلام، وهو ما غيّر مفاهيمه، وجعله مقتنعاً بتبنّي الإسلام بصورته المعروفة لدى عموم المسلمين، وذلك باعتباره ديناً يدعو إلى المساواة بين جميع الأعراق، ولا يدعو إلى تفوّق أمّة على أخرى، كما هو الحال في اعتقاد "أمّة الإسلام" بتفوّق السود على البيض. ومن ثمّ أعلن براءته من مبادئ حركة أمّة الإسلام، وشكّل جماعة جديدة سمّاها "منظمة المسجد الإسلامي"، وكان اغتيال مالكوم إكس عام 1965 نقطة تحوّل فاصلة في سير حركة "أمّة الإسلام"، فقد تركها الكثيرون، وبدؤوا بتبنّي دعوة وأفكار مالكوم الإصلاحية والاتجاه للاعتدال أكثر فأكثر، وهو ما تزامن وتوافق في حينه مع "ثورة الحقوق المدنية".

مقرّ الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية... تُعتبر أكبر منظمة للمسلمين في الولايات المتحدة

ومع اكتمال مكتسبات حركة الحقوق المدنية خلال عقد الستينيات، وصولاً إلى قيام الرئيس جونسون في آب (أغسطس) 1965 (بعد 6 أشهر من اغتيال مالكوم إكس) بإصدار مرسوم نصّ على حقوق التصويت للسود، ومن ثمّ حظر التمييز في بيع أو استئجار المساكن عام 1968. بدأ الأمريكيون الأفارقة شيئاً فشيئاً بالاندماج في الحياة العامّة، وهو ما انعكس على المسلمين السود وجعلهم يتجهون إلى الاعتدال بشكل أكبر، وهو ما ظهر في التحوّلات التي عرفتها حركة "أمّة الإسلام"، وخاصّة بعد رحيل إليجا محمد عام 1975 وتولّي ابنه "والاس محمد" الذي بدأ بتغيير مبادئ الجماعة، فغيّر اسم جماعته إلى "البلاليون" (نسبة إلى بلال بن رباح وهو أحد الصحابة ذو اللون الأسود)، ومن ثمّ أصدر قراراً بضرورة صوم رمضان والاحتفال بعيد الفطر، وأصدر أمراً بأن تكون الصلاة على الهيئة الصحيحة المعروفة لدى المسلمين.

اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا في ألمانيا والنمسا ـ الواقع والمخاطر

واليوم، ومع عودة التوجهات المسيحية اليمينية للصعود في الولايات المتحدة، خلال العقدين الأخيرين، تبرز النسبة المرتفعة للسود من بين المسلمين الجدد (حوالي النصف)، وهو ما يُفسّر أنّ الكثير منهم يعتنق الإسلام، إلى جانب الأسباب الإيمانية والاعتقادية، كشكل من أشكال مقاومة العنصرية المسيحية البيضاء. وقد مثل الإسلام باستمرار بالنسبة إلى جانب من الأفارقة الأمريكيين هوية روحية وقوّة رمزية في مجتمع ظلّ يخضع طويلاً لهيمنة الرجل الأبيض.

الاستقرار وبناء المؤسسات

بالتوازي مع تطورات الحالة الإسلامية لدى المسلمين من أصحاب الأصول الأفريقية، كان المهاجرون المسلمون إلى الولايات المتحدة يشهدون مساراً مختلفاً، وكان أوائل المسلمين - من غير الأفارقة - قد جاؤوا مع وصول المهاجرين القادمين من مناطق الدولة العثمانية، وخاصّة من بلاد الشام، في أواخر القرن الـ19، وكان معظمهم من المسيحيين، إلّا أنّه قد صاحبهم أعداد ضئيلة من المسلمين.

وفي عام 1906 قام المسلمون البوسنيون في شيكاغو بإنشاء "جماعة الهجرة"، وهي أقدم مجتمع تعاوني للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1907 قام المهاجرون التتار من روسيا وبولندا وليتوانيا بتأسيس أوّل منظمة إسلامية في نيويورك.

دونالد ترامب... أثناء توقيعه الأمر التنفيذي رقم (13769)

ومن ثمّ تزايدت أعداد المهاجرين المسلمين إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى وقيام وتشكّل الاتحاد السوفيتي في مطلع العشرينيات من القرن الماضي، وهي التحولات التي تسببت بمغادرة عدد كبير من سكان البلدان المسلمة سعياً وراء الحرية الدينية، وكذلك بدافع البحث عن فرص أفضل للحياة.

مع اكتمال مكتسبات حركة الحقوق المدنية خلال عقد الستينيات، بدأ المسلمون السود يتجهون إلى الاعتدال بشكل أكبر

في تلك الأثناء صدر قانون أمريكي للهجرة عام 1924، الذي حدّدَ نسب قبول المهاجرين بحسب نسبة المقيمين في حينه من كل دولة؛ بغية الحفاظ على التركيبة الديمغرافية، وهو ما تسبب بالتالي بتقييد عدد المهاجرين المسلمين؛ إذ إنّ المقيمين القادمين من البلدان المسلمة كانوا أقلية حينها. إثر ذلك، انكمشت هجرة المسلمين خلال عقد الثلاثينيات، ولكنّها عادت لتتزايد من جديد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مع تدفق المسلمين من مناطق الاتحاد السوفييتي، المتضررين من سياسات الحكم في عهد ستالين، ومن أوروبا الشرقية والبلقان (وخاصة من ألبانيا، ويوغسلافيا، وبلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا)، مع اشتداد قبضة الحكم الشيوعي في تلك البلدان، واستقرّ مهاجرو هذه الموجة في المدن الكبرى بالساحل الشرقي، مثل نيويورك وشيكاغو.

اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا في بريطانيا والسويد ـ عام 2021 ،الواقع والمخاطر

ساعدت تشريعات الهجرة الأمريكية في بداية الستينيات، حين أزال الرئيس جونسون القيود على الهجرة، وجرى تفعيل قانون جديد منح مزايا لأقارب المقيمين فى الولايات المتحدة وأصحاب المهارات المهنية والتقنية، إلى جانب ما تحقق من مكتسبات حقوقية خلال "ثورة الحقوق المدنية"، كلّ ذلك ساعد على زيادة أعداد المهاجرين المسلمين إلى أمريكا منذ أواخر الستينيات.

وشهدت موجة المهاجرين المسلمين في النصف الثاني من القرن الـ20 تأسيس العدد الأكبر من المؤسسات والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة؛ ممّا ساعد على استقرار المسلمين ومكّنهم من الحفاظ على كيانهم وهويتهم.

الناشطة الأمريكية المسلمة أمارا مجيد: المسلمون هم جزء أساسي من الهوية والثقافة الأمريكية

وكان من بين أبرز هذه المؤسسات: الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA) التي تأسست في عام 1971 على يد المهاجرين القادمين من شبه القارة الهندية، وكذلك الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) التي تأسّست عام 1982، والتي أعلنت سعيها لتحقيق الوحدة بين المسلمين في أمريكا الشمالية من مختلف الأعراق، ومجلس شؤون المسلمين العام (عام 1988)، والمجلس الإسلامي الأمريكي (عام 1990)، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (عام 1994)، وغيرها من الجمعيات والمؤسسات التي تخصصت في الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين، إلى جانب التعليم واحتضان الفعاليات الإسلامية، والاعتناء بقضايا الأحوال الشخصية من الزواج والطلاق والجنازات وغيره.

في مواجهة "الإسلاموفوبيا"

كانت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وما نجم عنها من تصاعد الخطاب الموجه لمحاربة الإرهاب، مع الربط بين الإرهاب والديانة الإسلامية والمسلمين، كلّ ذلك كان له أثره المباشر على تصاعد خطاب وجرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة. وبرزت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وما مثلته من مشاعر الخوف من المسلمين، وما ينجم عنها من أفعال وممارسات تمييزية وتضييقية بحقهم.

اقرأ أيضاً: فرنسا وحديث الإسلاموفوبيا من جديد

وخلال الأعوام التالية لعام 2001 تزايدت حالات الاعتداء على المسلمين، وتزايد تهديد حقوق المسلمين في الولايات المتحدة. وبالرغم من ذلك استمرت الهجرة من البلدان المسلمة، وخاصة من مناطق التوتر والصراع، كأفغانستان، والصومال، والعراق.

إلّا أنّه مع صعود موجة الهجرة الأخيرة بحدود أواسط العقد الماضي (2014-2016)، وتزامن ذلك مع صعود تنظيم "داعش"، وبروز عمليات حول العالم، بلغ رهاب الأجانب والمسلمين بشكل خاص ذروة جديدة له، وهو ما انعكس مباشرة مع انتخاب الرئيس دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، وهو الذي كان قد رفع شعارات ضمن حملته الانتخابية في حينها بتقييد أعداد المهاجرين إلى الولايات المتحدة. وبالفعل لم يُخلف دونالد ترامب وعده، وبعد توليه السلطات قام في 27 كانون الثاني (يناير) 2017 بتوقيع الأمر التنفيذي رقم (13769) الذي منع دخول البلاد على رعايا دول بعينها، واستهدف بشكل خاص الدول العربية والمسلمة، وهو ما كان له انعكاسات مباشرة داخل المجتمع الأمريكي، تمثّلت في إعطاء الدفعة للتوجهات اليمينية المُعادية للمسلمين ومظاهر التدين الإسلامي.

ساعدت تشريعات الهجرة الأمريكية في بداية الستينيات على زيادة أعداد المهاجرين المسلمين إلى أمريكا

أمارا مجيد، ناشطة مسلمة شابة في الولايات المتحدة، تحدّثت لـ "حفريات" عن أعوام حكم ترامب والسياسات التي اتبعها والخطاب الذي تبنّاه، وهل ساهمت فعلاً في زيادة العنصرية والعدائية تجاه المسلمين في الولايات المتحدة؟ تقول أمارا: "نعم، أعتقد ذلك، إنّ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والطريقة التي استخدم بها هذا الخطاب العنيف والمؤذي تجاه المسلمين في الولايات المتحدة، بالتأكيد أسهمت في خلق جو انقسامي وخلافي في الولايات المتحدة، أسهم في تحفيز ودفع معتقدات ومشاعر "رهاب الإسلام" (الإسلاموفوبيا) بين الأمريكيين. لقد لعب ترامب على تلك الأفكار التي تدفع الناس للخوف من المسلمين، وتجعلهم يرون أنّهم الغرباء القادمون من خارج الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: نيوزيلندا: قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب... ما علاقة الإسلاموفوبيا؟

وتتابع أمارا: "إنّ قرار حظر استقبال المسلمين القادمين إلى الولايات المتحدة هو أمر ساذج وجاهل حقاً؛ لأنّ المسلمين هم من المؤسّسين للولايات المتحدة منذ نشأتها، هم موجودون منذ ما قبل قيامها واستقلالها، وبالتحديد هنا نتحدث عن المسلمين الأفارقة الذين جلبهم تجار الرقيق من غرب أفريقيا. لقد كان هؤلاء المسلمون هم الأوائل في الولايات المتحدة، فالمسلمون لم يأتوا فقط مع موجة الهجرة القادمة من باكستان والبلدان العربية في عقديْ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لا، لقد وُجدوا منذ وُجدت الولايات المتحدة. المسلمون هم جزء أساسي من الهوية والثقافة الأمريكية، ولا معنى البتّة لمنعهم. سأضرب مثالاً: كلنا نعرف لون الموسيقى الأمريكي الشهير، "البلوز" (Blues)، الباحثون في تاريخ الموسيقى اليوم يقولون إنّه قد بدأ وانطلق من بين المسلمين الأفارقة العبيد. أحيل هنا على الكتاب المهم "عبيد الله" (Servants of God)،  وفيه يذكر المؤلف مثلاً أنّه حتى جورج واشنطن وتوماس جيفرسون كان لديهما عبيد مسلمون، لقد كان المسلمون مصاحبين للولايات المتحدة منذ التأسيس والنشأة".

اقرأ أيضاً: كيف أججت وسائل التواصل الإسلاموفوبيا بعد 11 سبتمبر؟

وتختم مجيد: "إذاً ما أقوله هو أنّ المسلمين هم جزء أساسي من ميراث الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ قرار ترامب بحظر المسلمين كان من الغرابة بمكان، فقد صوّرهم بأنّهم غرباء قادمون من الخارج. وبلا شكّ  ما قام به ترامب خلق حالة من الانقسام الزائف بين المسلمين والأمريكيين؛ وكأنّه لا يمكننا أن نكون مسلمين وأمريكيين في الوقت نفسه، وهذا بالفعل ما أسهم بتعزيز عقلية "نحن" في مواجهة "هُم"، التي خلقت جواً يكون فيه العداء تجاه المسلمين مبرراً ومقبولاً، وغدت الإسلاموفوبيا مقبولة ومبرّرة، وهوما لا يبدو أنّ الولايات المتحدة قد تعافت منه بعد".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية