الإخوان يبتزون الجيش... صراعات السلطة في السودان تفضح نوايا الإسلاميين

قالت الكاتبة السودانية بثينة تروس: إنّ إعلان ما يُعرف بـ "حكومة الأمل"، بقيادة كامل إدريس، كشف عن صراع محتدم على المناصب تقوده فلول الحركة الإسلامية "جماعة الإخوان المسلمين" وميليشياتها المسلحة، في مشهد يعيد إنتاج منظومة التمكين التي أفسدت الحياة السياسية والاقتصادية في السودان لعقود.

وأكدت تروس، في مقالة نشرتها عبر صحيفة (التغيير)، أنّ الحكومة الجديدة رفعت شعارات براقة كالعدالة والشفافية، لكنّها اصطدمت سريعًا بجشع الجماعات التي قاتلت إلى جانب الجيش، مطالبة بالمناصب كغنائم حرب، في مقدمتها الحركات المسلحة وكتائب إخوانية متطرفة كالدفاع الشعبي والمستنفرين، و"كتائب البراء بن مالك".

"حكومة" كامل إدريس تكشف عن صراع محتدم على المناصب تقوده فلول الحركة الإسلامية "جماعة الإخوان المسلمين" وميليشياتها المسلحة.

واعتبرت أنّ المشهد الحالي يُعيد إلى الأذهان عقلية المحاصصة التي ميزت نظام الإنقاذ، حيث تتخذ الميليشيات من "صناعة النصر" ذريعة لابتزاز الجيش وفرض السيطرة على مفاصل الدولة، تحت تهديد الانسحاب وترك المؤسسة العسكرية تواجه مصيرها.

وأشارت إلى أنّ الحركة الإسلامية وقادتها سعوا للتحايل على الحركات المسلحة، عبر رفع شعارات الجهاد والزهد في السلطة، لكنّهم فوجئوا بأطماع واضحة من تلك الحركات التي انقلبت على حكومة حمدوك ودعمت انقلاب البرهان، ثم ما لبثت أن بدأت بالتمرد على حكومة بورتسودان بمجرد الشعور بالإقصاء.

الحكومة الجديدة رفعت شعارات براقة كالعدالة والشفافية، لكنّها اصطدمت سريعًا بجشع الحركات المسلحة وكتائب إخوانية ككتائب البراء بن مالك.

وانتقدت تروس تمسك جبريل إبراهيم، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، بمنصبه، ورفضه التخلي عن الامتيازات رغم تصاعد المطالبات برحيله، معتبرة أنّ المشهد يعكس "ذهنية كيزانية" لم تتغير.

وهاجمت الكاتبة قرار تعيين الفريق حسن داؤود كبرون وزيرًا للدفاع، واصفة الخطوة بأنّها "إعادة تدوير لرجال النظام السابق"، لكونه كان يشغل منصب المدير المالي للمؤسسة العسكرية، وتدور حوله شبهات تتعلق بإدارة أموال الذهب المُهرَّب.

واختتمت تروس حديثها محذرة من أنّ استمرار هذه الذهنية سيقود البلاد إلى حرب داخلية جديدة، مشيرة إلى أنّ الأزمة لم تعد محصورة في صراع ضد قوات الدعم السريع، بل تحوّلت إلى معركة بين أطماع الداخل ذاته، وقالت: "لن يُبنى السودان على عقلية الغنيمة، ولن تصنع الحرب كرامة، ما لم تُهزم ثقافة التمكين".