الإخوان في باكستان.. وسيط انتهازي أم مقامر ليس لديه ما يخسره؟

الإخوان في باكستان.. وسيط انتهازي أم مقامر ليس لديه ما يخسره؟


28/07/2022

مع هبوط أسهم الجماعة الإسلامية في باكستان، الذراع السياسيّة للإخوان، وتراجع حظوظها في ظل ابتعاد حكومة شهباز شريف عنها، وفشل عملية التقارب بينهما، يحاول سراج الحق، أمير الجماعة دفع أنصاره نحو القيام بعصيان مدني، يزعم أنّ بمقدوره إسقاط الحكومة، بينما يضمر في داخله استخدام تحرك أنصاره لإرباك الحكومة، ودفعها نحو إبرام اتفاق سياسي معه، يمكنه من العودة بقوة إلى المشهد السياسي.

وتتميز تحركات سراح الحق بالعصبية الشديدة، فقد أثار، الأسبوع الماضي، حفيظة وسائل الإعلام المحلية، حين وصف، في بيان له بشأن الوضع السياسي في البلاد، الهيئات التشريعية في البلاد بـ"الإسطبلات والحظائر".

انتخابات البنجاب وأثرها

أمير الجماعة الإسلامية أعرب عن قلقه من إعادة انتخاب حمزة شهباز، من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، رئيساً لوزراء البنجاب، مشككاً في عملية التصويت بأكملها، واتهم المرشح الفائز بشراء الأصوات قائلاً: "الرأسماليون الفاسدون يشترون مراكز الاقتراع، ويصوتون بالثروة".

من جانبه، قال حافظ نعيم الرحمن، أمير الجماعة في كراتشي، إنّ هناك تحفظات بنسبة 100٪ على مفوضية الانتخابات، واتهم حكومة الإقليم بالتهرب من الانتخابات المحلية، وكشف عن تطلع الجماعة الإسلامية للوصول إلى منصب رئيس البلدية، في إقليم السند.

حمزة شهباز

جدير بالذكر أنّ حمزة شهباز، وهو ابن رئيس الوزراء، شهباز شريف، مرشح حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، انتخب رئيساً لوزراء البنجاب، وتمّ التصويت في مجلس البنجاب، وسط احتجاجات من الجماعة الإسلامية، وعدد من المعارضين، على رأسهم رئيس الحكومة السابق، عمران خان، الذي حقق أنصاره تقدماً ملحوظاً في الانتخابات المحلية.

الخطاب الدعائي والمزايدات الدينية

ومن جهة أخرى، واصل سراج الحق انتهاج سياسة المزايدة الدينية، مطالباً الحكومة بسحب الاستئناف المقدم إلى المحكمة العليا ضد قرار الفائدة، زاعماً أنّ نظام الفائدة هو حرب ضدّ الدستور الباكستاني، وعلى الحكام الامتناع عن الأعمال المعادية للدين والشعب، تحت ضغط الغرب، وقال إنّه يجب التخلص من اقتصاد الدين، زاعماً أنّه إذا استمر النظام الاقتصادي الحالي، فلن يأتي التطور والازدهار.

 

بلوش: رئيس الوزراء المؤتمن، لم يعد جديراً بالثقة، أولئك الذين يحملون رسائل لإنقاذ الحكومة يجب أن يتفهموا آلام الناس، كلما كتبت الحكومة خطاباً للجمهور، كانت تكتب خطاباً بدولارات باهظة الثمن

 

وزعم أمير الجماعة الإسلامية أنّ قرارات الاقتصاد الوطني تتخذ في الغرف المغلقة، لصندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة، واتهم الحزب الحاكم، بأنّه يتكون من مجموعة من "تجار البشر"، وقال إنّ صندوق النقد الدولي فرض نفس الأحزاب، التي ليس لديها أجندة تنموية، وضاعت بذلك المصداقية الأخلاقية للحكام، على حد زعمه، مضيفاً: "اقتصاد البلاد مدمر، والدولار يواصل التحليق عالياً، وقرارات الاقتصاد الوطني تتخذ في الغرف المغلقة".

تظاهرات موجهة

بدوره، شنّ القيادي في الجماعة الإسلامية، أحمد سلمان بلوش، هجوماً حاداً على الحكومة، التي اتهمها بتجاهل آلام الشعب، وقال إنّ عهد شهباز شريف، شهد تضخم التضخم من أجل التذلل لصندوق النقد الدولي للحصول على رئاسة الوزراء.

بلوش قاد تظاهرات احتجاجية، نظّمتها الجماعة الإسلامية، داعية إلى العصيان المدني لمواجهة التضخم، وقال بلوش إنّ الشعب تلقى من الحكومة رسالة واحدة، هي رفع الأحمال الكهربائية، وأصبح الدقيق نادراً، والسمن غالي الثمن. مضيفاً: "رئيس الوزراء المؤتمن، لم يعد جديراً بالثقة، أولئك الذين يحملون رسائل لإنقاذ الحكومة؛ يجب أن يتفهموا آلام الناس، كلما كتبت الحكومة خطاباً للجمهور، كانت تكتب خطاباً بدولارات باهظة الثمن، وكهرباء أغلى".

سراج الحق: يجب أن تكون هناك إصلاحات انتخابية قبل الانتخابات، وعلى الأحزاب السياسية أن تبدأ مفاوضات فيما بينها لهذا الغرض، والجماعة الإسلامية تريد إجراء انتخابات على أساس مبادئ التمثيل النسبي

ووفقاً لـ ARY News، علّق أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية على الوضع السياسي الجاري في البلاد، وقام بانتقاد مؤسسات الدولة، ومختلف الأحزاب السياسية، وقال إنّه لا توجد مثل هذه المؤسسة في البلاد في هذا الوقت، زاعماً أنّ الحكام نشروا صراع المصالح في الشوارع، كما لفت بحسب مزاعمه، إلى أنّ الانقسام السام في المجتمع، هو نتيجة سياسات الحكام. وأضاف: "المطلوب في هذا الوقت هو الحوار وليس الانقسام، الخلافات السياسية يجب أن يحلّها السياسيون، يجب ألّا تذهب الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة، إلى هذا الحد في الصراع على السلطة".

الإخوان كوسيط سياسي

وفي مناورة تعكس تطلع الإخوان نحو العودة إلى دائرة الضوء، بأيّ شكل، وبحسب صحيفة ARY News المحلية أيضاً، عرض أمير الجماعة الإسلامية، سراج الحق، التوسط بين الحكومة والمعارضة لإنهاء الأزمة السياسية من أجل الوطن والشعب، بحسب قوله.

عرض أمير الجماعة الإسلامية، سراج الحق، التوسط بين الحكومة والمعارضة لإنهاء الأزمة السياسية من أجل الوطن والشعب، بحسب قوله

سراج الحق قال أثناء مؤتمره الصحفي في لاهور، إنّ "البرلمان لا يحترم بالفعل، بعد لجنة الانتخابات، أصبح القضاء مثيراً للجدل. وقد لوحظ أنّ الناس ينتقدون قضاة مجلس المحكمة العليا".

زعيم الإخوان في باكستان، شكّك في نزاهة القضاء، وقال إنّ الخلافات السياسية لا يجب أن تحل عن طريق المحاكم، بل من قبل السياسيين، ولا ينبغي للأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة أن تتصارع على السلطة بهذا الشكل، مطالباً الأطراف الحاضرة في البرلمان، أن تبدأ حواراً شاملاً لإنهاء الأزمة، وأضاف: "إذا وافقوا جميعاً، فإنّ الجماعة الإسلامية مستعدة لاستضافة الحوار من أجل الوطن والشعب، الحوار مطلوب بدلاً من ضياع الوقت".

وادعى سراج الحق أنّه بعد انتخابات العام 2018، أصبح دور المؤسسة البرلمانية موضع تساؤل، وتطلعت الأحزاب الثلاثة إلى المؤسسة للوصول إلى السلطة، ولم تهتم بالبلد والأمة بعد الحصول على الحكومة، بحسب تعبيره.

ورداً عن سؤال حول الانتخابات المقبلة، قال أمير الجماعة إنّه إذا أجريت انتخابات في الوضع الحالي، فلن يقبلها أحد. وأضاف: "يجب أن تكون هناك إصلاحات انتخابية قبل الانتخابات، ويجب على الأحزاب السياسية أن تبدأ مفاوضات فيما بينها لهذا الغرض، والجماعة الإسلامية تريد إجراء انتخابات على أساس مبادئ التمثيل النسبي". الأمر الذي يعكس إستراتيجية الجماعة، القائمة على المساومة، وتثبيت نظام التمثيل النسبي، لتضمن العودة من جديد إلى البرلمان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية