الإخوان وتمهيد الطريق لـ٢٠١١!

الإخوان وتمهيد الطريق لـ٢٠١١!

الإخوان وتمهيد الطريق لـ٢٠١١!


14/06/2025

أحمد رفعت

لم يكن الوصول إلى 2011 صدفة.. فالمتأمل للسنوات السابقة يدرك أن الاستعداد لها بدأ مبكراً.. جماعة دربت كوادرها جيداً، أمّنت مستقبلهم بوظائف مرموقة.. منهم من وفرت له فرصاً خارج الوطن فى بعض البلاد الشقيقة، ومنهم من وفرت له العمل بالداخل فى شركات الجماعة التى انتشرت بطول البلد وعرضه من محلات الأثاث وتجارة البقالة بالتجزئة «السوبر ماركت» إلى شركات الكمبيوتر وما بينهما من كافة أنواع «البيزنس» بما فيها شركات مقاولات وغيرها!

لم يكن هناك إلا شرطان، أن يكون العضو أحد كوادر الجماعة مر بكافة خطوات الانضمام لتنظيمها، والثانى التبرع الشهرى بنسبة من المرتب أو الدخل! وهذا الأخير جزء من تمويل الجماعة، نعم لكن هدفه ليس ذلك عند جماعة يأتيها التمويل من كل مكان بالعالم وأموالها فى شركات دولية كبرى فضلاً عن الدعم السرى.

إنما كان استقطاع نسبة من الدخل لأمرين مهمين إقناع الأعضاء فى درجات الجماعة الدنيا بأن تمويل جماعتهم يأتى منهم، والثانى استمرار الانصياع والطاعة حتى فى أصعب الأمور التى يمكن أن يتعرض لها أى إنسان، وهو استقطاع جزء من دخله! بنسبة كبيرة تردد أنها سبعة بالمائة!

أثناء ذلك دأب عدد من الصحف التى صدرت حديثاً فى تناول الشأن الإخوانى بكثافة.. أكبر حتى مما يستحق.. لدرجة تحويل الأمر إلى «إفيهات» فى الوسط الصحفى مفاده أن مرشد الجماعة لو جلس فى شرفة منزله سينشرونه خبراً!

واستغلت الجماعة ذلك حتى رأينا توزيعها لأدوار قادتها بشكل انتهازى.. فمثلاً تقدم الجماعة فقرات من برنامجها السياسى مع تصريح لأحد قادتها يفهم منه موقف سلبى للجماعة من عمل المرأة.. فى حين يرد قيادى آخر يفهم منه العكس! وبين العكسين يدور الجدل ومع الجدل تتسرب الجماعة ذاتها وقادتها ومرشدها وبرنامجها ووجودها كله إلى الناس.. ليصبح حقيقة واقعة.. جزءاً من حياة المصريين! وقد كان بكل أسف!

فى الوقت ذاته لم تضيّع الجماعة وقتها على الأرض وسط غباء منقطع النظير من أغلب القوى والتيارات السياسية التى احتضنت الجماعة فى كل فعالياتها، واصفة إياها بـ«الفصيل الوطنى» فباتت الجماعة قائمة وموجودة عملياً رغم حظرها قانوناً، بل إن بعض القوى دأبت على استرضاء المرشد، خاصة فى الحصول على الدعم الانتخابى برلمانياً أو نقابياً.. فى انتهازية مؤسفة!

البعض تعامل بما هو أسوأ واعتبر المرشد رجل دين تؤخذ منه البركة والتبريكات!! فى انحطاط سياسى لا مثيل له بين من يفترض أنه يطرح نفسه بديلاً للحزب الحاكم وبين مرشد بدرجة إرهابى لا أكثر ولا أقل!

إنها خطايا أوقعتنا فى شر أعمالنا.. لكنها دروس للمستقبل.. لا ينبغى ولا يصح ولا يجوز ولن نسمح أن تتكرر!

وللحديث بقية.

الوطن




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية