
أثار إدخال وزارة التربية الأردنية درسا عن الفنانة سميرة توفيق وأغانيها في المناهج الدراسية جدلا واسعا في الشارع الأردني، حيث تضاربت الآراء بين مؤيد ومعارض، وظهرت خلالها البصمات الإخوانية المتشددة التي تربط كل تغيير أو تحديث بالاستعمار و”المؤامرة” الإمبريالية.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن صورا من منهاج التربية الفنية والموسيقية والمسرحية للصف الرابع الابتدائي تظهر فيه الفنانة اللبنانية سميرة توفيق، الأمر الذي أحدث جدلا بين الأوساط الأردنية.
والمنهاج الجديد لا يزال في طبعة تجريبية يتم إدراجه لأول مرة ضمن المناهج لهذا العام. وتداول مستخدمو المنصات الاجتماعية في الأردن صفحات من هذا المنهاج متضمنة أسماء فنانين ومغنين وسيرا ذاتية عنهم مثل سميرة توفيق وغيرها، ما أثار استياء العديد وغضبهم.
كما ورد في أحد دروس مادة اللغة الإنجليزية للصف الثامن عرض السيرة الذاتية للفنانة أم كلثوم. وتباينت الآراء عبر مواقع التواصل بين مؤيدين لتطرق التربية إلى مثل هذا المنهاج، لما له من دور في ترسيخ الهوية الثقافية الأردنية والعربية، ومعارضين يرون أن هناك شخصيات تاريخية أخرى كان الأجدر بأن تحظى باهتمام التربية في المنهاج، رغم أن ذكر الفنانة جاء في مادة تتعلق بالفن والموسيقى.
وتركزت الهجمة عبر حسابات تتبنى رأيا متشددا رافضا لكل ما من شأنه تطوير وتحديث المنظومة التعليمية بما لا يتناسب مع توجهها، وذهبوا إلى رثاء حال التعليم والادعاء بأنه أصبح أسيرا للغرب.
في المقابل استهجن الكثير من الناشطين الهجمة التي يقودها متشددون وتحمل آراء إخوانية بدت متناقضة مع الواقع حيث يحظى العديد من الفنانين بالاحترام والتقدير من بينهم سميرة توفيق التي تربى الأردنيون على أغانيها الحاضرة في بيوتهم، فلماذا تتم مهاجمة حضورها في المنهج التربوي بمادة مختصة بالموسيقى والفنون.
وأعرب معلقون عن فخرهم وإشادتهم بأيقونة مثل سميرة توفيق التي لا تغيب عن أفراحهم ومناسباتهم ولها العديد من الأغاني الوطنية التي تؤكد محبتها للشعب الأردني.
وكتب ناشط مقارنا بين الفنانين أمثال سميرة توفيق وبين القوى التي تدعي الوطنية وتعمل على إدخال البلاد في نفق مظلم:
وأضاف الناشط أن “سميرة توفيق لم يسجل التاريخ عليها أنها تكلمت بسوء على الأردن وشعبه وقيادته”. فسميرة توفيق أردنية الهوى دون أن تحمل جنسيتنا، لبست في أحلك ظروف الوطن ثوب الوطنية وغنت للوطن وجيشه وقيادته لتشعل فينا الحماس، ومن ينكر ذلك فهو ليس أردنيا حتى لو امتلك ألف رقم وطني.
فلقد قدمت سميرة توفيق للوطن ما لم يقدمه شيوخ الدين الذين أرهقوا اقتصادنا بمسيراتهم الكاذبة وأغلقوا بشعاراتهم الثورية الرنانة، دون أن يسجل التاريخ لهم حالة مقاومة واحدة لإسرائيل.
وسخر ناشطون من المنتقدين لإدراج الفنانين في المناهج الدراسية في حين أن أبناءهم يقضون ساعات طويلة على يوتيوب وتيك توك وإنستغرام يتابعون جميع أنواع الأغاني بما فيها الهابطة.
وبحسب المركز الوطني لتطوير المناهج، فإن منهاج التربية الموسيقية أُدرج في الصفوف الابتدائية من الأول وحتى الخامس، وليس فقط للصف الرابع كما تم تداوله، حيث تضمن المنهاج لصفي الأول والثاني أن يتعرف الطالب على تطابق الأشكال والخطوط وبعض مهام الرسم وبعض أشكال الموسيقى كالبيانو والطبول والفوكس والفالس وغيرها.
وتعليقا على الموضوع قال خبير التربية والتعليم وإدارة المناهج ذوقان عبيدات إنه “كان بالإمكان تجنب جدل ودرس سميرة توفيق، حيث كان بالإمكان الحديث عن فنانين لهم بعد في ضمير الناس مثل توفيق النمري أردنيّا، أو فيروز أو أم كلثوم عربيّا".
وأضاف عبيدات "لا أرى ما يمنع من احترام كل فنان! فالأطفال لا يعرفون توفيق النمري، وحين قدمناه لهم لم تثر أي ضجة. لعل المطلوب تعريف الأطفال بأصالة الفن، والقيم الفنية، وتجنبنا أي سخرية كالتي سادت وسائط التواصل".
واحتوى المنهاج إلى جانب سميرة توفيق أيضا على معلومات من سير حياة الفنانين جولييت عواد، وموسى حجازين، وعبده موسى، إضافة إلى عادات وتقاليد القهوة العربية في الأردن، والإيقاع الموسيقي للطبلة، وآلتي القانون والمجوز، وسير رياضيين أردنيين مثل موسى التعمري وعامر شفيع وجوليانا الصادق.
العرب