الإخوان في ليبيا (1): مراحل التكيف مع الطغيان والثورة

الإخوان في ليبيا (1): مراحل التكيف مع الطغيان والثورة


21/03/2022

تتحرك جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا نحو إرباك المشهد السياسي، وربط التقدم  في مسارات تسوية الأزمة بمدى تحقق أهدافها، الأمر الذي بدا واضحاً مع موعد الاستحقاق الانتخابي السابق في 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

ثمّة يقين أنّ جملة الظروف التي تعرضت لها الجماعة في ليبيا خلال الأعوام الأخيرة، وخسارتها الانتخابات البلدية في غرب البلاد، والظروف الإقليمية التي أفضت إلى انحسار الجماعة في مصر وتونس، كان لها أبلغ الأثر في اتخاذ الجماعة في ليبيا خطوات تكتيكية؛ لمداراة انزياح الإسلام السياسي، ونكوص نفوذها، وخروجها من دوائر السلطة المؤثرة.

إلى ذلك، ثمّة عوامل رئيسية ولافتة، من أهمّها:

أولاً: انحسار القاعدة الشعبية

تدرك جماعة الإخوان أنّها تفتقد في الوقت الراهن للمزاج الشعبي المؤيد في ليبيا، رغم ملامح الصعود السريع في أعقاب أحداث العام 2011، ومساعيها المستمرة لحيازة أدوات التأثير عبر بسط نفوذها على المؤسسات التنفيذية والتشريعية كافة، فضلاً عن ارتباطها بموجات العنف، وحالة الفوضى التي شهدتها البلاد، وما نتج عن ذلك من انقسام حاد بين الغرب والشرق، وكافة مؤسسات الدولة.

ثانياً: الوضع التنظيمي

  تعاني جماعة الإخوان في ليبيا انشقاقات في بنيتها التنظيمية، على مستوى التنظيم السياسي، الذي بدأ بخروج الرئيس السابق لحزب العدالة والبناء[1]، محمد صوان، وتشكيله حزباً جديداً، فضلاً عن لجوء الجماعة إلى الظهور باسم جديد، حيث أعلنت الجماعة في 2 أيّار (مايو) 2021 تحوّلها إلى جمعية توعوية، تحت اسم "الإحياء والتجديد"، وزعمت أنّها سوف تقتصر على العمل المجتمعي[2].

 تفكك آخر ضرب تنظيم الإخوان في مدينة الزاوية، أحد معاقل الجماعة المهمّة، حيث تمّ حل فرع التنظيم، وتقديم استقالة جماعية في آب (أغسطس) العام 2020[3]، الأمر الذي تكرر في مدينة مصراتة الساحلية، المعقل القوي الآخر للتنظيم[4].

ثالثاً: تداعيات السقوط الإقليمي

لم يغب عن ذهنية الإخوان في ليبيا مشهد تداعي التنظيم في دول الجوار شعبياً، وخروجهم من دوائر السلطة والنفوذ.

إلى ذلك، لم يستطع المراقبون رصد عدد من المرشحين على مستوى الانتخابات البرلمانية، ينتمون إلى تنظيمات الإسلام السياسي، أو الدفع بأسماء بعينها، تحت مظلّة التنظيم الحزبي في الانتخابات الرئاسية، ومالت آراء المراقبين إلى كون الجماعة تخطط لإقامة تحالفات خفية مع بعض المرشحين، إذا ما اضطرت لذلك، وعُقدت الانتخابات لا سيّما البرلمانية.

جملة الظروف التي تعرضت لها الجماعة عربياً دفعت إخوان ليبيا إلى خطوات تكتيكية لمداراة انزياح الإسلام السياسي

مع فشل تنفيذ الاستحقاق الانتخابي في موعده السابق، في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تحرك كلٌّ من المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، في تحالف تكتيكي؛ من أجل إزاحة حكومة الوحدة الوطنية، وتنصيب رئيس جديد للحكومة، هو فتحي باشاغا، وزير داخلية حكومة الوفاق سابقاً، والموافقة على التعديل الـ12 للإعلان الدستوري، والذي من خلاله حصل كلٌّ من مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، على إطالة عمرهما، مع رهن حضورهما في الفضاء السياسي بانتخاب مجلس النواب ورئيس الجمهورية، بيد أنّ المجلس الأعلى للدولة، ورئيسه خالد المشري، ما لبث أن تراجع عن تحالفه الطارئ مع مجلس النواب بشأن رئيس الحكومة المكلف[5].

 ويمكننا فهم هذا الارتباك في الموقف من حكومة الوحدة الوطنية، والحكومة المكلفة، من خلال أسماء شخوصها، الدبيبة، باشاغا، عبر قراءة الانقسام الحادث بين قيادات الجماعة، وحزب العدالة والبناء، من خلال الرئيس السابق للحزب محمد صوان، الذي يؤيد فتحي باشاغا، ومدى تحقق كلّ فصيل من مصالحه خلال المدى المنظور، لا سيّما أنّ حزب العدالة والبناء، بقيادة رئيسه الحالي عماد البناني، يحظى بـ17مقعداً، من أصل (145) عضواً في المجلس الأعلى للدولة.

الإخوان المسلمون "فرع ليبيا": مدخل تاريخي

  ينبغي أن نمايز عند التعرض لتجربة جماعة الإخوان المسلمين الليبية بين فترتين رئيستين، يفصل بينهما حدث هام، ظهر مع متغير سياسي داخلي وإقليمي عاصف، تجلى مع إزاحة نظام العقيد معمر القذافي، عقب مقتله إثر احتجاجات شباط (فبراير) العام  2011.

المرحلة  الأولى:

 ترجع إرهاصات ظهور الإيديولوجيا الإخوانية في ليبيا إلى أواخر أربعينيات القرن الـ20، حيث فترة حكم الملك إدريس السنوسي، عبر عدد من الإخوان المصريين الهاربين إلى برقة، في أعقاب عملية اغتيال محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر في كانون الأول (ديسمبر) 1948. وقد تمكنوا من استقطاب مجموعة من الشباب الليبي، وكوّنوا فرع الجماعة في ليبيا[6]. وبعد فترة من العلاقة الودية مع الملك السنوسي، حدث تحول مهم بعد اغتيال أحد المقربين منه على يد شاب ليبي، كانت تربطه علاقات وثيقة بجماعة الإخوان الليبية[7]؛ ممّا أدى إلى حظر الجماعة، ومنعها من النشاط العلني، وهو ما دفعها إلى انتهاج العمل السرّي.

العقيد معمر القذافي

عقب هزيمة حرب حزيران (يونيو) 1967، وما صاحبها من تداعيات، كان أبرزها صحوة الإسلام السياسي عبر جغرافيا الشرق الأوسط، تبلورت انطلاقة تنظيمية للإخوان المسلمين في ليبيا، وبرزت قيادات ساهمت في التأسيس النظري، وتكوين الأطر التنظيمية للجماعة، من أمثال: مصطفى الجهاني، وعلي الصلابي، وإدريس ماضي، وصالح الغول، وفاتح أحواص، وغيرهم.

يمكن الارتباك في الموقف من حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من خلال أسماء شخوصها

عقب تولي معمر القذافي حكم البلاد في العام 1969، مرّت علاقة الإخوان مع النظام الجديد بمرحلتين؛ جاءت الأولى بالتوافق والتعاون حتى حدود العام 1973، وفي الثانية منع القذافي الجماعة وحظر أنشطتها، في إطار توجه عام لحظر نشاط سائر الأحزاب والتيارات السياسية، تحت شعار: "من تحزّب خان".

اقرأ أيضاً: لماذا تخلى إخوان ليبيا عن فتحي باشاغا؟

صاحب ذلك موجة من هجرة أعضاء الجماعة إلى الخارج، وخاصّة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تنشط الجمعيات الإسلامية، مع تشكل ملامح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

المرحلة  الثانية:

ما بعد العام 2011، شكّلت إزاحة نظام معمر القذافي منعطفاً حاداً في تاريخ ليبيا الحديث بشكل عام، وفي تجربة جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص؛ حيث مثل سياق التحولات الإقليمية، ورعاية السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لجماعات الإسلام السياسي ومشروعها السياسي في المنطقة، من خلال دعم دول إقليمية، مثل قطر وتركيا، لسعي التنظيم نحو اختراق كافة مجالات الحقل السياسي والاجتماعي الليبي، في ظل واقع يتسم بسيطرة البنى القبلية والعشائرية، وهشاشة  بنية العمل السياسي والحزبي، نتيجة طبيعة نظام العقيد القذافي، الذي أمضى في الحكم نحو (4) عقود تحت شعار: من تحزّب خان.

علي الدبيبة راكم ثروة هائلة في العقد الأخير من عهد القذافي بفضل امتيازاته كأحد المقربين من نظامه 

 إلى ذلك، سعى إخوان ليبيا نحو التموضع في البلاد، ومجاراة المزاج الإقليمي والدولي؛ فأسسوا حزباً سياسياً تحت اسم العدالة والبناء، في شهر آذار (مارس) العام 2012، وجاء تأسيس هذا الحزب في إطار مواكبة ظهور الأحزاب السياسية المنبثقة من الجماعة، والظهور عبر تنظيمات سياسية تقدم تجربة الفصل بين الدعوي والسياسي؛ لتواصل الجماعة عملها كحركة دينية وخيرية واجتماعية دعوية، ولكن عبر تنظيمات سياسية تمكّنها من القفز على مفاصل السلطة، والتمكّن من مفاعيلها الرئيسية في الوقت المناسب داخلياً وإقليمياً.

علي الدبيبة، وعلي الصلابي، وما بينهما عبد الحميد الدبيبة

كان من بين المندوبين الـ74 الذين صوّتوا في جنيف، مع مطلع شهر شباط (فبراير) العام الماضي، باسم الشعب الليبي، شخصية علي إبراهيم الدبيبة، البالغ من العمر (75) عاماً.

علي الدبيبة

وقد اكتسب ثروة هائلة في العقد الأخير من عهد معمر القذافي بفضل امتيازاته كأحد المقربين من نظام العقيد الراحل؛ ممّا سمح له أن يتحول من مجرّد مدرس جغرافيا، إلى عمدة لمصراتة، وعبر أعوام صار أحد المقربين من العقيد القذافي، وقد جعل منه الأخير في العام 1989 رئيساً لمنظمة تطوير المراكز الإدارية، وهي مرفق عمومي يشرف على تطوير البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد. وقد سمحت عملية تطبيع العلاقات الليبية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، انطلاقاً من العام 2003 بالرفع التدريجي للعقوبات الدولية، وهو ما تزامن مع ارتفاع أسعار النفط؛ ممّا أفضى إلى الدخول في حقبة من الازدهار الاستثنائي لعلي الدبيبة.

 

اقرأ أيضاً: ليبيا: الإخواني المشري يغير موقفه من باشاغا ويهاجم مجلس النواب... ماذا حدث؟

أنفق نظام القذافي عشرات المليارات من الدولارات على مشاريع البناء التي مُنحت أغلبها لشركات صينية وتركية، وسهّل لعلي الدبيبة لعب دور مركزي في توزيع هذه العقود، والإشراف عليها من خلال المنظمة من أجل التنمية للمراكز الإدارية.

علي الصلابي

بحلول العام 2006، كان وضع علي الدبيبة، باعتباره مقرباً من القذافي، قد مكّن ابن عمه وشريكه المقرب، عبد الحميد الدبيبة، من الارتقاء إلى رئاسة الشركة الليبية للاستثمار والتنمية القابضة، وهي جهاز آخر للاستثمار العقاري، تدفقت عبره مليارات الدولارات من الخزينة العامة.

وأثناء أعوام الوفرة هذه التي سبقت الانتفاضة الشعبية ضد القذافي، دخلت عائلة الدبيبة في علاقة تجارية مع مهندسة معمارية، تحمل اسم نادية رفعت، وهي زوجة فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها.

في 2004 أطلق سيف الإسلام مشروع "ليبيا الغد" الذي باركته الجماعة ببيان رسمي وأكدت دعمها له

إلى ذلك، سعى معمر القذافي، في محاولة منه لتقديم ابنه سيف الإسلام كرئيس، إلى منحه الوسائل الكفيلة بترويج صورته؛ كمصلح حديث ومتسامح.

وفي العام 2004، أطلق سيف الإسلام مشروعاً ضخماً أطلق عليه اسم "ليبيا الغد"، والذي باركته جماعة الإخوان في بيان رسمي، صدر في شباط (فبراير) العام 2006، وفيه أكدت على دعمها له لإنجاح هذا المشروع[8]، كان الهدف منه تحرير البلاد على (3) جبهات: اقتصادية واجتماعية وسياسية. وقد اعتمد الجانب الاقتصادي لليبيا الغد، وخصوصاً فيما يتعلق بالاستثمارات العمومية، على منظمة تطوير المراكز الإدارية، والشركة الليبية للاستثمار والتنمية القابضة.

عبد الحميد الدبيبة

أمّا الجانب السياسي، فقد تمثل من بين أشياء عديدة، في الشروع نحو عملية ذوبان الجليد مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي عملية أدارها بمهارة علي الصلابي، الذي كان يقيم في قطر منذ العام 1999.

  كان مشروع ليبيا الغد، الذي أشرف عليه سيف الإسلام، هو الحاضنة التي حدثت من خلالها عملية التناسخ بين عائلة الدبيبة، وبين علي الصلابي والإخوان المسلمين.

خالد المشري أحد أعضاء التنظيم الدولي:

خالد عمار المشري، هو معتقل سابق في قضايا تخص الأمن القومي في ليبيا، إبّان عهد القذافي، وتمّ الإفراج عنه في إطار صفقة موجة الإصلاح، والتي أبرمت من خلال سيف الإسلام القذافي، وعلي الصلابي كممثل للجماعة.

 

اقرأ أيضاً: ليبيا: باشاغا يبدأ المشاورات لتشكيل حكومته... وحراك عسكري موالٍ له في طرابلس

بعد العام 2011، رشح المشري نفسه ضمن قائمة حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان، وتحصّل على عضوية المؤتمر العام، من خلال دائرة الزاوية، عبر لجنة الأمن القومي، ورأس المجلس الأعلى للدولة، الذي جاء عقب اتفاق الصخيرات في كانون الأول (ديسمبر) 2015.

يمثل خالد المشري أحد رجالات جماعة الإخوان المسلمين، بينما يرى آخرون أنّ الجماعة في إطار الانقسامات التي تعرضت لها في ليبيا، خلال الأعوام الأخيرة، جعلت خالد المشري يمثل تياراً جديداً في المشهد، ينتهج سياسات إصلاحية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويقف على الضفة الأخرى من الجهة التي يتزعمها القيادي الإخواني علي الصلابي.

خالد المشري وإعلانه الاستقالة:

في شهر كانون الثاني (يناير) 2019 أعلن الأخير استقالته من جماعة الإخوان المسلمين عبر كلمة متلفزة ألقاها، مشيراً إلى استمراره في العمل السياسي والحزبي.

خالد عمار المشري

أوضح المشري أنّ هذه الاستقالة جاءت انطلاقاً من مقتضيات المصلحة الوطنية، والتي تستوجب الوضوح مع المواطن الليبي[9]. بيد أنّ ذلك لا يشي بخروج الرجل من أُطر الجماعة؛ سواء عقائدياً أو تنظيماً، برغم إعلانه الاستقالة، وينبغي النظر إليها في إطار المناورة التكتيكية التي تنتهجها الجماعة، في الكثير من القرارات التي لها علاقة بمسائل التنظيم، مثلما كان الحال مع التحول نحو جمعية الإحياء والتجديد، خاصّة أنّ الرجل عضو في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

عماد البناني وحزب العدالة والبناء:

عماد البناني (1960م) هو الرئيس الحالي لحزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وشهد الحزب عدة انقسامات وانشقاقات لعدد من قيادات الحزب، التي مالت نحو الرئيس السابق للحزب محمد صوان.

هو أحد أخطر قيادات الإخوان في ليبيا، وينتمي للتيار القطبي في التنظيم، ويقف وراء دعمه كلّ من مفتي الإرهاب الصادق الغرياني، والقيادي علي الصلابي، والبناني أحد مؤسسي تنظيم الإخوان في مدينة بنغازي بالشرق الليبي، وسبق أن ألقي القبض عليه عدة مرات، في فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

تدرك جماعة الإخوان أنّها تفتقد في الوقت الراهن للمزاج الشعبي المؤيد في ليبيا

يقف البناني مسانداً لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بينما يساند صديقه محمد صوان الرئيس السابق لحزب العدالة والبناء حكومة فتحي باشاغا.

ينتمي عماد البناني لما يُعرف بـصقور تنظيم الإخوان في ليبيا، الرافضين للحل السياسي للأزمة، وله علاقات واسعة بالميليشيات. سبق أن اقترح تشكيل جيش منهم تحت مُسمّى "قوات الحرس الوطني"، وهو مدرج رقم (39) ضمن (75) شخصية ليبية إخوانية، على قائمة الإرهاب الخاصّة بمجلس النواب الليبي[10].

عماد البناني

عمل في بداياته مهندساً للطيران، قبل أن يغادر ليببا العام 1995، واستقر به المقام في مدينة زيورخ السويسرية، وكان أحد أبرز الشخصيات الإخوانية الموجودة في أوروبا، وتشير بعض التقارير إلى أنّ ثمّة ارتباطاً  بين الأخير، والقيادي الإخواني  يوسف ندا.

في الأيام الماضية من شهر آذار (مارس) التقى البناني برئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، والسيد محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي.

محمد صوان من حزب العدالة والبناء إلى الحزب الديمقراطي:

في إطار التحرك المرن، الذي تعرفه جيداً قيادات الإخوان، أسّس رئيس حزب العدالة والبناء السابق محمد صوان حزباً جديداً سمّاه الحزب الديمقراطي.

 

اقرأ أيضاً: ليبيا: الدبيبة يلجأ إلى مصراتة لحصد التأييد... وهذا موقف القيادة العامة من باشاغا

يعترف محمد صوان أنّ ثمّة خلافات ضربت أركان حزب العدالة والبناء، مع  العام 2015، على وقع استقالات حدثت اعتراضاً من بعض القيادات مع التوقيع على اتفاق الصخيرات، وصولاً إلى اتفاق جنيف، عندما دعم قائمة عقيلة- باشاغا، وهو الموقف الذي رفضه البعض الآخر[11].

وفي إطار منهج المراجعات، الذي يحتاج إلى آلية حاسمة، ومنهجية محددة لدراسة جديته ومدى حضوره الحقيقي في فكر المراجعين، يقول صوان: إنّ البعض "لم يتخلّ عن عقلية الصراع؛ باعتبار أنّ الآخر عدو، ولا يمكن القبول به كشريك". لافتاً إلى أنّ "تضخيم الإيديولوجيا" كان عاملاً حاسماً وراء الخلافات داخل حزب العدالة والبناء.

محمد صوان

عن رؤية محمد صوان لحزبه الجديد الحزب الديمقراطي يقول: إنّ "الحزب الديمقراطي الجديد انطلق بخلاصة تجربة مريرة، وسط الصراع لمدة (10) أعوام، ولدينا (5) أضعاف ممّن كانوا ينتمون لحزب العدالة والبناء"، رافضاً محاولة ربط الحزب الجديد بحزب العدالة والبناء، وأوضح أنّ الحزب الديمقراطي يعتمد على الدعم الذاتي، ويعمل على تكوين مراكز استثمارية داخلية.

وأوضح أنّ الحزب وضع تصوراً لسياساته تحت عنوان: رؤية إنجاز، خلاصتها أنّ "المفتاح السحري للحل في ليبيا؛ هو إيجاد سلطة سياسية، أولويتها السيطرة على مفاتيح القوة وجمع السلاح، ومنها إلى تحريك عجلة الاقتصاد، وضبط الأمن والعفو العام". منوهاً أنّ الحزب حصل على إشهار رسمي من لجنة شؤون الأحزاب[12]. ويُعتبر محمد صوان من المؤيدين لرئيس الحكومة المكلفة فتحي باشاغا.


هوامش:

[1] يواكب هذا الشهر الذكرى الـ10 لتأسيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان في ليبيا.

[2] إخوان ليبيا يعلنون تحولهم إلى جمعية "الإحياء والتجديد"، شبكة رصد، الأحد، 2 أيار (مايو) 2021.

https://rassd.com/497559.htm

[3] بوابة الوسط، صوت ليبيا الدولي، استقالة جماعية لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الزاوية، وحلّ فرع التنظيم بالمدينة، 13آب (أغسطس) 2020.

http://alwasat.ly/news/libya/292216

[4] قناة فبراير الليبية، بيان حلّ جماعة الإخوان في مصراتة، 22 تشرين الأول (أكتوبر)، 2020، فيديو.

https://www.youtube.com/watch?v=3z-JSRN-_Zc

[5] انقسام داخل مجلس الدولة يعقد الأزمة الحكومية في ليبيا، تراجع رئيسه خالد المشري عن دعم باشاغا لرئاسة الحكومة، إندبندنت عربية، 17 شباط (فبراير) 2022.

https://2u.pw/FLQQW

[6] صلاح الحداد: الإخوان المسلمون في ليبيا: الرقص مع الذئاب، ج1، 2020، ص275.

[7] إبراهيم فتحي: التاريخ السياسي ومستقبل المجتمع المدني في ليبيا، برنيق للنشر، 2008، ص 274.

[8]   عبد الستار حتيتة: حروب الميليشيات، ليبيا ما بعد القذافي، القاهرة، 2019، ص341.

[9] نشأت الديهي: أهل الشر: فتنة الدم من الخوارج إلى الإخوان، دار المنهل، 2020،  ص378.

[10] البرلمان الليبي يصدر قائمة تضم (75) إرهابياً و (9) كيانات، سكاي نيوز عربية، 10يونيو 2017.

https://2u.pw/5RxfV

[11] ليبيا المستقبل، صوان يكشف اتفاق الصخيرات وآلية حرب داعش، 21 حزيران (يونيو) 2016.

https://2u.pw/iu9aQ

[12] بوابة الوسط، صوت ليبيا الدولي، محمد صوان يتحدث عن رؤية "الحزب الديمقراطي" وعلاقته بـ"العدالة والبناء" والانتخابات،  19تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.

http://alwasat.ly/news/libya/339719

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية