ليبيا: الدبيبة يلجأ إلى مصراتة لحصد التأييد... وهذا موقف القيادة العامة من باشاغا

ليبيا: الدبيبة يلجأ إلى مصراتة لحصد التأييد... وهذا موقف القيادة العامة من باشاغا


12/02/2022

بعد (48) ساعة من قرار البرلمان تكليف وزير الداخلية السابق، المترشح لانتخابات الرئاسة فتحي باشاغا، وهو القرار المثير للجدل والتكهنات المتعددة، لا شيء يبدو خارج العادي في العاصمة طرابلس، غير المظاهرة التي شهدها ميدان الشهداء في قلب العاصمة، ورفع فيها متظاهرون شعار "جمعة إسقاط البرلمان".

وشهد ميدان الشهداء في وسط العاصمة طرابلس أمس تظاهرة احتجاجية، دعا خلالها المشاركون إلى إسقاط البرلمان، ونددوا بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها المجلس خلال جلسته الخميس، حسبما نقلت صحيفة المرصد الليبية.

ميدان الشهداء وسط طرابلس يشهد تظاهرة احتجاجية تدعو إلى إسقاط البرلمان على خلفية التصويت على تعيين فتحي باشاغا رئيساً جديداً للحكومة

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان قادة وحكماء وأعيان من مدينة مصراتة رفضهم قرار مجلس النواب "تشكيل حكومة موازية" لحكومة الوحدة الوطنية، مطالبين بتنفيذ خريطة الطريق المتوافق عليها في تونس، التي تفضي إلى انتخابات لطالما انتظرها الشعب الليبي من أجل اختيار من يحكمه بإرادته الحرّة.

وبدأ رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة تحركاً في مدينة مصراتة الليبية التي ينتمي إليها، لحشد الدعم لحكومته ضد ما سمّاها أحد مستشاريه "الحكومة الموازية"، التي كلف البرلمان ابن مدينته فتحي باشاغا بتشكيلها.

قادة وحكماء وأعيان من مدينة مصراتة يعلنون رفضهم قرار مجلس النواب "تشكيل حكومة موازية" لحكومة الوحدة، ويطالبون بتنفيذ خارطة الطريق

وقال الدبيبة في تظاهرة حاشدة في مصراتة أمس إنّه لن يتنازل عن مبادئ ثورة 17 شباط (فبراير).

وأكد الدبيبة لأنصاره: "لن أتنازل عن مبادئي، إن شاء الله، مبادئ هذا الشعب البطل، وثورة 17 شباط (فبراير)"، وفق موقع "بوابة أفريقيا".

وألقى عضو الفريق الاستشاري والإعلامي للدبيبة فيصل الشريف بياناً في المتظاهرين باسم مدينة مصراتة بجميع مكوناتها، أعلن فيه رفضهم الحكومة الجديدة، متوعداً بأنّ القوة العسكرية جاهزة للدفاع عن الشرعية.

الدبيبة في تظاهرة حاشدة في مصراتة يعلن أنّه لن يتنازل عن منصبه وعن مبادئ ثورة 17 شباط، ويرفض الحكومة الموازية التي بدأ بتشكيلها مجلس النواب

وقال الشريف بحضور الدبيبة: "نظراً لما صدر عن البرلمان من تشكيل حكومة جديدة موازية لحكومة الوحدة الوطنية بالمخالفة للإعلان الدستوري وتحديداته، وكذلك بالمخالفة للاتفاق السياسي الليبي وخارطة الطريق "تونس –جنيف"، التي تقضي بالوصول إلى انتخابات لطالما انتظرها الشعب الليبي من أجل اختيار من يحكمه بإرادته الحرة، إلا أنّنا فوجئنا بقرار البرلمان، الذي جسّد فيه لنفسه مرحلة انتقالية جديدة من شأنها أن تزيد من معاناة الليبيين وتطيل من أزمتهم".

وأكد الشريف في البيان "رفض مدينة مصراتة المطلق لقرار مجلس النواب تشكيل حكومة موازية، والمطالبة بتنفيذ أحكام خريطة طريق تونس جنيف، التي تقضي ببقاء حكومة الوحدة الوطنية إلى زمنها المحدد، مستنكراً ما سمّاه "محاولة شق صف مدينة مصراتة باستهداف بعض أبنائها لتنفيذ هذا المشروع الذي يهدف إلى تمكين الانقلابيين من السيطرة على طرابلس العاصمة"، مشيراً إلى "جاهزية كلّ القوى العسكرية للدفاع عن الشرعية بمعية كلّ شرفاء ليبيا"، على حدّ تعبيره.

عضو الفريق الاستشاري والإعلامي للدبيبة فيصل الشريف يعلن رفض الحكومة الجديدة، ويتوعد بأنّ القوة العسكرية جاهزة للدفاع عن الشرعية

وفي سياق متصل، رفض بيان صادر عن (65) كتيبة وغرفة أمنية في مصراتة قرار مجلس النواب، بالتصويت على اختيار فتحي باشاغا لرئاسة الوزراء، وتضمين التعديل الدستوري الـ12 في الإعلان الدستوري الصادر في آب (أغسطس) 2011، معتبراً أنّ ذلك "انفراد بالشأن السياسي الدستوري"، محذراً "جميع الأطراف من المساس بالمسار السياسي المتفق عليه للحفاظ على مدنية الدولة والتداول السلمي للسلطة".   

وكان البرلمان الليبي قد كلف أول من أمس وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة بدلاً لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الدبيبة.

وأعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أنّ باشاغا فاز بالإجماع بعد التصويت الذي تمّ بالأيدي.

هذا، ورحبت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بتكليف رئيس لحكومة جديدة ستخلف حكومة الوحدة الوطنية.

وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري: "نرحب بأن تعمل الحكومة الجديدة مع الجهات الأمنية والعسكرية على فرض هيبة الدولة والحفاظ على مقدراتها وحماية المؤسسات السيادية من ابتزاز وهيمنة الخارجين عن القانون".

القيادة العامة للجيش الوطني الليبي تبدي استعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة لفرض هيبة الدولة، والحفاظ على مقدراتها، وحماية المؤسسات السيادية من الابتزاز

من جهته، أعلن حزب تحالف القوى الوطنية الجمعة ترحيبه بتوافق مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة "في الملفين الدستوري والتنفيذي، وما نتج عنه من تسمية فتحي باشاغا رئيساً للوزراء".     

بدوره، تعهد باشاغا في كلمة له بمطار معيتيقة فور وصوله إلى طرابلس الليلة الماضية بتشكيل حكومة ممثلة لجميع الأطراف، معرباً عن ثقته بالتزام حكومة الوحدة الوطنية بمبادئ الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.

دولياً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "جميع الأطراف والمؤسسات (في ليبيا) إلى الاستمرار في ضمان اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة بطريقة شفافة وتوافقية"، تعليقاً على توافق مجلس النواب والدولة على تكليف رئيس وزراء جديد وإقرار التعديل الدستوري.

وقال غوتيريس في بيان وزعه الناطق باسمه على وسائل الإعلام: "ندعو جميع الأطراف إلى الاستمرار في الحفاظ على الاستقرار في ليبيا كأولوية قصوى"، مشيراً إلى أنّه "يتابع عن كثب الوضع في ليبيا، وأنّه أُحيط علماً بالتصويت الذي جرى أول من أمس في مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة لاعتماد التعديل الدستوري الذي يرسم مساراً لعملية مراجعة مشروع الدستور للعام 2017 وللعملية الانتخابية، كما أُحيط علماً بتصويت مجلس النواب لتعيين رئيس وزراء جديد".

وقد ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة "جميع المؤسسات (الليبية) بالهدف الأساسي المتمثل في إجراء انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن من أجل ضمان احترام الإرادة السياسية لـ(2.8) مليون مواطن ليبي سجلوا للتصويت"، داعياً "جميع الأطراف إلى الاستمرار في الحفاظ على الاستقرار في ليبيا كأولوية قصوى" .

وفي المسار نفسه، أيدت واشنطن على لسان سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا "رسالة الأمين العام (للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس) بشأن التوافق والاستقرار والانتخابات" في ليبيا، وفق تغريدة قصيرة نشرتها عبر حسابها على موقع "تويتر".    

وترى العضو السابق في فريق الخبراء الليبي أماندا كادليك، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أنّ "ما قد يكون خطيراً هو العنف في طرابلس، لأنّ باشاغا والدبيبة تربطهما علاقات عميقة في غرب ليبيا".     




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية